أوكرانيا تُندّد بتشويه موسكو لبيانات الأطفال المُختطَفين وتُحمّلها المسؤولية الكاملة عن جريمة الترحيل القسري

تمثل قضية الأطفال المُختطفين أحد أعمق الجروح الإنسانية التي تتركها الحرب الروسية ضد أوكرانيا، وهي في ذات الوقت أداة ابتزاز سياسي تستخدمها موسكو لفرض شروطها في أي مفاوضات مقبلة.
كييف/أوكرانيا بالعربية / أكدت أوكرانيا أن روسيا ما تزال تُواصل انتهاكها السافر للقانون الإنساني الدولي عبر ترحيل الأطفال قسرًا من الأراضي الأوكرانية المحتلة، وتشويه بياناتهم، والتلكؤ في التعاون الجاد مع الجانب الأوكراني بشأن إعادتهم إلى ديارهم، في انتهاك صريح لاتفاقيات جنيف والمواثيق الدولية الخاصة بحقوق الطفل.
جاء ذلك عقب الجولة الثالثة من المفاوضات بشأن عودة الأطفال المرحّلين، والتي عُقدت في تركيا، حيث صرّح رئيس مكتب الرئاسة الأوكرانية، أندريه يرماك، بأن روسيا لم تُقدّم سوى معلومات جزئية حول أقل من خمس الأطفال المُدرجين في القائمة التي سلّمتها كييف لموسكو، والبالغ عددها 339 طفلًا. وأوضح أن الرد الروسي كان متقطعًا ومُضللًا، وتجاهل أكثر من 200 اسم، من ضمنهم أطفال دار الأيتام في خيرسون.
وقال يرماك: "الادعاء بأن روسيا عالجت القائمة بالكامل غير صحيح. ستة فقط من الأطفال عادوا إلى ديارهم، بوساطة قطرية، فيما يظل المئات مجهولي المصير في المعسكرات الروسية".
وأشار المسؤول الأوكراني إلى أن موسكو تستخدم حجة "بلوغ سن الرشد" للتملّص من مسؤوليتها، مؤكدًا أن ارتكاب جريمة الترحيل القسري لا يسقط بالتقادم أو بالسن القانونية، وفقًا للقانون الدولي. وأضاف أن ترحيل الأطفال ثم تجنيدهم لاحقًا ضمن الجيش الروسي يُعد "جريمة حرب مزدوجة" تُهدد الهوية الأوكرانية وتُعمّق من آثار الغزو الروسي.
بدورها، كشفت نائبة وزير الخارجية الأوكراني، ماريانا بيتسا، أن 1.6 مليون طفل أوكراني ما يزالون تحت الاحتلال الروسي، وأن عمليات الاختطاف مستمرة، بينما لم يتمكن الجانب الأوكراني حتى الآن من استعادة سوى 1400 طفل.
ووفقًا لمراكز بحث دولية، يتم نقل الأطفال في البداية إلى ما يُعرف بـ"معسكرات إعادة التأهيل"، ثم إلى مؤسسات تدريب عسكري، في محاولة لمحو هويتهم الوطنية وتجنيدهم في صفوف الجيش الروسي عند بلوغهم سن الثامنة عشرة.
وقد سلطت مجلة "تايم" الأمريكية الضوء على هذه المأساة في غلاف عددها لشهر تموز/يوليو 2025، مشيرة إلى مذكرة التوقيف الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية بحق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في آذار/مارس 2023، بتهمة الترحيل غير القانوني للأطفال.
كما أطلقت قناة "فريدوم" التلفزيونية الأوكرانية، بالشراكة مع مستشار الرئيس لحقوق الطفل والشرطة الوطنية، حملة إعلامية بعنوان "أنت تعرف – أخبر!" لحثّ المواطنين داخل روسيا والأراضي المحتلة على الإبلاغ عن أي معلومات تساعد في استعادة الأطفال المُرحّلين.
المصدر: أوكرانيا بالعربية
