وكان من أهم الداعمين للثورة البرتقالية عام 2004. وعمل كوزير للخارجية في فترة رئاسة يوليا تيموشينكو، بطلة الثورة البرتقالية التي هُزمت في الانتخابات الأخيرة.
وعمل بوروشينكو، البالغ من العمر 48 عاما، كوزير للتجارة لفترة قصيرة في عهد الرئيس المخلوع فيكتور يانوكوفيتش، الذي مهد سقوطه إثر التظاهرات المعارضين في فبراير/شباط الطريق ليتولى بوروشينكو الرئاسة.
ورغم تخلص بوروشينكو من أهم معارضيه السياسيين، إلا أنه يتولى الحكم في بلد تنهكه الحرب الأهلية في الشرق وتدهور العلاقات مع روسيا، التي ترى أن نفوذها السياسي في كييف تقلص مع الإطاحة بيانوكوفيتش.
لكن الواضح أن بوروشينكو يحظى بدعم قوى من واشنطن وبروكسل، الذين يتوقون لعودة الاستقرار لأوكرانيا. وأثنى الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، على اختيار بوروشينكو وقال إنه "اختيار حكيم"، إذ يحظى بسجل مثير للإعجاب من الخبرة في مجال الأعمال ويمكنه التعامل مع التحديات الاقتصادية والسياسية التي تواجه البلاد.
ولد بوروشينكو في 26 سبتمبر/أيلول 1965 في بلدة بولراد، قرب أوديسا، وتربى في منطقة فينيتسيا في قلب البلاد ودرس الاقتصاد في كييف.
وبعد بناء إمبراطورية الحلويات الخاصة به في أوائل التسعينيات، بعد سقوط الاتحاد السوفيتي، امتدت استثماراته لتشمل أعمال البناء والإعلام، إذ يملك القناة الأوكرانية "القناة الخامسة"، إحدى القنوات التليفزيونية المؤثرة.
وقدرت مجلة فوربس صافي ثروته مؤخرا بحوالي 1.3 مليار دولار.
والرئيس الجديد أب لأربعة أبناء، ويعتبر نفسه سياسيا عقلانيا، إذ يرى مستقبل أوكرانيا مع أوروبا ويسعى إلى تحسين العلاقات مع روسيا باستخدام المهارات الدبلوماسية التي اكتسبها كوزير للخارجية.
ويسعى بوروشينكو إلى إصلاح الحكم المحلي ومنح سلطات للمناطق، وإصلاح الاقتصاد اقتصادي وتحسين مناخ الاستثمار.
وقال في حوار مع وكالة رويترز إنه إن أخلف وعده للشعب بمعالجة استشراء الفساد، فإن الإرادة الشعبية ستحاسبهم.
وبحسب مقال في مجلة "تايم"، يقول الخبراء إن بوروشينكو نفسه جزء من النظام القديم. وأُثيرت الكثير من التساؤلات حول قراره الاحتفاظ بسيطرته على القناة الخامسة أثناء ولايته.
كما اختار الرئيس الجديد مجابهة الدعوات الإنفصالية في الشرق، إذ قال عن المتمردين إنهم "إرهابيون وقطاع طرق".
التحدي الروسي
وعزز بوروشينكو صورته كقائد قوي ومسؤول بزيارته لشبه جزيرة القرم هذا العام في أوج الأزمة وسط الحشود الغاضبة.
وفسر الإعلام الأوكراني الدعم الذي يحظى به بوروشينكو على أنه نتيجة لفشل المعارضة في الوصول إلى نقطة توافق أثناء وبعد الاحتجاجات المناهضة للحكومة التي أطاحت بالرئيس السابق، يانوكوفيتش.
كما حظي بوروشينكو بتأييد قائد المعارضة والملاكم السابق، فيتالي كليتشكو، ورجل الأعمال دميتري فيرتاش، الذي يحافظ على علاقات طيبة مع روسيا.
لكن بناء علاقات عمل مع موسكو سيكون التحدي الأكبر، مع تصاعد الاحتجاجات الموالية لروسيا والتي أصبحت تهدد بصومال جديد، كما ورد على لسان بوروشينكو.
وقال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إن بوروشينكو لديه فرصة مميزة. "فما زالت يده لا تحمل آثار دماء. وما زال بإمكانه بدء حوار مباشر مع المواطنين في جنوبي وشرقي بلاده".
ورغم حديث بوروشينكو عن هزيمة "الإرهابيين"، إلا أنه رفض الدعوة إلى فرض الأحكام العرفية في شرقي البلاد. لكنه قال إنه يأمل في تهدئة المنطقة بعرض العفو عن المحتجين والتعجيل بالانتخابات المحلية.