أوكرانيا بالعربية | يحدث في العالم: أوزبكستان تعلن رسميا وفاة رئيسها إسلام كريموف .. وثلاث مرشحين لخلافته

أكدت نجلة رئيس جمهورية أوزبكستان لولا تيليايفا مساء اليوم الجمعة 2 أيلول/سبتمبر الجاري، عن وفاة والدها رئيس الجمهورية أسلام كريموف عن عمر يناهر 78 عاما بعد أن حكم الجمهورية لقرابة 27 عاما من الزمان، أي بدءا من العامين الاخرين في الحقبة السوفييتة و25 عاما من الاستقلال

كييف/أوكرانيا بالعربية/أكدت نجلة رئيس جمهورية أوزبكستان لولا تيليايفا مساء اليوم الجمعة 2 أيلول/سبتمبر الجاري، عن وفاة والدها رئيس الجمهورية أسلام كريموف عن عمر يناهر 78 عاما بعد أن حكم الجمهورية لقرابة 27 عاما من الزمان، أي بدءا من العامين الاخرين في الحقبة السوفييتة و25 عاما من الاستقلال.

وذلك بعد أن تضاربت الأنباء في وقت سابق حول الحالة الصحية للرئيس الأوزبيكي أسلام كريموف، ففيما ذكر بيان صادر عن مكتب حكومة أوزبكستان اليوم الجمعة 2 سبتمبر/أيلول أن الحالة الصحية للرئيس كريموف تدهورت، واصفا إياها بـ"الحرجة"، أفادت وكالة "رويترز" بأن ثلاثة مصادر دبلوماسية أكدت لها وفاته.

من جهة أخرى، أعرب رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم خلال اجتماع للحكومة التركية الجمعة عن تعازيه للشعب الأوزبكي بسبب وفاة رئيس أوزبكستان دون أن يذكر مصدر ورود المعلومات بهذا الشأن.

يذكر أن العديد من وسائل الإعلام الدولية ذكرت مؤخرا أن الرئيس الأوزبكي إسلام كريموف توفي بعد إصابته بسكتة دماغية في 27 أغسطس/آب، إلا أن مصادر رسمية في طشقند نفت هذه الأنباء.

نبذة عن الرئيس الأوزبكي إسلام كريموف

ما لبث إسلام كريموف يمسك بدفة القيادة في أوزبكستان منذ عام 1989 بعد توليه الموقع الأول في الحزب الشيوعي عندما كانت البلاد جزءا من الاتحاد السوفييتي.

وفي العام التالي تولى منصب رئيس الدولة وهو المنصب الذي شغله عقب استقلال أوزبكستان.

ومددت ولايته الى عام 2000 بموجب استفتاء عام أجري عام 1995، ثم فاز في انتخابات أجريت في تلك السنة دون منافس.

وفي استفتاء آخر أجري في عام 2002، مددت فترة ولاية الرئيس من 5 الى 7 سنوات.

وفاز إسلام كريموف بفترتي ولاية أخريين عقب انتخابات أجريت في كانون الأول / ديسمبر 2007 وآذار / مارس 2015، وهي انتخابات وصفها معارضون بأنها كانت مزيفة.

ولد إسلام كريموف عام 1939 في سمرقند، أوزبكستان، التي كانت ضمن الاتحاد السوفييتي سابقا.

درس الهندسة والاقتصاد، في جامعات بلاده، وعمل مهندسا في الطيران من 1961 إلى 1966، ثم تولى بعدها مناصب حكومية.

ودرج كريموف على التعامل مع أي شكل من أشكال المعارضة بقسوة شديدة، ويرى محللين أن يستخدم الخطر المتمثل في التشدد الإسلامي ذريعة لتغييب حقوق الانسان.

وعلى الرغم من الانتقادات بخصوص إنتهاك حقوق الإنسان وقمع المعارضة السياسية، فإن كريموف تقرب من الولايات المتحدة، وأصبح حليفا لها، بعد هجمات 11 سبتمبر/ أيلول، باعتباره شريكا في "الحرب على الإرهاب".

وأقامت الولايات المتحدة قاعدة عسكرية في أوزبكستان تدعم منها عملياتها العسكرية في أفغانستان، مقابل دعم عسكري واقتصادي لحكومة كريموف، الذي تربطه علاقات جدية أيضا مع روسيا.

ولكن علاقات كريموف مع الولايات المتحدة ساءت بعد انتقاد البيت الأبيض لقمع السلطات الأوزبكية انتفاضة أنديجان، التي قتل فيها المئات، حسب منظمات حقوق الإنسان، فأغلق كريموف القاعدة العسكرية الأمريكية وعزز علاقاته بروسيا.

وفي السنوات الأخيرة، أثير في الخارج موضوع خلافة الرئيس كريموف، إذ ذكر اسم ابنته الكبرى غولنارا بوصفها خليفة محتملة لأبيها.

ولكن صراعا على السلطة وقع عام 2013 إضافة إلى تحقيقات جرت في الخارج في ادعاءات غسيل أموال أدت الى وضع غولنارا كريموفا قيد الإقامة الجبرية.

وفي عام 2014، وجه الاتهام رسميا إلى غولنارا كريموفا - التي كانت إلى ذلك الحين واحدة من أقوى الشخصيات السياسية والمالية في أوزبكستان - بالانتماء إلى شبكة إجرامية سرقت أصولا تقدر قيمتها بـ 40 مليون دولار.

ويعزى فقدان غولنارا لنفوذها إلى صراع يقال إنه اندلع بينها وبين والدتها وشقيقتها، إضافة إلى تنافسها المحموم مع مدير جهاز الأمن الأوزبكي المتنفذ رستم عنايتوف.

وكانت آخر انتخابات نيابية جرت في أوزبكستان عام 2014، ولكن البرلمان الأوزبكي لا يتمتع بوزن سياسي يذكر وينظر إليه المنتقدون على أنه ليس إلا وسيلة لشرعنة قرارات الرئيس.

ولا يلتئم البرلمان إلا لمرات قليلة في السنة للتصديق على سياسات الحكومة.

ولا توجد في أوزبكستان معارضة حقيقية تنشط بشكل قانوني، فيما يقيم كافة الزعماء المعارضون تقريبا في المنافي.

من سيخلف كريموف في رئاسة أوزبكستان؟

نبأ وفاة كريموف دفع المحللين والخبراء والسياسيين إلى الدخول في دوامة تكهنات وتوقعات حول من سيخلف الرجل الذي حكم أوزبكستان بشكل صارم على مدى عدة عقود حيث تولى قيادة الجمهورية في 1989.

ويدور الحديث عن وجود ثلاثي من الخلفاء المحتملين وهم: رئيس هيئة أمن الدولة إينوياتوف ورئيس الحكومة ميرزيايف ووزير المالية عظيموف الذين يمسكون بأيديهم مجالات الأمن والسياسة الداخلية والخارجية والاقتصاد، وقد يصبح أحد الثلاثة زائدا عن اللزوم ويتحول الثلاثي إلى ثنائي. وفي كل الحالات يجب عليهم الاتفاق فيما بينهم على الشخص الذي سيشغل منصب الرئيس.

وقبل التعرف على كل من الثلاثة الآنفين الذكر بالتفصيل يجب القول إن بعض الخبراء يشبهون أوزبكستان بكوريا الشمالية فيما يتعلق بتركيز السلطة في يدي شخص واحد وفيما يتعلق بانعدام الحريات العامة وأي شكل للمعارضة وانعدام أي معلومات رسمية عن السلطات الرسمية في هذه الدولة.

وكمثال على ذلك يمكن تذكر أن رئيس الوزراء الحالي شوكت ميرزيايف استلم منصبه هذا في 2003 ولكن صورته في وسائل الإعلام ظهرت فقط بعد مرور 3 سنوات. السلطة في أوزبكستان في عهد كريموف لم تكن الود لوسائل الإعلام.

 ولعل الوضع المتوتر في الدول المجاورة للجمهورية مثل أفغانستان وطاجكستان وقرغيزيا قد يفسح المجال لتعاظم القوى الإسلامية المتطرفة في الجمهورية، وزيادة الاختلافات والنزاعات العرقية والإقليمية، واحتدام المواجهة بين مختلف الجماعات المسيطرة على السلطة بل وحتى اندلاع حرب أهلية.

 ومن نافل القول إن أسباب اندلاع الاضطرابات والتمرد الاجتماعي موجودة في أوزبكستان خلال كل الفترة التي تلت انهيار الاتحاد السوفيتي وإعلان استقلال الجمهورية (مستوى المعيشة خلال كل هذه الفترة كان متدنيا جدا وكانت السلطات دائما تقمع أي محاولة للاحتجاج بشكل قاس جدا. كريموف لم يكن  يشعر بأي حرج خلال اختياره لوسائل قمع الاضطرابات ومنع أي نشاط  مدني. وكمثال على ذلك يمكن ذكر قمعه للتمرد في أنديجان عام 2005، الذي أسفر عن قتل العشرات من المحتجين).

ثلاثة من الخلفاء المحتملين.

يعتبر رئيس المخابرات الحالي رستم إينوياتوف (من مواليد 1944) الأقوى والأوفر حظا.

تخرج  إينوياتوف من كلية الدراسات الشرقية بجامعة طشقند الحكومية، تخصص في "الدراسات الإيرانية". يتقن، بالإضافة إلى الأوزبكية اللغات الفارسية والروسية والإنجليزية.

وبعد تخرجه، اختار الخدمة في الجيش، حيث انضم إلى صفوف "كي جي بي" ومنذ ذلك الحين باتت حياته ترتبط بشكل وثيق بالأجهزة الأمنية والمخابرات.

ترأس إينوياتوف هيئة الأمن القومي في أوزبكستان قبل أكثر من 20 عاما. وتمكن في عام 1995 من تصفية الجهاز الأمني المنافس لمؤسسته وهو إدارة الاستخبارات العامة في القوات المسلحة. وبعد قمع التمرد في أنديجان، تخلص إينوياتوف من منافسه الرئيس، وزير الداخلية زاكير الماتوف.

أهم الأوراق الرابحة المتوفرة في يد قائد المخابرات الحالي هو وجود "جيش خاص" لديه، يضم أفضل الوحدات القتالية في القوات المسلحة ومن بينها لواء التدخل السريع الذي يضم 5 آلاف مقاتل وكذلك قوات حرس الحدود والأسطول الحربي النهري وفرقة القوات الخاصة. وكذلك كان رئيس المخابرات يسيطر من خلال رجاله الموجودين في القصر ورئاسة الجمهورية، على كل اتصالات رئيس الجمهورية مع رؤساء المناطق والوزارات.

أحد أهم الدلائل على قوة رستم إينوياتوف هو تغلبه على الابنة الكبرى للرئيس كريموف وتسبب ذلك بمصادرة كل أعمالها وحبس المقربين منها.

رئيس المخابرات وعلى الرغم من وجوده في هرم السلطة منذ أكثر من 20 عاما لم يكن يظهر للعلن ولا توجد له صور رسمية حتى الآن.

المرشح الثاني هو رئيس الوزراء شوكت ميرزيايف( 59 عاما) الذي يملك حظا كبيرا في خلافة كريموف على الرغم من عدم حب الجمهور له.

عمل المذكور في منصب حاكم مقاطعة سمرقند وكان كريموف يكلفه بعد قدومه الى طشقند بتنفيذ الأعمال الأقل شعبية. رئيس الوزراء من خريجي معهد الري (اختصاص مهندس ميكانيك) وبقي فترة طويلة يشرف على حصاد القطن.

يقال إنه عصبي المزاج وطالما استخدم الضرب والكلمات النابية ضد مرؤوسيه "تفيد بعض الإشاعات بأنه ضرب أحد رؤساء الجامعات ضربا مبرحا لأن الأخير رفض السماح للطلاب بالمشاركة في جمع محصول القطن وهو ما تسبب بوفاته.

يشير البعض الى وجود علاقات أعمال وبزنس مشترك بين رئيس الحكومة ورئيس المخابرات في أوزبكستان.

المرشح الثالث وزير المالية في أوزبكستان رستم عظيموف وهو نجل العالم الشهير سوديك عظيموف. بدأ رستم عظيموف حياته المهنية بالعمل في مصنع "فوتون" ومن ثم عمل في الكومسومول ومارس العمل الحزبي. وعند انهيار الاتحاد السوفياتي كان يشغل منصب رئيس مجلس إدارة أحد أول البنوك التجارية في أوزبكستان "طريق الحرير".

والوزير المذكور خريج جامعة طشقند (كلية التاريخ) وحصل على درجة الماجستير في جامعة أكسفورد، وفي عام 1998 استلم قيادة وزارة المالية.

يقال إن عظيموف يعتبر بعيون الجمهور في أوزبكستان وبين المهاجرين، من أنصار التيار الليبرالي، ولكن الخبراء يرون أنه لا يختلف عن بقية السياسيين الذين صعدوا إلى هرم السلطة خلال عهد كريموف.

المصدر: آر تي بتصرف، بي بي سي بتصرف



مشاركة هذا المنشور:
الأخبار الرئيسية
سياسة
تهديدات بوتين النووية لا تخيف أوكرانيا.. وهجوم صاروخي مكثف على كورسك
صواريخ "أتاكمز" الأمريكية تهاجم كورسك وتسبب انفجارات كبيرة
سياسة
زالوجني: أوروبا غير مُؤهلة لحرب طويلة الأمد مع روسيا
على الدول الغربية تسريع الإنتاج الحربي لمواجهة روسيا
سياسة
زيلينسكي: ترامب قد يقدم مبادرة جديدة تقرب نهاية الحرب في أوكرانيا
زيلينسكي يتحدث عن فرص إنهاء الحرب العام المقبل
أخبار أخرى في هذا الباب
يحدث في العالم
يحدث في العالم: جانيت يلين تعترف بمخاوف جدية بشأن انهيار الدولار الأمريكي
يحدث في العالم
يحدث في العالم: نمو هائل في معدلات الإصابة بالسرطان في العالم
يحدث في العالم
يحدث في العالم: انخفاض تاريخي لعدد سكان الصين لأول مرة منذ ستة عقود
تابعونا عبر فيسبوك
تابعونا عبر تويتر
© Ukraine in Arabic, 2018. All Rights Reserved.