أوكرانيا بالعربية | صوت فلسطين في أوكرانيا: الاحتلال الاسرائيلي يحرم الآلاف من الصلاة في المسجد الأقصى ومواجهات عنيفة في أحياء عديدة
كييف/أوكرانيا بالعربية/حرم جنود الاحتلال الاسرائيلي والذين حولوا القدس الشرقية وبلدتها القديمة إلى ثكنة عسكرية اليوم الجمعة آلاف المواطنين، من أداء صلاة الجمعة داخل المسجد الأقصى المبارك، ممن تقل أعمارهم عن 50 سنة.
مما أضطر المواطنون المحرمون من الصلاة في رحاب مسجد الأقصى لأداء صلاة الجمعة في الشوارع والطرقات قرب بوابات القدس القديمة.
وتسبب هذا الحرمان بحالة من الغضب والاحتقان، واستفزاز المواطنين المقدسيين والآخرين القادمين من أراضي 1948م، الذين اصطدموا مع أفراد الشرطة الإسرائيلية على مداخل البلدة القديمة ومحيط المسجد الأقصى.
وهاجم أفراد الاحتلال المواطنين بإطلاق قنابل الصوت والغاز والعيارات المعدنية بشكل عشوائي ما تسبب بإصابة العشرات بجروح عرف من بينهم المواطنة زينة إبراهيم يونس جاد الله البالغة من العمر 64 عاما، وأصيبت بقنبلة صوت برجلها وتم نقلها إلى مجمع فلسطين الطبي في رام الله لتلقي العلاج.
وقال مراسل وكالة "وفا" الفلسطينية إن مواجهات بدأت قبل ظهر اليوم بأحياء: سلوان جنوب الأقصى، ووادي الجوز قرب أسوار المدينة، وما أن انتهت صلاة الجمعة حتى انتفضت المدينة مرة أخرى بمواجهات عنيفة تركزت أشدها في محيط معبر 'حاجز' قلنديا قرب المخيم شمال القدس المحتلة، هاجم خلالها الشبان برجاً عسكرياً وأحرقوه.
كما أمطروا المحتجون المعبر بالحجارة والمفرقعات النارية والزجاجات الفارغة، في حين أطلق جنود الاحتلال عشرات القنابل الصوتية الحارقة والغازية والرصاص الحي والمطاطي وتسببت بإصابة عشرات المواطنين، بينها إصابة واحدة وُصفت بالخطيرة.
ولفت مراسل "وفا" إلى أن مواجهات عنيفة تدور الآن في بلدة سلوان جنوب الاقصى المبارك-مسقط رأس الشهيد معتز حجازي- وتتركز أعنفها بمحيط خيمة الاعتصام بحي البستان.
وكانت قوات الاحتلال اعتدت قبل صلاة الجمعة على المواطنين المحتشدين خارج باب الناظر (من بوابات الاقصى)، وأطلقت قنابل الصوت والغازية السامة وأصابت عدداً كبيراً من المصلين تم تحويل أربعة منهم الى العيادات الطبية بسبب اختناقاتٍ حادة، في حين حاول الشبان في المنطقة كسر الحصار عن المسجد الاقصى وإزالة المتاريس الحديدية الشرطية قرب بوابة المسجد، وسط اعتداء جنود الاحتلال بالهراوات وأعقاب البنادق، واضطر عدد من الشبان الى اعتلاء أسطح المنازل القريبة ومهاجمة جنود الاحتلال بالمفرقعات النارية.
كما شهدت حارة باب حطة 'المُفضية والملاصقة بالمسجد الأقصى مواجهات واشتباكات بالأيدي بين المصلين وجنود الاحتلال خلال محاولة المصلين الدخول الى المسجد رغما عن الاحتلال.
وقد استمرت مواجهات عنيفة حتى عصر اليوم في حي وادي الجوز قرب اسوار المدينة، في ما تجددت المواجهات العنيفة في بلدة العيسوية وسط المدينة، وتتركز بالقرب من مدخلها الرئيسي الشمالي.
ونقل عن شهود عيان قولهم بأن عناصر من وحدة المستعربين بقوات الاحتلال تنشط في هذه المنطقة لاعتقال المزيد من المشاركين في المواجهات.
وتشهد العيسوية منذ عدة شهور مواجهات يومية تمتد حتى ساعات متأخرة من كل ليلة، أغلقت خلالها قوات الاحتلال المدخل الرئيسي للبلدة بمكعبات اسمنتية قبل أن تعيد فتحه لكن بعد نصب مركزٍ رئيسي لمخابرات وشرطة وضريبة الاحتلال على مدخل البلدة وإطلاق بالون مراقبة في سماء العيسوية.
كما تشهد العديد من البلدات المقدسية، خارج جدار الضم والتوسع العنصري، مواجهات ضد الاحتلال تتركز في العيزرية وأبوديس وصور باهر وحي جبل المكبر جنوب شرق المدينة، وعناتا والرام شمالها، في الوقت الذي يشهد فيه مخيم شعفاط وسط المدينة مواجهات بمحيط المعبر 'الحاجز' العسكري القريب من مدخل المخيم، وسط اطلاق العشرات من القنابل الغازية السامة المسيلة للدموع.
وقتلت الشرطة الإسرائيلية الشاب معتز حجازي بعد تطويق منزله في منطقة ابو تور أثناء محاولة اعتقاله، والذي قالت عنه إنه كان مشتبها به في محاولة الاغتيال .
وأصيب يهودا غيليك، الذي ينتمي إلى حركة تطالب بالسماح لليهود بالصلاة في ساحة الأقصى، بجروح بعد إطلاق الرصاص عليه في وقت متأخر الأربعاء.
وأعرب وزير الخارجية الأمريكي جون كيري عن قلقه الشديد لتصاعد التوتر في القدس ودعا السلطات الإسرائيلية إلى إعادة فتح المسجد الأقصى الذي أغلق بشكل كامل لأول مرة منذ 14 عاما.
وقال كيري في بيان "من الضروري للغاية أن تتحلى كل الأطراف بضبط النفس وأن تمتنع عن الأعمال الاستفزازية وتحافظ على الوضع التاريخي القائم في الحرم القدسي قولا وفعلا".
أما السلطة الفلسطينية فقد وصفت إغلاق المسجد بأنه بمثابة "إعلان حرب".
وقد حمل نبيل أبو ردينة، المتحدث باسم الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الحكومة الإسرائيلية "المسؤولية عن التصعيد الخطير في القدس".
ويعد وضع مدينة القدس والحرم القدسي من أعقد قضايا الحل النهائي في المفاوضات بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني.
المصدر: وفا، بي بي سي