نقل صواريخ توماهوك إلى أوكرانيا قد يغيّر مسار الحرب

خبير دفاعي يرى في احتمال تزويد كييف بصواريخ كروز الأمريكية رسائل ضغط دبلوماسي أكثر منه قراراً عملياً في المدى القصير
كييف/أوكرانيا بالعربية/ قال فاليري بوروفيك، مؤسس شركة "فيرست كونتاكت" المتخصصة في تطوير الطائرات المسيرة، إن النقاش الجاري حول إمكانية نقل صواريخ كروز من طراز توماهوك إلى أوكرانيا يظل، في الوقت الراهن، أكثر طابعًا سياسيًا ورمزياً منه قرارًا عمليًا نافذًا. وأوضح الخبير في مقابلة مع قناة "فريدوم" أن طرح هذا الخيار يُعدّ رسالة ضغط موجهة إلى القيادة الروسية للجلوس إلى طاولة المفاوضات، وأنه لا توجد حتى الآن مؤشرات على اتخاذ قرار حاسم من الجانب الأمريكي.
ورأى بوروفيك أن تأثير توريد مثل هذه الصواريخ سيكون بالغ الأهمية إذا ما جرى بالفعل، لأنها تمتلك قدرات مباشرة على تغيّر موازين رصد واستهداف البنية التحتية العسكرية واللوجستية في العمق. وبيّن الأسباب التقنية التي تجعل من "توماهوك" سلاحًا ذا أثر استراتيجي:
تعدّ الصواريخ مجرّبة في ساحات قتالية سابقة، وتمتلك قدرة على المناورة وتخفيض الارتفاع الطيراني (طيران منخفض جدًا فوق سطح البحر) لتفادي أنظمة الدفاع الجوي؛
تحمل رؤوسًا حربية كبيرة تتيح تأثيرًا مدمرًا على أهداف ذات قيمة لوجستية أو عسكرية؛
تُعتبر من أسلحة الدقة التي قد تمنح قدرة ردع واستهداف بعيدة المدى من دون نشر قوات تقليدية داخل الأراضي المعادية.
مع ذلك، شدّد الخبير على عوامل التعقيد التي تحول دون اعتبار موضوع التسليم أمراً محسومًا، منها الملاحظات السياسية والقيود التي يبديها بعض صناع القرار في واشنطن، إلى جانب الأسئلة التشغيلية (كيفية الاستخدام، الضمانات، المخاطر التصعيدية، والعوامل اللوجستية والتدريبية). وذكر بوروفيك أن تصريحات القادة الأمريكيين التي تُبدي "تحفّظًا حذرًا" تعبّر عن تدرّج في اتخاذ القرار: إشارة إلى إمكانية لكن من دون التزام فوري.
خلاصة بوروفيك كانت عملية ومزدوجة الطابع: من جهة، وجود "توماهوك" مع أوكرانيا سيُمثّل عامل قوة نوعيًا يمكن استخدامه للضغط على موسكو وإحداث تأثير ميداني؛ ومن جهة أخرى، الحديث عنه الآن يؤدي أولًا دورًا سياسياً ودبلوماسياً في إطار محاولات دفع الطرف الروسي نحو تفاوض أو رفع كلفة استمرار العدوان.
المصدر: أوكرانيا بالعربية
