واشنطن تعرض امتيازات عسكرية لأنقرة مقابل تخليها عن الطاقة الروسية
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يقترح على تركيا امتيازات عسكرية ودبلوماسية، تشمل رفع العقوبات وفتح باب شراء مقاتلات إف-35، مقابل وقف استيراد الطاقة الروسية، ما قد يعيد رسم موازين الحرب في أوكرانيا.
كييف/أوكرانيا بالعربية/ في خطوة تعكس تزايد الترابط بين ملفات الطاقة والأمن، دعا الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، نظيره التركي، رجب طيب أردوغان، إلى التخلي عن النفط والغاز الروسيين، معتبرًا أن هذا الموقف قد يكون "أفضل ما يمكن أن تفعله تركيا لإضعاف آلة الحرب الروسية". جاء ذلك خلال زيارة أردوغان الأخيرة إلى البيت الأبيض، وفق ما نقلته صحيفة فريدوم.
أوضح ترامب أن الولايات المتحدة مستعدة لرفع العقوبات المفروضة على قطاع الدفاع التركي، وفتح الباب أمام أنقرة للمشاركة مجددًا في برنامج إنتاج وشراء مقاتلات الجيل الخامس إف-35، إذا أقدمت على تقليص اعتمادها على الطاقة الروسية.
وأشار إلى أن لدى تركيا بدائل واسعة لمصادر الطاقة، بخلاف دول مثل المجر التي تفتقر إلى موانئ بحرية.
وأضاف ترامب: “إن أردوغان قائد ذكي، ولديه الكثير من الخيارات. يمكنه أن يلعب دورًا حاسمًا في الحرب الأوكرانية إذا أراد ذلك، لكن عليه أن يتخلى عن سياسة الحياد الاقتصادي تجاه موسكو.”
منذ بداية الغزو الروسي الشامل، أبقى أردوغان على دور الوسيط، عارضًا أنقرة كمنصة للمفاوضات بين كييف وموسكو. ورغم رفضه العلني لضم شبه جزيرة القرم، فإن تركيا لا تزال أحد أكبر مستوردي النفط الروسي.
بحسب الهيئة الوطنية التركية للطاقة، شكّلت روسيا 66% من واردات النفط و41% من واردات الغاز العام الماضي. ورغم ذلك، وقّعت أنقرة مؤخرًا عقودًا طويلة الأمد لاستيراد الغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة، ما يشير إلى محاولة أولية لتنويع مصادرها.
العرض الأمريكي يرتبط أيضًا بملف قديم: تعليق مشاركة تركيا في برنامج إف-35 عام 2019 بعد شرائها منظومة الدفاع الروسية إس-400. خشيت واشنطن آنذاك من تسرب بيانات سرية إلى الكرملين. واليوم، يلمّح ترامب إلى إمكانية تجاوز هذا الخلاف، إذا تخلّت أنقرة عن إس-400 لصالح أنظمة دفاع غربية مثل باتريوت.
يرى مراقبون أن نجاح واشنطن في استمالة تركيا سيشكّل ضربة مزدوجة لموسكو: تقليص صادراتها من الطاقة، وإضعاف موقعها داخل حلف الناتو. وفي الوقت نفسه، قد يفتح الباب أمام تعزيز التعاون الأمريكي–التركي في الشرق الأوسط، خصوصًا مع تصاعد الأزمات الإقليمية.
المصدر: أوكرانيا بالعربية