أوكرانيا بالعربية | مقابلة القناة البرلمانية مع سعادة سفير فلسطين لدى أوكرانيا هاشم الدجاني
كييف/ أوكرانيا بالعربية/ نشرت صفحة السفارة الفلسطينية لدى أوكرانيا نص المقابلة التي أجرتها قناة "رادا" التلفزيونية البرلمانية مع سعادة سفير دولة فلسطين لدى أوكرانيا هاشم الدجاني يوم الإثنين في 2 آب/ أغسطس الجاري، أدناه نقلاً عن صفحة السفارة:
1)سعادة السفير، في رأيكم ما هي آفاق تطوير العلاقات الثنائية بين دولتينا في الوقت الحاضر؟
بداية، أشكركم على استضافتكم لي في هذا البرنامج. أنا سعيد أن أكون معكم، وشكرا لكم على هذه الدعوة الكريمة.
أكيد، هناك رغبة لدى الطرفين الفلسطيني والأوكراني في تطوير العلاقات الثنائية وتعزيزها. إننا نعتز بعلاقات الصداقة التي تربطنا ونعمل على تنشيطها وتعزيزها.
الجدير بالذكر بانه يصادف هذا العام مرور 20 عاما منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين أوكرانيا وفلسطين. وبهذه المناسبة بالتأكيد يجب أن يكون العمل والمثابرة أكبر من أجل تعزيز علاقاتنا الثنائية. والتي تتركز بالأكثر على التعليم العالي، الزراعة، الصحة والتجارة والاقتصاد.
2)سعادة السفير، منذ فترة قصيرة اندلعت المواجهة العسكرية الخطيرة بين إسرائيل وقطاع غزة. برأيكم، ما هو سبب حقيقي لهذا الصراع؟
من الضروري التأكيد على ان فلسطين هي أرض محتلة. إسرائيل تحتل دولة فلسطين بالكامل ، ومن المؤسف ان المجتمع الدولي في الحقيقة لم يتمكن حتى الآن بالنجاح في إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية.
الحكومة الأسرائيلية تكذب على العالم. يمارسون الكذب على المجتمع الدولي حتى انهم نفسهم يصدقون كذبهم ويدعون بان المشكلة حصريا مع حماس وفقط في غزة.
التصعيد الأخير هو بسبب الاحتلال. كل شيء يحصل في فلسطين بسبب الاحتلال الإسرائيلي. على الاحتلال الإسرائيلي أن ينتهي وعلى المجتمع الدولي أن يتحمل المسؤولية في الضغط على إسرائيل لإنهائه بأسرع وقت ممكن. الشعب الفلسطيني عانى كثيرا على مدى العقود الماضية بسبب هذا الاحتلال.
إسرائيل تمارس ارهاب الدولة المنظم وتبني نظام أبارتهايد ضد الشعب الفلسطيني في فلسطين.
3)ما هو دور حركة حماس في تفاقم الصراع الإسرائيلي الفلسطيني وما هي علاقات بين السلطات الفلسطينية وممثلي هذه المنظمة الفلسطينية؟
كما أوضحت، الموضوع هو موضوع الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، الموضوع ليس صراع ما بين حماس وإسرائيل، الموضوع ليس تصعيد سياسي أو عسكري ما بين إسرائيل وحماس. الموضوع هو وجود الاحتلال الإسرائيلي الذي يجب أن ينتهي. وبالتالي حماس تعتبر جزء أصيل من الشعب الفلسطيني وهي حركة مقاومة وجدت بسبب وجود الاحتلال. لولا الاحتلال الإسرائيلي لما وجدت فتح او حماس او اي من منظمات المقاومة الاخرى في فلسطين.
4)ما هي المسائل التي لا تستطيع فلسطين وإسرائيل التوصل إلى الاتفاق عليها؟
للأسف الشديد أن الحكومة الإسرائيلية السابقة وأعتقد أن الحكومة الإسرائيلية الحالية الجديدة أيضا لا ترغب بالسلام مع الفلسطينيين ولا ترغب بإحلال السلام في منطقتنا .
السلام يتطلب كثيرا من حكومة إسرائيل ، خاصة الاعتراف بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وعلى الاقل حقه في تقرير المصير وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود الاراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967.
المشكلة هي أن إسرائيل لا ترغب في السلام. فمنذ عام 1991، منذ انطلاق مؤتمر مدريد للسلام وحتى هذا اليوم إسرائيل لم تقدم شيئا للسلام وللأسف تعيدنا دائما إلى نقطة الصفر.
نحن نتطلع إلى دور المجتمع الدولي ليتحمل مسؤوليته في إعادة مسار السلام إلى طريقه الصحيح والضغط على إسرائيل لتقبل بقرارات الشرعية الدولية الخاصة بقضية فلسطين.
5)من المعروف، أنه قبل التفاقم الأخير الخطير في العلاقات مع إسرائيل، دعا رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس الأمم المتحدة إلى عقد مؤتمر سلمي هذا العام بشأن تسوية القضية الفلسطينية الإسرائيلية. هل سيتم انعقاد هذا المؤتمر حاليا وما هي النتائج المتوقعة؟
بالتاكيد، الأمين العام للامم المتحدة رحب بمبادرة سيادة الرئيس محمود عباس ، كما ان المجتمع الدولي أيضا رحب بهذه المبادرة. ومعظم دول العالم رحبوا بالمبادرة الفلسطينية. هذه المبادرة اصلا مبنية على المبادرة العربية لاحلال السلام في الشرق الأوسط.
نحن نأمل بأن يكون أخر هذا العام أو العام القادم عام السلام في الشرق الأوسط. نتطلع إلى دور أكبر للأمم المتحدة ونتطلع إلى دور أكبر للمجتمع الدولي في الضغط على إسرائيل لإنهاء معاناة الفلسطينيين وإيقاف الاحتلال والانسحاب من الأراضي الفلسطينية المحتلة. بدون انسحاب من الأراضي الفلسطينية المحتلة وحصول الفلسطينيين على حقوقهم المشروعة لن يكون هناك سلام في الشرق الأوسط. لن يكون هناك سلام أيضا للإسرائيليين. نحن نتطلع إلى بناء السلام لنا ولهم. نحن بشر، تجمعنا الانسانية وبالتالي السلام يجب أن يكون لنا ولهم، وبالتأكيد سيؤثر هذا ايجابيا على تعزيز السلام الدولي.
6)سعادة السفير، ما هو مدى وحدة العالم العربي في مسألة دعم فلسطين في الوقت الحاضر؟
العالم العربي دائما وأبدا تاريخيا هو متحد ومتوافق ومتضامن جدا مع القضية الفلسطينية ومع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني. العالم العربي والشعوب العربية لا تتخلى عن الشعب الفلسطيني ولم تتخل عن حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير.
أكيد، هناك دعم مستمر من الشعوب العربية. طبعا هناك بعض الأنظمة العربية التي تسير في مسار التطبيع مع إسرائيل. وهذا مسار الأنظمة، ولكن نحن نثق بالشعوب العربية، ولم يكن هناك تطبيع من قبل الشعوب العربية مع إسرائيل.
7)إن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي مستمر منذ عدة عقود. وقد توارثه الفلسطينيون والإسرائيليون المعاصرون كتراث ما بعد الحرب العالمية الثانية، لماذا في هذا الوقت الذي تغير فيه عالمنا لم يتمكن الجيل الجديد من الدبلوماسيين الفلسطينيين والإسرائيليين من إيجاد الحل الوسط من أجل مصالحة الشعبين الشقيقين، أخذا في عين الاعتبار أن الفلسطينيين والإسرائيليين ينتمون إلى نفس فرع البشرية، وهو الفرع السامي؟
من ناحيتنا كفلسطينيين، الجيل الجديد طبعا والجيل القديم قدموا كل ما يستطيعون من أجل السلام. نحن قدمنا كثيرا من التنازلات واهمها عام 1988، ففي المجلس الوطني الفلسطيني الذي انعقد في الجزائر اعترفنا بوجود اسرائيل على اراضي فلسطين التاريخية ، وهذا شيء كبير وتاريخي قدمه الشعب الفلسطيني من أجل السلام. الشعب الفلسطيني لم يعد لديه شيء أخر ليقدمه من أجل السلام. والعالم يعرف ذلك ويعي تماما بأن الشعب الفلسطيني قدم التنازلات التاريخية والكبيرة جدا من أجل السلام. نحن نتمنى أن يكون لدى الطرف الأخر رغبة بالسلام. نحن لا نرى هذه الرغبة عند الإسرائيليين، وذلك بسبب أن المجتمع الدولي، وأخص العلاقة الأمريكية مع إسرائيل وعلاقة بعض الدول الصديقة بإسرائيل قد عملت على تدليل إسرائيل كثيرا ، بمعنى أنه عندما ترتكب إسرائيل مجازر بحق الفلسطينيين وعندما تقوم باضطهاد شعبنا لا تتم إدانة حقيقية وواضحة لها ، لذا إسرائيل تفهم اي اطراء لها او تضامن معها بانه تشجيع لها على المضي قدما في ممارسة مخالفاتها للقانون الدولي والقانون الدولي الانساني، ويشجعها أيضا على ارتكاب مزيد من الجرائم ضد الشعب الفلسطيني.
ارى بأن علاقات الصداقة التي تربط الدول بإسرائيل يجب أن تكون مبنية على أساس احترام حقوق الانسان والشرعية الدولية، وعلى أساس احترام القانون الدولي ، أنا أفهم العلاقات بهذه الطريقة. أما ان يتم مدح الدولة وتقديم الدعم المعنوي والمساعدة لها عندما ترتكب جرائم بحقوق الانسان الفلسطيني على مدى العقود وتحتل الأراضي، – هذا شيء صعب على الشعب الفلسطيني أن يتقبله ويؤلمنا حقيقة. ونحن نتطلع إلى ان يدعم العالم حق الشعب الفلسطيني الذي تعرض لظلم تاريخي كبير .
8)ما هو دور المنظمات الدولية، ولا سيما الأمم المتحدة، في حل التناقضات الفلسطينية الإسرائيلية؟
موضوع الأمم المتحدة هو موضوع هام وبالتأكيد القضية الفلسطينية بدأت في الأمم المتحدة منذ تقسيم فلسطين بعد الانتداب البريطاني. لكن للاسف حتى الآن الأمم المتحدة أخفقت ولم تتمكن من إيجاد الحل العادل للشعب الفلسطيني. انشئت الأمم المتحدة من أجل السلام والأمن والاستقرار في العالم. لكنها لم تستطيع أن تقدم ذلك للشعب الفلسطيني أو للشرق الأوسط. فشلت الأمم المتحدة في تحقيق ذلك ، كما اخفقت كثيرا في إلزام دولة الاحتلال( إسرائيل) المعتدية والمحتلة للشعب الفلسطيني وأراضيه على احترام قراراتها الدوليه .
9)إن المستوطنون الإسرائيليون الذين اتحدوا في المنظمات غير الرسمية يلعبون دورا جديا عند حل النزاعات الإقليمية بين فلسطين وإسرائيل. هل من الممكن إيجاد الأرضية المشتركة بين هذه المنظمات وممثلي المجتمع الفلسطيني؟
الاستيطان مرفوض وليس فقط من قبل الفلسطينيين. الاستيطان مرفوض من قبل الشرعية الدولية، من قبل المجتمع الدولي وكل دول العالم لا تعترف بالاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
قرارات الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن بخصوص الاستيطان الإسرائيلي الموجود في الأراضي الفلسطينية المحتلة معروفة جدا وهي تدين هذا الاستيطان وتعتبره غير شرعي. نحن لا نقبل بوجود الاستيطان بأي حال من الأحوال ولا نفاوض على هذا الموضوع ، هذا الموضوع خارج إطار المفاوضات. على المستوطنين أن ينسحبون ويعودون إلى داخل إسرائيل وعليهم إخلاء المناطق السكنية التي احتلوها قهرا وبالإكراه.
10) من هو مناصر للحوار الفلسطيني الإسرائيلي في فلسطين اليوم؟
القيادات الفلسطينية كلها تاريخيا وحتى الآن كل الفلسطينيين جاهزين لتقديم ما يلزم من اجل السلام، ولكن يجب أن يكون السلام عادل ومبني على قرارات الشرعية الدولية، السلام يجب ان يعيد الاستقرار والأمن للشرق الأوسط، السلام الذي نتطلع اليه يجب ان يضمن للشعب الفلسطيني الحق في تقرير مصيره والاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية. دون ذلك لن يكون هناك سلام.
11) إن الوضع في فلسطين مضطرب منذ العقود الطويلة. ما هي الظروف التي يتعين على العاملين في مجال الثقافة والفنون الفلسطينية تطوير قدراتهم ومهاراتهم فيها؟
بالتأكيد الثقافة والأدب والفن شيء مهم جدا في مسار حياتنا وللإنسانية جمعاء. الفن والأدب والثقافة جزء هام أيضا من نضالنا المستمر. ويلعب الفنانون والادباء دورا هاما في تعزيز صمود شعبنا الفلسطيني، كما يتيح الفرصة للمجتمع الدولي أن يتطلع أكثر على القضية الفلسطينية، وعلى تراثنا وتاريخنا وثقافتنا الجميلة جدا. وسيكون هناك دور أكبر أيضا للثقافة والمثقفين والأدباء في حياتنا وفي عملنا إن شاء الله.
12) من المعروف أن العديد من الفلسطينيين والأوكرانيين خلقوا تزاوجوا وانشأوا العوائل التي تجمع بين تقاليد وتطلعات الشعبين. هل هناك أية اختلافات مستعصية بينهم نظرا لعاداتهم ودياناتهم المختلفة؟
أعتقد إذا الحب موجود بين الطرفين فبالتأكيد سيكون هناك الوئام وسيكون مصير العلاقة الزوجية النجاح وسينتج عنها أطفال جميلين سيتمتعون بمزايا ثقافية مشتركة ومتنوعة . لكن بالتأكيد توجد فروقات من ناحية ثقافية وناحية دينية وعدة نواحي اخرى. لكن هذا يعتمد على الشخص نفسه ، اذا ما توفرت لديه القدرة على الاستماع إلى الأخر، اذا لديه الحب والتسامح بما يكفي للحفاظ على هذه العلاقة . هناك علاقات ناجحة جدا بين الأوكرانيين والفلسطينيين، وهناك عائلات قديمة جدا موجودة ومستمرة الحمد لله هنا في اوكرانيا وفي فلسطين.
13) سعادة السفير، هل تستفيدون في عملكم الدبلوماسي من الحقيقة أنه هناك مئات الفلسطينيين الذين يسكنون في أوكرانيا وعلى الدراية بالتقاليد واللغة والثقافة؟
لدينا في الحقيقة علاقات قديمة مع أوكرانيا، ولدينا العديد من خريجي الجامعات والمعاهد الأوكرانية على مدى العقود الماضية. ولدينا جالية فلسطينية تقيم في أوكرانيا منذ عقود، وبعضهم مقيمين هنا منذ 50 عاما. إن الجالية الفلسطينية هنا هي جالية محترمة وأعضاؤها متعلمين ، منهم عدد كبير من الأطباء والمهندسين والمتخصصين في مجالات أخرى، فقد أثبتوا جدارتهم ونجاحهم في مهنهم وبنوا علاقات جميلة وطيبة مع المجتمع الأوكراني.
نحن نعتز كسفارة بجاليتنا ونعتز بعلاقتنا معهم، وبالتأكيد ننسق معهم في تنظيم العديد من الفعاليات الاجتماعية والثقافية والرياضية ونتمنى لجاليتنا دائما كل الخير. وبالتأكيد هم صورة شعبنا الفلسطيني وجسر للتواصل ما بين شعبنا الفلسطيني والشعب الأوكراني، الجسر الذي يمكن أن يخلق مزيد من التعاون، مزيد من التفاهم، مزيد من الصداقة مع الشعب الأوكراني الصديق.
14) كيف تقيمون آفاق التعاون الاقتصادي بين بلدينا وما هو الدور الذي يلعبه عمل غرف التجارة والصناعة فيها؟
توجد لدينا علاقات تجارية مع أوكرانيا. عندي إحصائيات سابقة، بالحقيقة بسبب كورونا وبسبب الأوضاع الأخيرة لا توجد لدي الاحصائيات الأخيرة. وحسب مركز الإحصاء الفلسطيني، استوردت فلسطين في عام 2018 بضائع بقيمة 88.594 مليون دولار من أوكرانيا، هذا بالرغم من ان فلسطين تحت الاحتلال ووضعنا الاقتصادي صعب، فاعتقد بان هذه القيمة كبير بالنسبة للفلسطينيين، بالتأكيد هنا في الدوائر الحكومية الرسمية الرقم مسجل على ما اعتقد 23 مليون دولار، لان بضائع اوكرانيا تاتينا ايضا عن طريق الأردن ومصر وحتى اسرائيل.
بشكل عام لدينا علاقات التجارية ونعمل على تعزيزها. كانت هناك وفود سابقة تجارية قد زارت أوكرانيا ، وأنا شخصيا قمت بزيارة غرفة التجارة والصناعة الأوكرانية والتقيت برئيسها. ونعمل معا في سبيل تعزيز هذه العلاقات وتطويرها.
وتجدر الإشارة إلى أن سعادة سفير دولة فلسطين لدى أوكرانيا هاشم الدجاني استقبل في مقر السفارة الهيئة الإدارية للجالية الفلسطينية المنتخبة حديثاً في كييف.
المصدر: أوكرانيا بالعربية