مجموعة السبع تُعدّ خطةً شاملة لخفض عائدات النفط الروسية

الاستراتيجية الجديدة تتضمن زيادة إنتاج الخليج وإقناع الهند وتركيا بخفض مشترياتهما من النفط الروسي
كييف/أوكرانيا بالعربية/ تعمل دول مجموعة السبع (G7) على إعداد خطة اقتصادية جديدة تهدف إلى تعظيم الضغط على صادرات النفط الروسية وتقليص العائدات المالية التي تموّل بها موسكو حربها ضد أوكرانيا. وتشمل الخطة زيادة إنتاج النفط في السعودية والإمارات العربية المتحدة، إلى جانب الحدّ من مشتريات الهند وتركيا من النفط الروسي، بحسب ما أفادت به وكالة رويترز نقلًا عن تقرير قناة فريدوم.
ووفقًا لمحللين اقتصاديين، فإن تطبيق هذه الخطة قد يؤدي إلى خفض عائدات روسيا النفطية بمقدار 80 مليار دولار سنويًا، ما يُعدّ ضربةً قاصمة للاقتصاد الروسي الذي يعتمد بشكل أساسي على صادرات الطاقة. وقد أعدّ وزراء مالية مجموعة السبع بالفعل قائمة من الإجراءات التي تهدف إلى تقليص عائدات الكرملين، من بينها فرض رسوم جمركية إضافية على الدول التي تواصل شراء النفط الروسي.
تتمحور الاستراتيجية الجديدة حول اتفاق محتمل مع دول الخليج العربي لزيادة الإنتاج بهدف تجنّب ارتفاع الأسعار العالمية نتيجة تقليص الإمدادات الروسية. وتشير التقديرات إلى أن السعودية يمكنها زيادة إنتاجها بمقدار 2.43 مليون برميل يوميًا، في حين تستطيع الإمارات رفع إنتاجها بمقدار 0.85 مليون برميل يوميًا، وهو ما سيعوّض النقص في السوق العالمية من دون التسبب في ارتفاع الأسعار.
في المقابل، تسعى مجموعة السبع إلى إقناع الهند وتركيا بخفض وارداتهما من النفط الروسي، واستبدالها بإمدادات من الخليج العربي. وتُعتبر الهند وتركيا من أكبر المشترين للنفط الروسي المخفَّض السعر، ما يمنح موسكو متنفسًا ماليًا وسط العقوبات الغربية.
وبحسب حسابات رويترز، فإن انخفاض صادرات روسيا من 7.3 مليون برميل يوميًا بسعر 56 دولارًا للبرميل إلى 5 ملايين برميل بسعر 40 دولارًا سيؤدي إلى خسائر سنوية تُقدّر بـ76 مليار دولار، وهو ما سيؤثر مباشرة على قدرة الكرملين على تمويل جيشه واستمرار حربه ضد أوكرانيا.
ويرى مراقبون أن هذه الاستراتيجية يمكن أن تحد بشكل كبير من الموارد المالية المتاحة لبوتين، وربما تُجبر موسكو على تقليص عملياتها العسكرية بسبب تراجع الإيرادات.
وفي هذا السياق، أكدت ماريا جيليتي، الخبيرة في العلاقات الدولية والمرشحة في العلوم السياسية، أن دول مجموعة السبع تمتلك أدوات قوية للضغط على النظام الروسي، أبرزها تشديد العقوبات الاقتصادية على موسكو وشركائها التجاريين.
وأضافت جيليتي:
"إن التنسيق بين مجموعة السبع ودول الخليج والهند وتركيا يمكن أن يُحدث تأثيرًا استراتيجيًا طويل الأمد على الاقتصاد الروسي، ويُضعف قدرته على تمويل العدوان ضد أوكرانيا."
تُعدّ هذه الخطة جزءًا من سياسة اقتصادية شاملة تهدف إلى تقليص نفوذ موسكو في أسواق الطاقة العالمية، وتعزيز الاستقرار في أسواق النفط من خلال التعاون بين الاقتصادات الغربية ودول الخليج العربي.
المصدر: أوكرانيا بالعربية
