أوكرانيا بالعربية | صحف عربية: مقاضاة الولايات المتحدة الأمريكية للسعودية يعد أبتزازا سياسيا وأقتصاديا
كييف/أوكرانيا بالعربية/وجهت الصحف العربية الصادرة صباح اليوم الخميس 15 أيلول/سبتمبر الجاري، انتقادات لاذعة للولايات المتحدة الأمريكية حول مشروع قانون يسمح بمقاضاة المملكة العربية السعودية بشأن هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001.
وحمَل عدد من الكتاب الولايات المتحدة الأمريكية مسؤولية "النار المشتعلة في المنطقة"، واصفين القانون بمحاولة "للابتزاز السياسي والاقتصادي لدول الخليج".
يأتي ذلك بعدما وافق مجلسا الكونجرس على مشروع قانون يقضى بالسماح لضحايا أحداث سبتمبر 2001 بمقاضاة السعودية أمام المحاكم الأمريكية غير أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما قد أعرب عن رفضه لهذا الإجراء.
أبتزاز مفضوح
في مقاله تحت عنوان "أمريكا والتآمر الخفي على المملكة العربية السعودية"، كتب عبدالعزيز بن عثمان بن صقر في صحيفة عكاظ السعودية قائلاً إن السعودية حكومة وشعباً ومجتمعاً أصبحت "متهماً بدون تهمة على أسس افتراضية، باعتبارها تمثل أحد الأطراف التي تحوم حولها شبهات التورط في الجريمة".
وشدد الكاتب على أن أياً من اللجان التي قامت بعملية كشف أسرار الاعتداءات "لم تتمكن من إيجاد أي دليل أو إثبات يشير إلى وجود أي تورط، مباشر أو غير مباشر، للمملكة في هذه الجرائم".
من جانبه وصف حمود أبو طالب في الصحيفة نفسها القرار بأحد "عجائب الزمن وغرائبه". وأضاف الكاتب أن الإدارة الأمريكية بتلك الخطوة "أدارت ظهرها بشكل شبه نهائي للاعتدال الذي تمثله دولة حليفة تاريخياً كالمملكة تحارب الإرهاب بكل ما أوتيت من قوة".
وأضاف عن أمريكا قائلاً: "نعرف أنها أصبحت تلعب على المكشوف لإحراق المنطقة بالإرهاب والتقسيم والتشرذم".
وتحت عنوان "ابتزاز أمريكي"، قالت صحيفة الخليج في افتتاحيتها إن القرار الأمريكي يُعد "محاولة ابتزاز سياسية ومالية مكشوفة ضد دول الخليج العربية، عدا أنه يعتبر خروجاً على أصول العلاقات بين الدول، إضافة إلى أنه يتنافى مع أبسط قواعد القانون الدولي لأنه يرفع الحصانة السيادية ويسهل إقامة دعاوى قضائية ضد الحكومات".
واختتمت الصحيفة افتتاحيتها متسائلة: "الولايات المتحدة تمارس ابتزازاً مفضوحاً.. أما آن للدول العربية أن تتخذ موقفاً واضحاً وحاسماً لحماية مصالحها ضد هذا الطغيان الذي يستهدفها؟ "
مأزق أوباما
من جانبها، ناقشت منار الشوربجي في صحيفة المصري اليوم ما وصفته بـ "مأزق أوباما"، فقالت إنه "إذا استخدم الفيتو يكون قد وقف علناً ضد مشروع قانون يحظى بشعبية، وهو ما يتجنبه عادة الرئيس. ومن ناحية أخرى، ولأن المشروع مر 'دون معارضة' فإن الكونجرس يملك أغلبية الثلثين الكافية لإلغاء فيتو الرئيس".
أما مهند مبيضين في صحيفة اليوم السعودية فوجه اللوم للولايات المتحدة بأنها "ستستمر في إبقاء الحرب وترتب بقاء النار المشتعلة في المنطقة".
وأضاف الكاتب أن الولايات المتحدة ساهمت قبل ذلك "بإنتاج القاعدة، وهي اليوم تلوح عبر مجلس النواب بتمكين ضحايا 11 سبتمبر من التقاضي ضد المملكة العربية السعودية، وكأن كل حجر يرمى في الفضاء والبر والبحر الأمريكي يكون من أصل عربي أو مسلم ويكون عقاب العرب والمسلمين جميعاً عليه بشن المزيد من الحروب".
في سياق مشابه، أبدى عبدالرحمن الراشد في صحيفة البيان الإمارتية دهشته من القرار قائلاً إن "ما لا يبدو معقولاً وقع".
ويرى الكاتب أن لا معقولية القرار تكمن في كون السعودية "أكثر دولة استهدفها تنظيم القاعدة".
واختتم الكاتب مقاله، قائلا: "هذا القرار، وما سيلحقه بالعلاقات، نموذج على فشل التواصل بين بلدين كانا في يوم قريب حليفين تقريباً في كل شيء".