يرماك يحدد شروط أوكرانيا لبدء محادثات السلام مع روسيا
مدير مكتب رئيس أوكرانيا: يجب ألا ندع روسيا تفوز
كييف/ أوكرانيا بالعربية/ كتب مدير مكتب الرئيس الأوكراني أندري يرماك مقالة بعنوان "يجب ألا ندع روسيا تفوز" نشرتها صحيفة "Dagens Indystry" السويدية في 26 تشرين الثاني/ نوفمبر جاء فيها:
"صادف يوم 19 نوفمبر 2024 مرور 1000 يوم من العدوان الروسي الشامل على أوكرانيا. 1000 يوم من القصف المتواصل والخسائر في الأرواح والدمار واسع النطاق، ولكن في الوقت نفسه 1000 يوم من الشجاعة غير العادية والتضامن غير المسبوق.
ونحن ممتنون للغاية لجميع شركائنا لدعمهم القوي. لقد وقفت دول الشمال ودول البلطيق "NB8" وبولندا، باعتبارهم أصدقاء حقيقيين، إلى جانب أوكرانيا بلا تردد منذ الأيام الأولى للغزو، وكانوا من بين أكبر مقدمي المساعدات لأوكرانيا.
ونحن نشيد بالرئاسة النشطة للسويد في هيئتي "NB8" و"N5" هذا العام. فضلاً عن ذلك فإن أوكرانيا تقدر بشدة الدعم الذي تقدمه لها دول الشمال ودول البلطيق وبولندا في طريقها إلى عضوية الاتحاد الأوروبي ومنظمة حلف شمال الأطلسي. ونحن نثق في دعم بولندا المستمر والقوي لهذه المسألة خلال رئاستها المقبلة لمجلس الاتحاد الأوروبي.
اليوم، المهمة الحيوية التي يجب الدعوة إليها هي إنهاء الحرب وإعادة السلام الدائم إلى أوروبا. نحن ممتنون لدول الشمال ودول البلطيق وبولندا لدعمهم صيغة السلام التي طرحها الرئيس زيلينسكي والتي تهدف إلى تحقيق ذلك.
تتكون خطة النصر للرئيس زيلينسكي، التي تعزز صيغة السلام، من خمس نقاط:
1. دعوة أوكرانيا للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي.
2. زيادة الدعم العسكري دون فرض قيود على استخدام الأسلحة.
3. حزمة الردع غير النووي.
4. ضمان وصول الشركاء إلى الموارد الحيوية لأوكرانيا.
5. استبدال الوحدات العسكرية الأمريكية في أوروبا بوحدات أوكرانية.
وكما يؤكد الرئيس زيلينسكي "إذا بدأنا التحرك بهذه الخطة الآن، فيمكننا إنهاء الحرب في موعد لا يتجاوز العام المقبل".
إن تنفيذ النقاط الثلاث الأولى من شأنه أن يضع أوكرانيا في موقف تفاوضي مفيد عند الدخول في محادثات مع روسيا. إن توجيه الدعوة إلى أوكرانيا لن يفرض أي التزامات على حلفاء الناتو بموجب المادة الخامسة، إلا أنه من شأنه أن يشجع روسيا على اللجوء إلى الدبلوماسية ويقوض نية بوتين في مواصلة الحرب.
ومن ناحية أخرى، فإن مبادرات السلام المختلفة المقترحة التي تنطوي على وقف إطلاق النار دون ضمانات أمنية صارمة لأوكرانيا، من شأنها أن تشجع روسيا على بدء غزو آخر واسع النطاق في المستقبل القريب.
إن المفاوضات المثمرة لن تكون ممكنة إلا عندما يكون لدى جميع الأطراف المتحاربة الإرادة لوقف القتال. بالإضافة إلى ذلك، يجب عكس الوضع على الأقل إلى ما كان عليه في 23 شباط/ فبراير 2022. وسيكون ذلك نقطة انطلاق لمزيد من التسوية نظرا لاحتلال رقعة مساحة كبيرة من أوكرانيا قبل ذلك التاريخ، لكن روسيا لا تظهر أي علامات على مثل هذا الاستعداد، وتواصل التصعيد:
وقد نشر بوتين 11 ألف جندي كوري شمالي على حدود أوكرانيا، مع احتمال زيادة هذا العدد إلى 100 ألف. إن إطلاق روسيا لصاروخ متوسط المدى تفوق سرعته سرعة الصوت قادر على حمل أسلحة نووية على دنيبرو الأسبوع الماضي، إلى جانب تهديدات بوتين بشن مزيد من الضربات، يظهر مرة أخرى أن موسكو ليس لديها مصلحة في السلام.
ويجب مواجهة كل ضربة روسية وتهديد نووي بتصميم لا يتزعزع. ويجب أن يتبع ذلك على الفور تعزيز نظام العقوبات إلى جانب تعزيز القدرات العسكرية والمدنية لأوكرانيا، وخاصة دفاعاتنا الجوية. وينبغي أن يكون دعم أوكرانيا في مواجهة هذه التحديات ثابتا ودائما وطويل الأجل.
ألف يوم من الحرب تشكل تحديا هائلا للعالم. لقد حان الوقت لإعادة النظر في نموذج الأمن الأوروبي. ويتعين على أوروبا أن تكثف جهودها وتؤسس نهجاً استراتيجياً قوياً خاصاً بها. ومن خلال تعزيز المجالات الدفاعية والاقتصادية والدبلوماسية، تستطيع أوروبا تحقيق السلام الدائم والأمن والاستقرار الاقتصادي.
وفي هذا الصدد، تستطيع دول "NB8" وبولندا أن تلعب دوراً حاسماً في توحيد الدول الأوروبية لبناء بنية أمنية جديدة، استناداً إلى القانون الدولي، والردع الفعال، والدفاع، والقدرة على الصمود. لا ينبغي السماح بأكبر عملية استيلاء مسلح على أراضي دولة ذات سيادة منذ الحرب العالمية الثانية.
إن ضمان انتصار أوكرانيا في الحرب يشكل ركيزة أساسية في أي استراتيجية ذات مصداقية للتصدي للتهديد الروسي. ولا يمكن لموسكو أن تنخرط في مفاوضات حقيقية إلا عندما يرى الكرملين أن استراتيجيته الحالية تفشل. ليس للدبلوماسية أي آفاق دون استخدام القوة لدعمها. ولا ينبغي أن يكون هناك أي وهم بأن استرضاء المعتدي سيؤدي إلى السلام الدائم.
لقد أثبت مفهوم "السلام من خلال القوة" فعاليته عبر تاريخ العالم، والآن حان الوقت لاستخدامه مرة أخرى".
المصدر: أوكرانيا بالعربية