أوكرانيا بالعربية | إنخفاض أسعار المساكن في جميع أنحاء أوكرانيا
كييف/أوكرانيا بالعربية/إنخفضت أسعار الشقق في المدن الأوكرانية بنسبة 5-10% خلال عام واحد "من آب/أغسطس 2014 لنهاية آب/أغسطس 2015" وكان الإنخفاض ملحوظ في المدن: دنيبروبتروفيسك وأوديسا ولفوف. كما كان الإنخفاض في العاصمة ملحوظاً أكثر من باقي المناطق، حسبما أفاده موقع "خرونيكا دوت إنفو" الإخباري الأوكراني.
عزا الخبراء هذا الإختلاف إلى خصوصيات وميزات سوق العقارات، إذ قال نائب رئيس إتحاد خبراء أوكرانيا أندري غوسيلنيكوف: "تراجعَ سعر العرض في العاصمة كييف بنسبة 20-25%، وفي دنيبروبتروفيسك بنسبة 10%، وفي مدينة جيتومير ومدينة سومي بنسبة 3%. وهذا لا يعني أن الطلب في مدينة جيتومير – على سبيل المثال – كان أعلى، لكن يعزا ذلك إلى أن أسعار العقارات في هذه المناطق أقل مبالغة. بينما كانت الأسعار في العاصمة مبالغ بها إلى حد كبير، لا سيما عند مقارنتها بدخل السكان؛ فما يقرب من 80% من السكان يعيشون على الحد الأدني من الأجور".
كما أشار نائب الرئيس إلى أن منطقة العاصمة تتفاعل دائماً بشكل أسرع مع التغيرات في مزاجية المستهلك، حيث قال: "ترتفع الأسعار وتنخفض بشكل أسرع في وسط العاصمة، ثم تنتشر في المحافظة".
ويأمل غوسيلنيكوف أنه وفي نهاية الصيف ستصل الأسعار في كييف إلى الحضيض، ويتضح ذلك بشكل غير مباشر في بيانات شهري تموز/يوليو وآب/أغسطس التي أظهرت إرتفاع قدره 0,6 % فقط في أسعار منازل الدرجة الثانية (المستخدمة).
هذا وقد طالت موجة الإنخفاض في الأسعار محافظات عدة؛ ففي دنيبروبتروفيسك، انخفضت الأسعار فيها بنسبة 1,3% في شهر آب/أغسطس المنصرم. وفي أوديسا انخفضت الأسعار 1,2%, وفي لفيف 1%. وعقب غوسيلنيكوف قائلاً: "رغم أن نسبة 1% تعتبر ضئيلة في إنخفاض الأسعار في شهر آب/أغسطس في لفيف، إلا أنها تعد مؤشراً خطيراً. وبالرغم من كل شيء وخلال عام "من شهر تموز/يوليو 2014 إلى نهاية شهر تموز/يوليو 2015 ، إنخفض هناك سعر المساكن من الدرجة الثانية بنسبة 1,6%. وفي أوديسا إنخفضت الأسعار خلال سنة بنسبة 3,2%، وخلال شهر آب/أغسطس بنسبة 1,2%. ولذلك وعلى أقل تقدير نتوقع إستمرار انخفاض الأسعار في المحافظات وقد تصل إلى 5-10%".
و في أوديسا صرح سماسرة العقارات لشبكة "الأخبار" أن سوق العقارات من الدرجة الثانية كان على درجة كبيرة من النشاط في أواخر الصيف. ومن جهته عزا أليكسي كراسوتوف مدير فرع "ألكسندر- ن" لشبكة "الأخبار" عدم إنهيار الأسعار في أوديسا مرده إلى ظهور عروض جديدة في السوق تقل بنسبة 5-10% عن مثيلاتها، وأن هذه العروض ضمن القدرة الشرائية للسكان.
وبرأيه، فإنه يربح من البائعين أولئك الذين يغامرون ببيع عقاراتهم بالسعر المناسب في الوقت الراهن. حيث قال – ضارباً مثالاً–: "عرضت إحدى السيدات في الخريف الماضي شقة دوبلكس مساحتها 117 م٢ بجانب حديقة شيفتشنكو في وسط أوديسا بمبلغ 110 آلاف يورو، وكان هنالك مشترٍ يعرض مبلغ 100 ألف يورو، فلم توافق. في ربيع هذا العام عرضت شقتها بسعر 90 ألف يورو، فإقترح عليها أحد المشترين مبلغ 80 ألف يورو، فشعرت أن المبلغ قليل، فلم توافق. وفي النهاية وقبل أسبوع واحد فقط أغلقنا الصفقة على 65 ألف يورو". كما أشار كراسوتوف إلى أن مالكي الشقق من الفئة الإقتصادية يخسرون بنفس الطريقة، إذ أضاف قائلاً: "عُرضت شقة بغرفة نوم واحدة للبيع بسعر 27 ألف يورو في منطقة كوتوفسكي في الطرف الشمالي لمدينة أوديسا، وأبدى أحد المهتمين إستعداده لدفع 25 يورو فوراً. اتصل صاحب الشقة بالمشتري بعد أسبوع مبدياً موافقه على العرض. إلا أن المشتري كان قد وجد شقة أخرى أفضل. وفي النهاية بيعت الشقة بسعر 22 ألف يورو. بمعنى آخر، فقد المالك "البطيء" خلال شهر واحد 3 آلاف يورو".
وفي مدينة خاركوف، وعلاوة عن الإنخفاض العام في أسعار العقارات، فإن الفارق في الأسعار بين الشقق المكونة من غرفة واحدة والشقق المكونة من ثلاث غرف يتضائل. حيث إنخفضت الأسعار بنسبة 30% بما يعادل الآن 5800 دولار، وفقاً لما ورد عن وكالة خاركيف للعقارات.
وكنتيجة لذلك، أصبح سعر الشقة المكونة من غرفة واحدة "ستوديو" قرب المترو أو في المناطق المجاورة لوسط خاركوف مساوٍ تقريباً لسعر الشقق المكونة من 3 غرف والواقعة على أطراف المدينة. فقد أشارت مديرة وكالة خاركيف للعقارات سفيتلانا ياكيموفا في حديثها لشبكة "الأخبار" قائلة: " يبلغ سعر الشقة الجيدة المكونة من غرفة واحدة والقريبة من وسط خاركيف اليوم ما بين 22 و23 ألف دولار. وبمثل هذا المبلغ يمكن العثور على شقة من ثلاث غرف على أطراف المدينة. وعلى الأرجح لن تكون الشقة في الطوابق الوسطى أو أنها ستحتاج لإجراء إصلاح, ولكن تعتبر لكثير من العائلات التي بحاجة ماسة لسكن فرصة للتفرق أو تحسين ظروفهم المعيشية".
وقالت ياكيموفا تعليقاً على إنخفاض كمية العرض في خاركيف خلال عام: "إن كان المشتري الواحد قبل سنتين إلى ثلاث سنوات يأتيه 5-7 باعة، فإن الأمر قد إختلف الآن؛ فقد إنكمش السوق بشكل ملحوظ، وخرج منه الباعة الذين بإمكانهم تأجيل البيع إلى أجل غير مسمى. وعلاوة على ذلك وعلى خلفية الإنخفاض العام لأسعار الشقق تم شراء جزء كبير من المسكان الأكثر شعبية ذات الأسعار المعقولة، أي الشقق بغرفة واحدة أو بغرفتين. وهذا أدى بطبيعة الحال إلى تغير في النسبة بين عدد الباعة والمشترين".
ومع ذلك يتوقع الخبراء زيادة في كمية مبيعات العقارات في المحافظات. فقد قال نائب رئيس إتحاد خبراء أوكرانيا أندري غوسيلنيكوف: "أسعار العقارات في الضواحي حالياً مساوٍ لأسعار العقارات في البلدات المحيطة بالمدن المليونية. فعلى سبيل المثال سعر المسكن في بلدة غوستوميل مساوٍ لسعره في ضواحي أوديسا مثل تايروف وكوتوفسك. فمبلغ 15 ألف يورو يمكن العثور على شقة بغرفة واحدة.
لنفكر بالسيناريو المتفائل، إذا كان هناك انتعاش اقتصادي و فرص وجود عمل براتب جيد في المحافظات، فإن الناس ستختار لصالح المحافظات".
وأكد الخبير أن الأسعار سترتفع للمساكن من الدرجة الثانية بعد أن يتحقق الإستقرار الشامل في الوضع الإقتصادي، حيث أفاد: "الدخل الأساس للناس. الطلب لن يختفي، فهو حاجة أساسية للناس. ومع نمو الدخل الحقيقي للناس سترتفع الأسعار في السوق. حتى ذلك الحين عندنا الآن الإتجاه معاكس".
المصدر: أوكرانيا بالعربية