أوكرانيا بالعربية | صحف عربية: ولادة مشروع تفكيك الاتحاد وخلق أوروبا الجديدة
كييف/أوكرانيا بالعربية/أهتمت بعض الصحف العربية، بنسختيها الورقية والالكترونية الصادرة صباح اليوم الثلاثاء الموافق 28 حزيران/يونيو الجاري بمستقبل بريطانيا والأطراف التي تربطها علاقة بها حول العالم.
ويعتقد محللون أن بريطانيا هي "الخاسر في كل المجالات" عقب صدور النتيجة الرسمية للاستفتاء لصالح خروج بريطانيا. ويرى كتاب آخرون أن هذا الوضع الجديد "سيحرر القرار الاستراتيجي البريطاني من قيود أوروبا". كما أن هناك من يقول إن انفصال المملكة، بعد عقود من العلاقات التجارية والاقتصادية مع الدول الأعضاء بالاتحاد، أحدث "زلزالاً" سيأثر سلباً على اقتصادات دول أوروبية عدة.
بريطانيا تتجه نحو "الانعزال" و"النزعة اليمينية المتعصبة"
يقول علي محسن حميد في جريدة الأهرام المصرية: "لا مجال للإنكار بأن نتيجة الاستفتاء نكسة وأن بريطانيا هي الطرف الخاسر في كل المجالات بما فيها التعايش وقبول التعددية الثقافية والعرقية".
وأضاف: "لم يدرك هؤلاء بأن الخروج يعني تقسيم المملكة المتحدة التي لن تبق متحدة بعده، فبعض الانجليز لا يعبئون ببقاء اسكتلندا وويلز وأيرلندا الشمالية ضمن المملكة ويعتقدون أن لديهم من الإمكانات والقوى البشرية ما يجعل إنجلترا دولة غنية وقوية لا تحتاج إلى شركائها في هذا الكيان".
يرى الكاتب عبد الله خليفة الشايجي أن الخروج "يشكل انتصاراً لمنطق التقوقع والانغلاق وعدم اقتناع بريطانيا بأوروبا وتراجع روح الوحدة وانتصار الانعزال ورفض المهاجرين واللاجئين".
وبنفس النبرة، يقول خيرالله خيرالله في صحيفة "المستقبل" اللبنانية "ستدفع المملكة المتحدة، التي وقف أكثر من نصفها بقليل مع الخروج من أوروبا، ثمنا غالياً، لا لشيء سوى لأنّ الازدهار البريطاني، عائد في معظمه، إلى أن العلاقة بأوروبا وإلى حسن إدارة هذه العلاقة والاستفادة منها ولا شيء آخر غير ذلك".
كما يقول رحيل محمد غرايبة في "الدستور" الأردنية إن "قرار الشعب البريطاني يمثل الانكفاء البريطاني نحو العزلة والاستغناء عن لغة الوحدة والمشاركة التي أصبح لها كلفة عالية على البريطانيين، في ظل ارتفاع منسوب ثقافة العنصرية لديهم ولدى أغلب شعوب العالم، والميل نحو النزعة اليمينية المتعصبة".
وفي جريدة الرأي الأردنية يرى الكاتب محمد كعوش أن انسحاب بريطانيا "يشير إلى بداية 'ربيع أوروبي' وولادة مشروع تفكيك الاتحاد وخلق أوروبا الجديدة ، وإن كان البعض يرى أن هذا المشروع قد لا يتحقق في المدى القريب ، إلا أن الزلزال الذي ضرب الاتحاد سيكون له تداعيات خطيرة تظهر نتائجها بسرعة".
تداعيات الخروج
وحول تأثير انسحاب المملكة على باقي دول العالم، يقول علي نصرالله في صحيفة الثورة السورية إن "هذه الآثار لن تتوقف عند حدود الاتحاد الأوروبي بل ستتجاوزه، وستطال العالم كله ليس لأن بريطانيا ما زالت دولة عظمى، وبالتالي فإن اهتزازها لا بد أن يهز العالم، بل لأن فشل تجربة الوحدة الأوروبية نسبياً، وبروز خيار الخروج البريطاني منها سيفتح الباب أمام الآخرين، وسيلقي بظلاله الثقيلة على التكتلات والتجارب الوحدوية الأخرى".
كما يتوقع الكاتب أنه "قد يتفكك الاتحاد الأوروبي، وقد تتمزق منطقة اليورو ونظامها، لكن الذي يعنينا هو معرفة شكل المولود الرأسمالي الجديد الذي سيلتهم العالم بطرائق جديدة فيها من النهب والحرب ما هو أكثر تطوراً من سابقاتها".
ويتمنى الكاتب علي بردي في "النهار" السورية أن "ينتبه العرب إلى ما قد يعنيهم مباشرة ومداورة من الاستفتاء البريطاني . يمنح مشروعية إضافية للساعين إلى إصلاح الأمم المتحدة ومنظماتها الفرعية. ويمس بعمق بتركيبة مجلس الأمن والفيتو الذي تتمتع به الدول الخمس الدائمة العضوية فيه".
وحول مستقبل العلاقات بين بريطانيا والخليج، تقول مها محمد الشريف في "الرياض" السعودية "ما يهمنا بشكل أكبر هو كيف ستتعامل دول الخليج مع التغيرات السياسية والاقتصادية المصاحبة لهذا القرار، إذ إن خروج بريطانيا من عضوية الاتحاد الأوروبي سيحرر القرار الاستراتيجي البريطاني من قيود أوروبا، فضلاً عن استعادة السيادة الكاملة والمباشرة في اتخاذ القرار البريطاني، وهذا لا بد أن تضعه دول الخليج في الاعتبار وتمضى باتجاه تعزيز العلاقات الخليجية البريطانية، خصوصا وأن بريطانيا ستسعى في المستقبل القريب لتعزيز تحالفها مع الولايات المتحدة الأميركية، وهذا يتطلب المزيد من التناغم الخليجي مع التحالف الجديد الذي سيصبح من دون شك أحد مراكز القرار العالمي".