أوكرانيا بالعربية | صحف عربية: الانسحاب الروسي من سوريا... ما بين توافق روسي - أمريكي وبين الضغط على الأسد لتعديل موقفه
كييف/أوكرانيا بالعربية/لا يزال إعلان روسيا سحب قواتها الأساسية من سوريا يحتل أهمية في الصحف العربية، فقد أهتمت الصحف العربية في اصداراتها صباح اليوم الأربعاء الموافق 23 آذار/مارس الجاري، وسط محاولات من بعض الكُتّاب لتفسير ذلك الإعلان، فقد ذهب البعض إلى أن الانسحاب الروسي لم يكن يأتي إلا بتوافق أمريكي بعد انتهاء مهمة القوات الروسية في سوريا، بينما رأى آخرون أن الخطوة الروسية لم تكن سوى نوع من الضغط على نظام بشار الأسد لجعله أكثر مرونة حيال مفاوضات السلام في جنيف.
توافق أمريكي
يرى عمرو عبد السميع في صحيفة "الأهرام" المصرية أن هناك توافقاً "لا يجب لأحد أن ينكره بين روسيا والولايات المتحدة حول التسوية في سوريا والانسحاب الروسي يخدمه".
ويتحدث الكاتب عن "اتفاق موسكو وواشنطن على تقاسم المهام كي تحرر روسيا مدينة تدمر وتحرر أمريكا مدينة الرقة، وهو ما يبدو أن موسكو أرادت التخفف منه لصالح الجيش النظامي السوري".
كما يرى الكاتب أن روسيا "تقايض بملف الانسحاب على موقف أمريكا برفع العقوبات عن روسيا والتي فُرضت بسبب قضايا أوكرانيا".
وفي نفس الصحيفة، ترى نهى الشرنوبي أن انسحاب روسيا "جاء بعد استكمال لمهمتها في سوريا وهي إعادة توازن القوى بين قوات نظام بشار الأسد التي لم تكن تسيطر إلا على أجزاء قليلة من الأراضي السورية وقت دخول القوات الروسية سوريا وقوات المعارضة السورية التي كادت تطيح بنظام بشار الأسد".
وعلى نفس المنوال، يقول موسى شتيوي في صحيفة "الغد" الأردنية: "إن الدوافع الحقيقية لسحب القوات الروسية هو أن هدف التدخل قد تم تحقيقه، فلم يعد وجود النظام في خطر، لا بل إن النظام حقق مكاسب كبيرة على الأرض".
ويضيف الكاتب: "يتضمن هذا الانسحاب رسائل عدّة للدول الإقليمية، بأن روسيا ليس لديها النية للدخول في مواجهة عسكرية معها، وهي رسالة تطمين أيضاً للقوى الدولية بالتزامها بالحرب على الإرهاب، وأن روسيا دولة يمكن العمل معها سياسياً على حلّ المشاكل في مناطق أخرى من العالم، وبخاصة في أوكرانيا".
وفي صحيفة "الأخبار" اللبنانية، يقول سمير الحسن: "عملية حسابية بسيطة أدت إلى سحب جزء من القوات الروسية، لكن العالم راح يفسرها كل على كيفه، ونطاق أحلامه، وهواجسه".
ويضيف: "الانسحاب بكل بساطة، تدبير لوجستي بديهي بعد اجتياز أكثر صعوبات المعركة، وكل ما يقال عن وضع حرج لروسيا بدءاً من التورط في الأوحال السورية، أو انهيار الروبل، وسعر النفط، وانعكاس ذلك على الاقتصاد الروسي، والحرب مع أوكرانيا، وضم القرم، والحصار الغربي لروسيا، وما إلى ذلك".
ضغط على نظام الأسد
يرى يوسف مكي في صحيفة "الخليج" الإماراتية أن قرار الانسحاب العسكري الروسي من سوريا لم يكن سوى نوع من الضغط على نظام بشار الأسد بهدف "تعديل الموقف السوري وجعله أكثر مرونة"، وذلك لإنجاح مؤتمر جنيف وتحقيق مصالحة وطنية وإيجاد حل نهائي للأزمة.
كما يرى الكاتب أن الخطوة الروسية جاءت بالشراكة مع الإدارة الأمريكية وذلك "لفك الحصار الاقتصادي الذي تعانيه روسيا وبناء علاقة جيدة مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي".
وفي نفس الصحيفة، تتحدث انتصار البناء عن دور روسيا المحتمل في المنطقة بعد انسحابها من سوريا.
وتقول الكاتبة: "تطلع روسيا إلى رسم شخصية خاصة لها في المنطقة، وتأسيس دور مستقل لها في قضايا الشرق الأوسط ينطلق من مصالحها بشكل أساسي ولا ينجرف خلف طموحات حلفائها أو مصالحهم".
وتضيف: "روسيا قد حصدت العديد من المكاسب المبدئية، فقد أعادت تموقعها العسكري في قواعد قوية على الأراضي السورية وانتزعت اعترافاً إقليمياً بتواجدها في المنطقة وفي قدرتها على التأثير وتغيير الموازين السياسية والاقتصادية كذلك".
وفي نفس السياق، يقول محمد محفوظ في صحيفة "الرياض" السعودية: "ثمة احتمالات عديدة للدور الروسي في المنطقة، ولكن جميع هذه الأدوار المأمولة تتعلق بشكل مباشر على مدى نجاح روسيا في بناء تسوية مقبولة من جميع الأطراف في الملف السوري".
وفي صحيفة "العرب" القطرية، يتهم أحمد الكبيسي روسيا بعدم الثبات على مبادئها، حيث يقول: "بصورة مفاجئة دخلت روسيا، وبصورة مفاجئة أيضا خرجت روسيا! هذا هو دأب كل الأنظمة البوليسية التي يتحكم فيها مزاج الحاكم ونزواته الشخصية، والتي تميل دائما إلى استعراض القوى وجلب الأنظار".
ويضيف الكاتب: "لقد أثبت الروس دائما أنهم ليسوا أصحاب مبادئ، ولا يلتزمون حتى مع أقرب حلفائهم، وهم لا يتورّعون عن الدناءات السياسية والمتاجرات الرخيصة، والابتزاز المفضوح الذي لا يتناسب مع الدول المحترمة فضلا عن كونها دولة عظمى".