أوكرانيا بالعربية | رئيس أوكرانيا يلقي خطابه السنوي أمام برلمان البلاد
كييف/ أوكرانيا بالعربية/ ألقى الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو، خطابه السنوي أمام البرلمان الأوكراني "الرادا العليا"، اليوم الخميس المُوافق 20 من أيلول/ سبتمبر الجاري، تناول فيه أهم المسائل للسياستين الخارجية والداخلية لبلاده.
وذكرت وكالة "أونيان" الأوكرانية للأنباء أن بوروشينكو يعتزم على حذف البند حول تواجد الأسطول الحربي لروسيا في شبه جزيرة القرم، من الدستور الأوكراني، وذلك بعد استرجاع القرم إلى سيادة بلاده.
وقال بوروشينكو إن القاعدة الروسية العسكرية بمدينة سيفاستوبول لن تكون موجودة فيه بعد استرجاع القرم، مُؤكّداً أن "هجوم روسيا بدأ باحتلال القرم، ويجب أن ينتهي باسترجاعه، وتعويض أوكرانيا على خسائرها، وتقديم الضمانات الفعّالة لها بعدم تكرار العدوان".
وأضاف بهذا الخصوص: "أنا مُقتنع بأننا سننتصر، مثلما هزمنا "غازبروم" في محكمة ستوكهولم".
وكشف رئيس البلاد، عن عزمه على تعزيز الوجود العسكري الأوكراني في بحر آزوف على خلفية الإجراءات العدوانية لروسيا فيه منذ شهر نيسان/ أبريل الماضي، وكذلك عن شروع السلطات الأوكرانية بتصنيع أسلحة صاروخية عالية الدقة في البلاد.
أما بالنسبة لإقليم الدونباس، فصرّح بوروشينكو بأن بلاده يجب أن تحتفظ بإمكانية "تحرير الدونباس بالقوة عند الضرورة"، قائلاً إن أي جيش يجب أن يكون مُستعداً لأي سيناريو.
وفي هذا السياق، أكد أن أوكرانيا تملك الحق في الدفاع عن النفس بموجب المادة رقم 51 لميثاق مُنظّمة الأمم المُتحدة، غير أنه لفت إلى أن نهج الحكومة الأوكرانية بشأن تحقيق السلام في شرق البلاد يعتمد على الطرق السياسية الدبلوماسية.
وحول روسيا، قال بوروشينكو إن هناك "خطراً" لإمكانية إقدام الكرملين على "الثأر"، مُشيراً بالقول: "للأسف هناك لاعبون على ساحة الشطرنج السياسية الأوكرانية، يسمحون لروسيا باستغلالهم، إلا أننا لم نتمكّن من إعادة بناء الجيش في السنوات الأربع الأخيرة فحسب، إنما الاستخبارات وأجهزة الأمن أيضاً، ما يعني أن لدينا تصوّراً دقيقاً إلى حد مُعيّن عن خطط الكرملين".
وأضاف بوروشينكو بأن بلاده لن تعود إلى ما أسماه "منطقة نفوذ روسيا"، مُشدّداً على أن الهدف الاستراتيجي للحكومة الأوكرانية يتمثّل في "جعل أوكرانيا قوية وناجحة حتى تصبح جزءً من أوروبا".
وبهذا الشأن، أقر الرئيس بما وصفه "بعض الأخطاء التكتيكية" للسلطات في السنوات الأخيرة، مُشيراً إلى أنه مُستعد لتحمّل جزء من المسؤولية على ذلك، إلا أنه قال: "لكني مقتنع تماماً بأننا لم نرتكب أي ذنب في استراتيجيتنا، وهي أن تكون أوكرانيا القوية والناجحة، جزءً لا يتجزأ من أوروبا دون إمكانية العودة لنفوذ روسيا".
واستطرد: "استطعنا الحفاظ على بلادنا، حيث فشلت كافة الخطط الروسية. بنينا الجيش الذي حرّر ثلثي أراضي الدونباس، وحصر الأزمة في منطقة معينة، ويدافع عن البلاد على طول الحدود الأوكرانية الروسية".
وذكر أن بلاده ما زالت تتعرّض لعمل استخبارات "الدولة المُعتدية" التي تُسيطر على عدد من المُنظمات الاجتماعية "المُستقلة" ووسائل الإعلام التي قال عنها إنها صرت "صدى غير مخفي للدعاية الروسية".
وفي ما يخص علاقات بلاده مع الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي "الناتو"، فدعا بوروشينكو نوّاب البرلمان لاعتماد التعديلات الدستورية الخاصة بتثبيت نهج انضمام أوكرانيا إليهما في الدستور الأوكراني.
وفي وقت لاحق، أفادت الوكالة بأن البرلمان أيّد مُبادرة بوروشينكو هذه.
كما أعرب الرئيس الأوكراني عن رؤيته لما أسماه "صيغة الانتماء الأوكراني"، حيث قال إن ذلك يتمثل في ثلاثة عناصر رئيسية، وهي الجيش واللغة والدين.
وأردف بهذا الصدد: "إنها ليست شعارات، إنما هي صيغة للانتماء الأوكراني، حيث يدافع الجيش عن أرضنا، فيما تحمي اللغة قلوبنا، بينما تحمي الكنيسة نفوسنا"، مُؤكداً على أن حصول الكنيسة الأوكرانية على الاستقلال عن الكنيسة الروسية، يُعتبر "شكلاً آخر لاستقلال أوكرانيا".
وعلى الصعيد الاقتصادي، كشف بوروشينكو أن عوائد إجراءات مُكافحة الفساد التي تتخذها الحكومة الأوكرانية، تُقدّر بأكثر من 6 مليارات دولار، مُشيراً إلى أن الاقتصاد الأوكراني يحتاج إلى "استثمارات هائلة" وخلق مزيد من فرص العمل.
وفي هذا الإطار، قال بوروشينكو إن مُستثمرين دُوليين "أصبحوا يُؤمنون بآفاق الاستثمار في أوكرانيا واقتصادها".
وأقر بوروشينكو بأن غالبية الأوكرانيين "لم يُحسوا بعد بالتحسينات"، مُضيفاً: "إلا أننا استطعنا الثبات والصمود، ونجحنا في إعادة إطلاق عجلة النمو الاقتصادي".
وقد أعلن نائب رئيس "كتلة بيترو بوروشينكو" البرلمانية، ألكسي هونتشارينكو، أن رئيس البلاد، بيترو بوروشينكو، يعتزم على إلقاء الكلمة السنوية أمام البرلمان الأوكراني "الرادا العليا"، اليوم 18 من الشهر الحالي.
المصدر: أوكرانيا بالعربية