رئيس أوكرانيا يحدد في اجتماع المجلس الأوروبي الأسباب الخمسة الرئيسية لإطالة أمد الحرب
كييف/ أوكرانيا بالعربية/ تحدث الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عبر الإنترنت في الاجتماع الدوري للمجلس الأوروبي، الذي انعقد في بروكسل يوم الخميس 23 آذار/ مارس.
أجرى رئيس الدولة الاتصال عبر الإنترنت من عربة قطار خلال رحلة عمل إلى مناطق أوكرانيا.
وقال الرئيس للمشاركين في الاجتماع: "يسعدني أن أرحب بكم اليوم كما هو الحال دائمًا ولكن بشكل مختلف قليلاً. الآن أزور المدن التي تحاول روسيا تدميرها. إن مدن الدونباس، وخاركيف هي من مراكز أوروبا الشرقية، وقد تم تحرير خيرسون بالفعل من الاحتلال الروسي، لكنها تعاني من هجمات إرهابية روسية مستمرة".
وأكد أنه يتحدث أثناء سفره بالقطار، لأنه يستغل "كل فرصة لدعم روح الأوكرانيين وتقريب موعد طرد الإرهابي الروسية من بلادنا، والتي تحلم فقط بنشر شرها، بما في ذلك إلى مدن أوروبية أخرى".
وقال: "لا سمح الله أن يرى أي شخص في العالم مدنه فارغة بسبب التهديد بهجمات إرهابية - مثل كراماتورسك أو عشرات المدن الأخرى في الدونباس، ومنازل مدمرة دمرتها المدفعية الروسية، نوافذها من ألواح الخشب الرقيق بدلاً من الزجاج حيث لا يزال الناس يحاولون العيش فيها، وقرى حطمت ودمرت بالكامل جراء القصف، كما في مناطقنا في خيرسون وحيثما وصل المحتلون الروس، وبقيت مهجورة بسبب حقول الألغام ... لا سمح الله أن يرى أي شخص هذا في بلده".
وأكد الرئيس: "إذا لم يكن هناك تأخير أو ركود في التعاون بين أوكرانيا وأوروبا، وإذا كانت الجهود المشتركة تهدف بحزم إلى انتصار أوكرانيا، فسيكون النصر هذا العام".
وأشار إلى أنه "كلما أسرعنا في العمل معًا، كلما نجحنا في إنقاذ المزيد من الأرواح".
وأشار زيلينسكي إلى التعاون الوثيق في مجالات الدفاع والطاقة، والتفاعل الاقتصادي، وعشر حزم من العقوبات التي وافق عليها الاتحاد الأوروبي ضد روسيا، ومساعدة العدالة الدولية في تقديم مجرمي الحرب الروس إلى العدالة.
وشكر الرئيس أولئك الذين يشاركون في المبادرة التي اقترحتها إستونيا بشأن توريد وإنتاج قذائف للمدفعية الأوكرانية، والذين يدعمون عمل المحكمة الجنائية الدولية وجهود أوكرانيا لإنشاء محكمة خاصة بشأن جريمة العدوان الروسي على أوكرانيا، فضلا ًعن الجهود المبذولة لإطلاق آلية التعويض.
وقال: "كل هذا دليل على أن أوروبا تعرف كيف تحمي قيمها ولديها الشجاعة لعدم الخضوع للإرهاب".
وحدد الرئيس الأوكراني خمسة مخاطر رئيسية تبعد أوكرانيا وأوروبا عن إنهاء الحرب وتحقيق السلام، لا سيما التأخير في تزويد الجيش الأوكراني بصواريخ بعيدة المدى وطائرات حديثة، والتأخير في اعتماد حزم عقوبات صارمة جديدة، والتأخير في تنفيذ صيغة السلام الأوكرانية وتنظيم "قمة السلام"، والتأخير في اندماج أوكرانيا في الاتحاد الأوروبي.
وأضاف: "يمكننا تنظيم قمة في إحدى عواصم العالم، في إحدى العواصم الأوروبية. ألن تضيف قوة عالمية إلى أوروبا؟ ستضيف بالتأكيد".
وفي سياق آفاق التكامل الأوروبي لأوكرانيا، أكد فولوديمير زيلينسكي أنه على الرغم من العدوان الروسي، تواصل أوكرانيا تطوير المؤسسات وفقًا للمعايير الأوروبية.
وقال: "النتائج واضحة: لقد صمدنا في الحرب، ومؤسساتنا تعمل بالرغم من كل شيء، النظام المالي والبنوك وجميع الخدمات العامة والمجال الاجتماعي. ومن الأهمية بمكان ألا يكون هناك تأخير في التقارب بين أوكرانيا والاتحاد الأوروبي، هذا مهم لحماية أوكرانيا وحماية النظام الأوروبي. وهذا يتوافق مع الحاجة الموضوعية إلى تقوية أوروبا باستمرار، لأن التعزيز المستمر فقط هو الذي يضمن الاستقرار الدائم".
وذكر أن أوكرانيا مستعدة لاتخاذ قرار بشأن بدء المفاوضات بشأن العضوية في الاتحاد الأوروبي بالفعل هذا العام.
وأكد الرئيس أن الحرب تعلم القادة أن الصدق في العلاقات بين الحلفاء يضمن النصر.
وأضاف: "لقد أشرت بصدق إلى خمسة مخاطر رئيسية وخمسة أسباب لإطالة أمد هذه الحرب وجعل السلام أبعد. علينا أن نفعل كل شيء حتى لا يكون هناك تأخير، ويمكننا فعل ذلك حقًا. تعرف أوروبا كيف تكون حاسمة. أعلم أنكم تقدّرون الوقت. اجعلوا كل اجتماع وكل مناقشة وكل يوم من عملنا المشترك يقرب عودة السلام وتحرير أرضنا وكل أوروبا من الشر الروسي. إذا تأخرت أوروبا، فقد يكون لدى الشر الوقت لإعادة التجمع والاستعداد لسنوات من الحرب، يمكنكم منع هذا. معكم يمكننا تحرير أوكرانيا من العدوان الروسي بالفعل هذا العام".
وتجدر الإشارة على أن ي الاجتماع العادي للمجلس الأوروبي يستمر يومي 23 و 24 آذار/ مارس في بروكسل، ويحضره رؤساء دول وحكومات الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي. اجتماع المجلس الأوروبي مكرس لمناقشة الأحداث الأخيرة فيما يتعلق بالحرب الروسية العدوانية ضد أوكرانيا ودعم الاتحاد الأوروبي الإضافي لكييف.
المصدر: أوكرانيا بالعربية