أوكرانيا بالعربية | حزب التحرير: تصاعد الصراع شرقي أوكرانيا مثال على الانحطاط الأخلاقي عند القوى العظمى
كييف/أوكرانيا بالعربية/أعلن فضل حمزاييف رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير الاسلامي في أوكرانيا، أن تصاعد الصراع في شرق أوكرانيا ما هو الا مثال على الانحطاط الأخلاقي في الصراع عند القوى العظمى، مستندا بذلك الى التصريحات الأرعنة لقادة الانفصاليين عبر تهديدهم بانهاء الدولة الأوكرانية، حيث قال زاخارتشينكو "الآن بدأ العد التنازلي، كل يوم يمثل مسماراً يدق في نعش بلاد تُسمى أوكرانيا، والدولة ستتوقف تقريباً عن الوجود بعد ما يقارب 60 يوماً على الأكثر". وقال زاخارتشينكو أيضاً إنه كان ينتظر بداية تصعيد الأنشطة العسكرية في دونباس.
حيث اشار فضل حمزايف أنه يتضح اليوم للجميع بأن الأزمة الأوكرانية منذ البداية لم تكن تجري بشكل منعزل عن القضايا الدولية الأخرى. فالقوى الكبرى، خاصة أمريكا وروسيا، وبشكل أقل أوروبا؛ فرنسا وإنجلترا وألمانيا، تقوم بشكل دائم باستغلال تفاقم الأزمة الأوكرانية لتعزيز مصالحها، وذلك لأهمية الأزمة الأوكرانية بالنسبة للاعبين الدوليين.
ويرجع السيد حمزايف تصاعد الأحداث إلى أسباب داخلية طبيعية، ولكن في كثير من الأحيان تكون نتيجة لتأثير هؤلاء اللاعبين الدوليين. ولا يعتبر سراً أن ما يسمى رئيس الجمهوريات الانفصالية ليست أكثر من دمية في يد الكرملين، وضعف الحكومة الأوكرانية في ظل ظروف الحرب غير المعلنة والأزمة الاقتصادية يجعلها عاجزة عن مواجهة مبادرة قوية للسلام، والتي تحركها على الأرجح بعض القوى الخارجية.
أما فيما يتعلق بإمكانية تنفيذ المخطط الذي تحدث عنه زاخارتشينكو، فيبدو أنه من المستبعد جداً. فقد تغيبت روسيا عن مبادرة بشأن هذه المسألة في النصف الأول من عام 2014، عندما كانت هناك عملية ما يسمى "إعادة توحيد شبه جزيرة القرم مع روسيا". وفي ذلك الوقت، كانت روسيا مصممة وعلى أهبة الاستعداد للتدخل بشكل واسع في حالة مقاومة القوات المسلحة الأوكرانية، التي كانت في ذلك الوقت تتواجد في إقليم شبه جزيرة القرم.
ولكن اليوم، فإن روسيا ستصاب بخسائر فادحة في حالة قيامها باجتياح واسع للأراضي الأوكرانية. وذلك على الرغم من أن هناك احتمالاً ضئيلاً لقيامها بذلك، وهذا يرجع إلى حقيقة أن روسيا الحديثة تفضل المساعدات العسكرية كأداة على المناورات السياسية وفقاً للتقاليد المتبعة منذ قرون.
وإمكانية تدمير أوكرانيا باستخدام الوسائل الاقتصادية فقط، أي من خلال توقف توريد الفحم و"تأميم" الشركات الأوكرانية يعتبر أمراً مستحيلاً. فالحكومة الأوكرانية ستجد قريباً حلاً بديلاً عن خطوط التوريد هذه عن طريق ما يسمى الشركاء الغربيين.
وتقع الآن مواجهة كبرى بين أمريكا وروسيا في الأزمة الأوكرانية. ومنذ البدايات الأولى للأزمة، حافظت أوروبا، التي تخاف من صراع واسع النطاق على حدودها، على سياسة التهدئة مع روسيا، ففرضت العقوبات وقامت بتجميد الصراع. وفي هذه المواجهة، تتخذ أمريكا موقفاً هجومياً بينما تتخذ روسيا موقفاً دفاعياً.
وأكد حمزايف أن احتلال شبه جزيرة القرم والصراع في شرق أوكرانيا يشكلان "نقطة ضعف" لروسيا، ورغبتها غير المنضبطة بالعودة إلى نادي القوى العظمى الدولي بأي ثمن يجعلها تنخدع بأن أمريكا "ستتعاون معها في عدد كبير من القضايا الدولية". فمنذ بداية الأزمة الأوكرانية، تقوم أمريكا باستغلال روسيا في التعامل مع القضايا الدولية، مثل: البرنامج النووي الإيراني، و"تسوية الأزمة السورية"، وتخويف أوروبا من أجل تعزيز دور حلف شمال الأطلسي.
ومع وصول إدارة الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب، جعل على رأس أولويات سياسته الخارجية مواجهة القوة الاقتصادية والعسكرية الصينية المتصاعدة، فإن روسيا التي تمتاز سياسياً بقصر النظر، ستجد فرصة أخرى لكسب ود أمريكا. غير أن ضعف السياسة الخارجية الروسية لا يسمح لها أن تدرك أن أمريكا، على الأقل في المدى المتوسط، لا يمكن أن توافق على تسوية كاملة للأزمة الأوكرانية، لأنه حسب فهمها سيكون من الغباء جداً أن تقوم بقتل الدجاجة التي تبيض لها ذهبا!
وختم حمزايف بقوله: هذه هي سياسة القوى العظمى الحديثة في الأزمة الأوكرانية، وبالنسبة لهم، فإن أوكرانيا وثرواتها وأهلها لا تشكل سوى "أشياء" قابلة للاستهلاك في سبيل تحقيق مصالحها الدولية.
المصدر: وكالات، أوكرانيا بالعربية