أوكرانيا بالعربية | مقابلة سعادة سفير أوكرانيا لدى مصر يفهين ميكيتينكو مع الأهرام العربي
كييف/ أوكرانيا بالعربية/ أجرت صحيفة "الأهرام العربي" حواراً مع سعادة سفير أوكرانيا لدى مصر يفهين ميكيتينكو بمناسبة الذكرى الثلاثين لعيد استقلال أوكرانيا نشرته "بوابة الأهرام" في عددها الصادر يوم الإثنين 23 آب/ أغسطس الجاري جاء فيه:
أشاد السفير إيفيهن ميكيتنكو، سفير أوكرانيا بالقاهرة بالإنجازات الكبيرة التي حققها الرئيس عبدالفتاح السيسي في جميع المجالات خصوصا المشروعات القومية العملاقة، وقال السفير في حديث خاص لـ"الأهرام العربي"، إنه معجب للغاية بنشاط وحيوية ورؤية الرئيس عبدالفتاح السيسي، الذي أحدث نقلة كبيرة وطفرة غير مسبوقة في مصر، وقال "مصر 2021 تختلف تماماً عن مصر 2006 عندما عملت في الفترة الأولى هنا في القاهرة".
ويعد السفير إيفيهن ميكيتنكو من أبرز الدبلوماسيين الأوكرانيين، وله خبرة طويلة وعميقة بالعالم العربى، حيث سبق له أن عمل في مصر خلال عامى 2004 و2006، كما عمل في دول عربية كثيرة منها لبنان والإمارات وقطر والعراق وغيرها، ويعمل السفير الأوكراني بكل ما يملك من جهد وخبرة من أجل تعزيز وتطوير العلاقات بين البلدين، وإلى نص الحوار :
عملتم فى مصر مرتين، الأولى كانت من 2004 حتى 2006، والآن تعملون سفيراً لبلادكم فى القاهرة مرة جديدة منذ أبريل 2019، كيف تنظرون لتطور العلاقات المصرية الأوكرانية، وكيف يمكن تطويرها بالشكل الذى يتلاءم مع العلاقات التاريخية بين البلدين والشعبين الصديقين؟
أنا متفائل جداً بمستقبل العلاقات الأوكرانية المصرية، فالرئيس عبد الفتاح السيسى التقى بالرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى أثناء اجتماعات الأمم المتحدة، وخلال عام واحد كان هناك اتصالان بين الرئيسين، وكل ثلاثة أو أربعة أشهر هناك اتصال بين وزير الخارجية المصري مع نظيره الأوكراني، ونعمل مع زملائنا المصريين على جدول زيارات متبادلة فيه زيارات لرجال الأعمال، وبين رؤساء الجامعات، والغرف التجارية، وهذا العام سوف تعقد اللجنة المصرية الأوكرانية المشتركة إما فى شهر أكتوبر أو نوفمبر، وهناك فارق كبير جداً بين مصر فى 2006 عندما عملت فيها للمرة الأولى، وبين مصر الآن 2021 بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، وهناك نهضة كبيرة أحدثها الرئيس عبد الفتاح السيسي في مصر، وأنا أحترم كل خطوات الرئيس عبد الفتاح السيسي لأنه رجل قوي، وهو دائما يعمل حتى في أيام الإجازات، في يوم السبت غالبية الناس تكون مرتاحة، وهو يأخذ السيارة ويتفقد الناس والمشروعات، أنا معجب للغاية بالطرق والجسور الجديدة وبالعاصمة الإدارية الجديدة الرائعة، هذه مشروعات كبيرة ومهمة وتشكل نقلة كبيرة، وبالرغم من تحديات “كوفيد 19” يتم استكمال وإنجاز كل هذه المشروعات.
كيف يمكن تطوير هذه العلاقة التي تمتد وتتشعب لمجالات كثيرة؟
نعم نحن نعمل على تطوير تلك العلاقة، فاليوم هناك تعاون بين المحافظات المصرية والمدن الأوكرانية مثل خرسون ومحافظة دمياط، وهناك تعاون في مجالات الثقافة والرياضة والتعليم والسياحة.
دائما ما كانت السياحة والطلاب المصريون الدارسون فى أوكرانيا عوامل ربط بين الشعبين والبلدين، كيف تنظر لهذه الملفات؟
هذا مهم جداً، الآن هناك 4 آلاف طالب مصرى يدرسون في أوكرانيا، ولدينا الآن أفضل 7 أو 8 جامعات أوكرانية مفتوحة أمام الطلاب المصريين، ونحن نرحب بالطلاب المصريين، وبواسطة الإنترنت يستطيع الطالب أن يسجل ويذهب للتعليم في أرقى الجامعات الأوكرانية، وهناك أعداد كبيرة من الطلاب الهنود والباكستانيين والفلسطينيين يدرسون في أوكرانيا، وأنا تسلمت مذكرة من الخارجية المصرية تدعو فيها طالبين من أوكرانيا للدراسة في مصر لدراسة اللغة العربية في جامعة القاهرة على حساب الحكومة المصرية، ونحن نشكر مصر والحكومة المصرية على هذه المبادرة
ماذا عن السياحة؟
عندما مصر فتحت الأبواب أمام السياحة العام الماضى بعد جائحة كورونا كانت الطائرة السياحية الأولى التي تصل مصر إلى الغردقة من أوكرانيا، وهذا العام هناك ما يقرب من 800 ألف سائح أوكراني زاروا مصر، والعشرات من طائرات الشارتر "الطيران العابر" تأتى إلى المنتجعات المصرية يومياً، ويمكن أن يصل العدد إلى مليون سائح هذا العام، ويوم 24 أغسطس سوف نحتفل بالذكرى الثلاثين لاستقلال أوكرانيا عام 1991، وفى شهر يناير القادم سوف نحتفل بمرور 30 عاماً على العلاقات الدبلوماسية بين مصر وأوكرانيا.
الرئيس فولوديمير زيلينسكى سيقوم بزيارة للبيت الأبيض نهاية شهر أغسطس الجاري، ماذا تتوقعون من تلك الزيارة، وهل تأجيل الزيارة التى كانت مقررة فى يونيو الماضى يعنى تراجع الاهتمام الأمريكى بالقضية الأوكرانية؟
أنا شخصياً مرتاح جداً منذ أن علمت بتأجيل الزيارة، هذا التأجيل أعطى وقتا أطول للإعداد الأفضل لزيارة الرئيس الأوكرانى لواشنطن، فمثلا وزير الخارجية الأوكرانى زار واشنطن من أجل الإعداد الجيد للزيارة، والتقى وزير الخارجية أنتونى بلينكن وأعضاء من الكونجرس، وقبل زيارة وزير خارجيتنا السيد كوليبا، قامت المستشارة ميركل بزيارة البيت الأبيض وناقشت مع الرئيس بايدن ملفات أوروبا و أوكرانيا، وفى 22 أغسطس الجارى السيدة ميركل سوف تزور أوكرانيا، وبعدها بأسبوع سيقوم الرئيس الأوكرانى بزيارته الثانية للبيت الأبيض، حيث سبق له زيارة واشنطن فى عهد الرئيس السابق دونالد ترامب، وأنا أحترم جداً الرئيس جو بايدن لخبرته الكبيرة فى السياسة الخارجية، وأيضاً هو خبير فى الشئون الأوكرانية، ويعرف أوكرانيا تماماً، وزار أوكرانيا 3 أو 4 مرات عندما كان نائب للرئيس أوباما، وكان مسئولا عن ملف أوكرانيا فى عهد أوباما.
كنت أعتقد أن السيدة فيكتوريا نولاند هى فقط الخبيرة بالشئون الأوكرانية؟
هناك أيضاً وزير الخارجية أنتونى بلينكن الذى ولد فى أوكرانيا قبل أن تهاجر أسرته إلى أمريكا، الجميع يعلم أن أوكرانيا هى أكبر دولة من حيث المساحة فى أوروبا وبها 40 مليون نسمة، والاقتصاد قوى، وفى مجال الفضاء كان إطلاق صاروخ أنتاريس للفضاء، وسفن الفضاء تصنع بشكل مشترك بين أوكرانيا والولايات المتحدة.
هل لديكم أى توقعات بشأن الرغبة الأوكرانية فى الدخول لحلف الناتو بخاصة أن دولا مثل المانيا ترفض هذا الطلب فى الوقت الحالي، وهناك تخوف من استفزاز روسيا لأن الرئيس بوتن يقول إن انضمام أوكرانيا للناتو يعنى وصول صواريخ الحلف لموسكو أو سان بطرسبرج فى أقل من 13 دقيقة؟
الزمن الحالى 18 أو 20 دقيقة، وبالتالى الفارق ليس كبيراً، وحلف الناتو يتوسع ببطء، والآن أمام جدول أعمال الناتو دخول دول البلقان أولاً، وبعد ذلك يحتاجون بعض الوقت، وانضمام أوكرانيا وجورجيا ليس الآن، لانهم ينظرون لدول البلقان باعتبارها فى قلب أوروبا، واليوم أوكرانيا لديها جيش قوى ومتدرب، ولها علاقات جيدة مع كل دول الجناح الشرقى فى حلف الناتو.
هل الولايات المتحدة يمكن أن تعوض أوكرانيا عن خسائر " نورد ستريم 2 " لأن أوكرانيا كانت دائما " ترانزيت للغاز" فى أوروبا؟
كان يمر عبر أوكرانيا 220 مليار متر مكعب من الغاز عبر أوكرانيا من روسيا إلى أوروبا سنوياً، والعام الماضى تراجعت الكمية إلى 66 مليار متر فقط، هذا العام ستتراجع الكمية أكثر إلى 40 ملياراً فقط، نعم هذه خسارة مالية لأوكرانيا، لكن أوكرانيا اليوم تستخرج الغاز بنفسها من البحر الأسود، ولدينا خطط مشتركة مع شركات عالمية ونحتاج من 3 الى 4 سنوات لاستخراج الغاز للاستهلاك المحلى والتصدير.
آلية مينسك لحل الأزمة فى دونباس فشلت، هل هناك تفكير فى توسيع آلية مينسك؟
منطقة دونباس تساوى نحو 5 % من مساحة أوكرانيا، ولنا علاقات طيبة مع السكان هناك، وسكان دونباس يأتون يومياً للمدن الأوكرانية لشراء حاجاتهم هناك، والشعب الأوكرانى لا يحب الحروب، والوقت أحسن طبيب، والحل سيأتي.
البعض يقول إن أوكرانيا ليس لها أصدقاء، فالولايات المتحدة تعتبر أوكرانيا مجرد ورقة ضد روسيا، والأوروبيون مترددون فى دعم كييف، أين أصدقاء أوكرانيا؟
أصدقاؤنا فى العالم العربى، ومصر أكبر شريك تجارى لأوكرانيا فى العالم العربى، قبل عامين كان الميزان التجارى مع مصر 2.6 مليار دولار، منها 2.3 مليار لصالح أوكرانيا، بسبب كورونا تراجعت فى عام 2020 الى 1.8 مليار دولار، وخلال الشهور الستة الأولى من العام الجارى وصلت التجارة البينية الى 950 مليون دولار، لهذا نحن ننتظر أن تصل التجارة بين مصر وأوكرانيا بنهاية هذا العام إلى 2 مليار دولار.
نقلاً عن صحيفة بوابة الأهرام المصرية.
المصدر: أوكرانيا بالعربية، بوابة الأهرام