كييف/أوكرانيا بالعربية/لم يكن سرا يوما ما، أن الكذب الاسرائيلي والتفنن به أحد أنجح الوسائل الصهيونية لتثبيت الاحتلال واغتصاب المزيد من الاراضي الفلسطينية، حيث اصبحت الكثير من تصريحاتهم المزورة حقائق لا نقاش فيها لدى الدول الغربية، المهم ان يصدر هذا التصريح عن مسؤول اسرائيلي رفيع المستوى وفي مؤسسة دولية ذات شأن، فعندها من الذي سيجرؤ على الشك بها ؟؟ او حتى يفكر بموضوع التحقق منها...
هذا ما قام به السفير الإسرائيلي الجديد لدى الأمم المتحدة داني دانون حيث وقف وبكل حماسة أمام الجميع في مبنى مجلس الأمن في مدينة نيويورك ليشرح لهم "إرهاب" الفلسطينيين.
حيث رفع دانون لوحة تظهر جسد رجل محاط بسكاكين، وقال هذه مأخوذة من مناهج التعليم الفلسطينية التي تحتوي دروسا للأطفال في كيفية طعن اليهود.
دانون قال إن الأطفال الفلسطينيين يتعلمون الإرهاب في الصفوف الدراسية وخارجها، فحينما يفتحون التلفاز لا يشاهدون حلقات "Donald Duck" أو "Barney" بل إنهم يشاهدون الانتحاريين كأبطال.
ويضيف حينما يفتح الأطفال الفلسطينيون الكتب الدراسية، فإنهم يتعلمون خطاب الكراهية، إن القادة الفلسطينيين يعلمون الأطفال الإرهاب. والرئيس محمود عباس يحرض ضد إسرائيل وينشر الأكاذيب بأن إسرائيل تريد تغيير الواقع في القدس.
كان هذا المشهد والكلام الذي أطلقه دانون فور انتهاء الاجتماع الطارئ لمجلس الأمن لمناقشة التوتر في القدس والضفة الغربية، والذي عقد الخميس الماضي. إنه مشهد خطير تجاهلته الصحافة العربية، وركزت عليه الصحافة الغربية.
ستذهل حينما تتعرف على حجم تغطية الصحافة الغربية لما قدمه دانون بمجرد البحث في محرك (غوغل) باللغة الإنجليزية عن جملة (How to Stab Jews).
لا ذنب للصحافة الغربية حينما تنشر هذه الرواية، ولا ذنب للجمهور الغربي حينما يصدقها. لأن الصحافة تبحث عن مصدر يقدم لها تصريحات ومواقف.
والذنب العظيم يقع على السلك الدبلوماسي الفلسطيني المنتشر في أنحاء العالم، والذي لم يسمع له صوت يقدم رواية فلسطينية لما يحدث في القدس، ويشرح وجهة نظر أطفال فلسطين.
وحده السفير رياض منصور يستثمر ما يتاح له من فرص، فماذا عن جيش السفراء الفلسطينيين في العالم؟ فلو أجرينا تجربة أخرى لمحرك (غوغل) بحثا عن سفراء فلسطين خلال هذه الأيام فلن تجد لهم "وليا مرشدا".
إنه أمر يستحق التوقف بجدية وحزم، فالسلك الدبلوماسي الفلسطيني خامل تجاه ما يحدث على الأرض، رغم ما ينفق عليه من ميزانيات ضخمة وتعيينات هائلة للأفراد، وإمكانيات لوجستية ضخمة، يتمتع بها الدبلوماسيون وعائلاتهم.
أما الصحافة العربية والفلسطينية وبعد أكثر من ثلاثة أيام على حديث دانون عن المناهج الفلسطينية التي تعلم مهارات طعن اليهود، والتربية الإرهابية للأطفال الفلسطينيين، لم تلتفت للأمر وكأنه لم يحدث.
ألقت الصحافة العربية والفلسطينية الضوء فقط على طلب مندوب فلسطين لدى الأمم المتحدة السفير رياض منصور بضرورة توفير حماية للفلسطينيين، والمشروع الفرنسي بتوفير قوة دولية في القدس الشرقية للحفاظ على الهدوء في محيط المسجد الأقصى. ورفض إسرائيل الطلب.
وللعلم فإن الصورة التي رفعها دانون في مجلس الأمن مأخوذة من حسابات نشاط فلسطينيين على مواقع التواصل الإجتماعي.
المصدر: وطن، وكالات بتصرف