وزير الخارجية الإستوني: خطة السلام الحقيقية لأوكرانيا لا تتضمن سوى نقطتين فقط

تساهكنا: تصرفات روسيا ورئيسها فلاديمير بوتين لا تُشير إلى إمكانية تحقيق السلام في أوكرانيا في المستقبل القريب.
أعرب وزير الخارجية الإستوني مارغوس تساهكنا عن شكوكه بشأن اتفاق السلام الذي يجري التفاوض عليه بقيادة الولايات المتحدة، وأشار إلى أنه حتى لو توصلت أمريكا وأوكرانيا وأوروبا إلى خطة لتسوية سلمية فإن جوهرها يكمن في أن يغير الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أهدافه، حسبما نقلت عنه في 27 تشرين الثاني/ نوفمبر هيئة الإذاعة الوطنية الإستونية.
وقال: "أتواصل يوميًا حاليًا مع نظيري أندري سيبيها وكثيرين غيره. ويبدو لي أن بوتين يشعر بخطر داهم، وهذه فرصة تكتيكية واعدة للغاية بالنسبة له. إنه يمارس الضغط بكل الطرق الممكنة على خطوط المواجهة، وعلى المدنيين، من خلال استهداف البنية التحتية ومنشآت الطاقة. لا توجد أي بوادر سلام حتى الآن".
وأشار إلى أن الرئيس ترامب، على العكس من ذلك، يسعى إلى فرض اتفاق سلام على أوكرانيا.
وأضاف: "هذه العملية علنيةٌ للغاية: تسريباتٌ ومكالماتٌ هاتفيةٌ ومقترحاتٌ ومقترحاتٌ مضادة. هذا الكمّ الهائل من المعلومات نادرٌ للغاية. ثانيًا، السياسة الخارجية الحديثة ليست بالتأكيد لضعاف القلوب. يجب أن نبقى هادئين تمامًا ونواصل الدفاع عن مواقفنا".
وفي حديثه عن جهود السلام أقرّ تساهكنا بصعوبة التنبؤ بفشلها، وقال: "كانت الرسالة الرئيسية للأوكرانيين هي رغبتهم في الحفاظ على انخراط الرئيس ترامب والولايات المتحدة. المنطق بسيط: يُمكن التفاوض مع الولايات المتحدة، ولكن بدونها، يستحيل الضغط على روسيا".
ووفقًا لوزير الخارجية الإستوني "لا تزال أوروبا موحدة، وتدرك الدول الغربية والجنوبية على حد سواء بوضوح أن روسيا لا تزال تُشكّل تهديدًا، وأنّ السلام الضعيف معها سيُقوّض الأمن الأوروبي بشكل خطير".
وأعرب تساهكنا عن أمله في أن تُقدّم رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين قريبًا اقتراحًا لاستخدام الأصول الروسية المُجمّدة.
وقال: "بوتين يخشى هذا الأمر أكثر من أي شيء آخر، لأنه لا يهدده فقط بفقدان أصوله، بل يهدد أيضًا بحصول أوكرانيا على 140-160 مليار يورو كأموال حقيقية، وهو ما يكفي لفترة طويلة لشراء الأسلحة ودعم الاقتصاد".
وأكد أن بلجيكا، التي تعارض استخدام الأصول المجمدة، تحتاج إلى توضيح أن هذه مسألة تتعلق ببقاء أوكرانيا وأوروبا.
وأشار إلى أنه "يجب تقديم ضمانات بأنه في حال وجود مطالبات من روسيا، لن تُترك بلجيكا وحدها".
وأضاف أنه على الرغم من تدفق المعلومات على نطاق واسع حول اتفاقية السلام، إلا أنه لا يعرف تفاصيلها النهائية.
وقال: "نعلم أن القضايا المتعلقة بحلف الناتو والاتحاد الأوروبي تُناقش بشكل منفصل، ولن يقود بوتين المفاوضات بشأنها، بل الناتو والاتحاد الأوروبي. أما القضايا المعقدة الأخرى مثل المبادئ الدستورية لأوكرانيا، والأراضي، ومستويات القوات، وقضايا السيادة، والانتخابات فلا تزال مفتوحة".
وشدد على أنه حتى لو توصلت الولايات المتحدة وأوكرانيا وأوروبا إلى خطة ما، فإن جوهرها يكمن في أن يغير بوتين أهدافه.
وأكد: "لكنه حتى الآن لم يُبدِ أي استعداد للقيام بذلك ولم يُعلّق على الخطة نفسها. لذلك، أعتقد أننا ما زلنا بعيدين عن السلام".
وفي الختام، أشار تساهكنا إلى أن خطة السلام الحقيقية تتكون من نقطتين فقط: الضغط على روسيا ودعم أوكرانيا.
المصدر: أوكرانيا بالعربية
