أوكرانيا بالعربية | صُبح: أوكرانيا والجزائر تتميزان بديناميكية إيجابية في مجال التعاون العسكري
كييف/ أوكرانيا بالعربية/ أجرت صحيفة البلاد الجزائرية لقاءً صحفيا مع سعادة سفير أوكرانيا لدى الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية الدكتور مكسيم صبح، تناول خلاله العلاقات الجزائرية ـ الأوكرانية، والوضع في أوكرانيا، والعديد من القضايا الإقليمية والدولية.
أكد سعادة السفير صبح بأن العلاقات الثنائية بين أوكرانيا والجزائر هي علاقات تاريخية راسخة مفعمة بروح الصداقة والتفاهم والاحترام المتبادل، وأن لكلا البلدين رغبةً في تنمية الحوار السياسي الرفيع المستوى بالإضافة إلى حرص البلدين على تعزيز التعاون في مجالات عديدة أهمها الاقتصاد والتجارة والزراعة والصناعة والطاقة والاستثمار فضلا عن مجالات التدريب المهني وتكوين الكوادر والتعليم العالي في مجالات الطب والصيدلة والهندسة المدنية والصناعات البيتروكيماوية، وغيرها من التخصصات الأخرى.
كما أشار إلى أن الجزائر كانت من أوائل الدول التي اعترفت باستقلال أوكرانيا في 27 من كانون الأول/ ديسمبر سنة 1991، وإلى العلاقات الدبلوماسية بين البلدين فقد أقيمت في 20 من آب/ أغسطس عام 1992، إلى أن أول سفير للجزائر لدى أوكرانيا قام بتسليم أوراق اعتماده للرئيس الأوكراني في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر من نفس العام، وأنه في عام 1999 تم افتتاح السفارة الأوكرانية في الجزائر.
وأضاف سعادة السفير أن أوكرانيا تقيّم الدور الذي تلعبه الجزائر إقليمياً ودولياً تقييماً إيجابياً للغاية وتعتبر الجزائر لاعبًا مهمًا وعاملاً أساسيًا في ضمان استقرار منطقة البحر المتوسط والقارة الإفريقية بشكل عام، وأشاد بالدور الجزائري في إطلاق ورعاية العديد من المبادرات السلمية الناجحة التي أسهمت في بسط الأمن والأمان في العديد من الدول التي شهدت نزاعات مسلحة في السابق.
وقال السفير مكسيم صبح : "نثمن الجهود التي تبذلها الجزائر سياسياً وأمنياً من أجل الحفاظ على وحدة التراب الليبي واستعادة الهدوء والاستقرار إلى هذا البلد العربي والإفريقي المهم، بالإضافة إلى تأييدنا لجهود الجزائر الرامية إلى إحلال السلام في جمهورية مالي، وكذلك اقتصادياً وأمنياً إذ نعتبرها أحد أهم شركائنا التقليديين في منطقة جنوب البحر المتوسط والقارة السمراء بصفة عامة".
كما تحدث سعادته عن تأسيس لجنة الصداقة البرلمانية الأوكرانية ـ الجزائرية في البرلمان الأوكراني في 29 نيسان/ أبريل عام 2015، ونوه إلى وجود لجنة مماثلة للصداقة البرلمانية بين الجزائر وأوكرانيا في المجلس الشعبي الوطني الجزائري برئاسة النائب زين العابدين ديديش، وقال: " تشرفت شخصيًا بالمشاركة في مراسم تنصيب تلك المجموعة في 31 كانون الثاني/ يناير من العام الجاري بحضور لفيف من أعضاء البرلمان الجزائري البارزين وكبار المسؤولين في الدولة".
كما أكد على حرص البلدين على تفعيل الحوار السياسي وتبادل الزيارات الرفيعة المستوى بين قيادتي البلدين، و أهمية تنمية التعاون البرلماني والتشريعي الذي يعود له الفضل في إيجاد أبعاد ورؤى جديدة للمجالات التي يمكن للبلدين التعاون فيها نزولاً عند مصلحة الشعبين والبلدين.
وتناول التعاون في مجال الأمني والعسكري، والإتفاقيات المبرمة بين البلدين في هذا المجال حيث قال:
"إن الجزائر وكييف تتميزان بديناميكية إيجابية في مجال التعاون الفني والعسكري إذ تعد اللجنة الأوكرانية ـ الجزائرية المشتركة للتعاون العسكري والفني عمادَه الرئيسي وإطاره الرسمي الأساسي".
وأشاد بالمستوى العالي للتشاور والتنسيق السياسي الثنائي بين البلدين، وكذلك في اطار المنظمات الدولية كالأمم المتحدة وغيرها من المحافل الدولية، كما أعرب سعادته عن خالص الشكر والامتنان لجمهورية الجزائر على دعمها لترشيح أوكرانيا كعضو غير دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعامي 2016ـ2017.
عن التعاون الإقتصادي والتبادل التجاري بين البلدين قال:"يُعد التفاعل الاقتصادي والتجاري بين البلدين إحدى أهم ركائز التعاون الثنائي بين أوكرانيا والجزائر، فقد بلغ حجم المبادلات التجارية بين أوكرانيا والجزائر خلال سنة 2017، 550 مليون دولار أمريكي مما جعل الجزائر خامس أكبر شريك تجاري لأوكرانيا في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا.
ولم يتوقف الأمر عند هذا فخلال سنة 2018 المنصرمة عمل البلدان على زيادة حجم التبادل التجاري حيث حققا زيادة قياسية في حجم الصادرات الجزائرية الى أوكرانيا إذ بلغت 400 بالمائة تقريبا، تمثلت هذه الصادرات في الأسمدة الكيماوية والفوسفاتية والمكسرات والتمور وغيرها من المواد والسلع.
أما الصادرات الأوكرانية للجزائر فقد زادت على 410 مليون دولار أمريكي معظمها واردات الحديد والصلب على شكل ألواح ومنتجات معدنية شبه مصنعة أوكرانية المنشأ إضافة الى الحبوب كالذرة والصويا والقمح وزيت عباد الشمس غيره.
هذا وتسعى أوكرانيا أيضا لزيادة حجم صادراتها من اللحوم النية والمجمدة وكذلك الأبقار ورؤوس الماشية إلى الجزائر بفضل الجودة العالية التي تمتاز بها اللحوم الأوكرانية، كما أننا نسعى بشكل دؤوب لزيادة حصة القمح والشعير الأوكراني في السوق الجزائرية".
وأكد سعادته بأن أوكرانياترحب بكل المبادرات الرامية لتمكين رجال الأعمال في البلدين الاستفادة من الإمكانات والفرص الاقتصادية المتاحة من خلال مشاركتهم في المنتديات والمجالس التجارية المشتركة، وكذلك زيارة المعارض والمهرجانات وغيرها من التظاهرات الاقتصادية الهادفة الى تقريب ممثلي دوائر الأعمال من بعضهم البعض ونشر المعرفة عما توفره أسواق أوكرانيا والجزائر من إمكانيات ومشاريع واعدة في مختلف الميادين والمجالات.
ووجه الدعوة لغرف التجارة والصناعة الجزائرية واتحادات وكونفدراليات ومجالس رجال الأعمال الجزائريين لتوجيه أنظارهم صوب أوكرانيا الزاخرة بالإمكانيات التجارية والفرص الاستثمارية في مجالات عدة أهمها الزراعة والصناعات الهندسية وبناء السفن والطائرات، وكذلك الصناعات الكيماوية المختلفة، والإنتاج الغذائي بالإضافة إلى قطاعي الاتصالات والبنوك، مشيراً إلى المحفزات الكثيرة التي توفرها السوق الأوكرانية بعد ما أنجزتها حكومة أوكرانيا مؤخراً من إصلاحات جذرية للقوانين الخاصة بالاستثمار والتملك والخصخصة.
وشدد كذلك على أهمية الحفاظ على استمرارية الروابط الإنسانية والتواصل الثقافي بين أوكرانيا والجزائر من خلال الانخراط في مشاريعَ فنية وثقافية مشتركة وتعميق التعاون الشبابي والرياضي بين البلدين.
ورحب سعادة السفير مكسيم صبح بالجزائريين الراغبين بزيارة أوكرانيا سواء بهدف السياحة أو طلباً للعلم أوالعلاج، ,اشار في هذا السياق أن عملية الحصول على تأشيرة الدخول إلى أوكرانيا، هي طريقة تشبه تمامًا الطريقة التي تطبق في الاتحاد الأوروبي، لأن أوكرانيا سياسيًّا اختارت التوجه نحو التكامل مع المنظومة الأوروبية وبالتالي كان لا بد لنا الالتزام بالشروط التي تنبثق من الاتحاد الأوروبي.
المصدر: أوكرانيا بالعربية، صحيفة البلاد الجزائرية