أوكرانيا بالعربية | بلاد العُربانْ... بقلم د. نوفل حمداني
كييف/أوكرانيا بالعربية/قصيدة من الشعر الحر
بلاد العُربانْ
مـــرةً فكــرتُ في كتــابة بيانْ
عن حياة الناس في بلاد العُربانْ
عن الأَمَةِ، عن الشيخ عن الغُلْمانْ
عن بلاد تغرق في ظلام الطغيـــــانْ
عن الناس كيف تعيش في الدنيا كالرُّهبانْ
عن أصحاب الكراسي ... عن السلطــــــــانْ
عن الظلم و القهر و عن عُبَّاد الأمريكـــــــــانْ
عن الشَّاه، عن الأمير، عن الرئيــــــــس و حتى عن الأعيانْ
عن من قَــــلَّ في قلبهم الإيمانْ
و زان الهوى نفوسهم فأصبحوا دُعاة للبهتانْ
عن الذين ملؤوا قلوب الناس بالأحزانْ
و أشاعوا في الرعية الفساد و الحرما نْ
فأصبح الصغير يدعو دعاء الشَّيْــبــــــــــانْ
يدعو رب الأرباب أن تشهدَ كل الأكوانْ
بأن الشيطان غـــَرَّ بِقــــَــــــادَة الديوانْ
و بأنه غاب عن البلاد العدل و الإنصاف والاحسانْ
دعــاء بكت له حتى الجدرانْ
قــال فيه: يا رب الأرباب ، يا خالق الأكوان يا حنانْ
يا صاحب العفو يا قادر يا منانْ
يا ذا الرفعة كن لي أنت السلطانْ
و اجنبني و أهلي كل عدوانْ
و اجعل الجنة لي خير عنوانْ
فبلادي أصبحت أرض نقضانْ
فيها الجائع و المقهــور و كل الحرمانْ
حتى الحـُـر فيها، أيضا يهانْ
****
و بينما أنا كذلك .. و في نفس المكانْ
إذ بسيد الزمــان و صاحب الميدانْ
عظيم الهمة و الشــــانْ
بديع العصر الذي لا يُهــــانْ
يأتي إلـَـيَّ و من دون أي سلطانْ
يقف على رأسي كجدار عزل شامخ جَلِيَ للعيانْ
يخبرني أن القاضي أقَــرَّ أني من عُبَّاد الأوثانْ
و أنه حُكِم عليّ بالسجن خلف القضبانْ
لمجرد أني فكرت أن أحكي قصة بلاد العربانْ
****
فيا حسرة على أحفاد إبراهيم و سليمانْ
أتباع محمد النبي العدنانْ
أبنــاء صلاح الدين و بيــــبَرسَ و عثمان بن عفانْ
قتلتم فينا العروبة و الرجولــة و شهامة الشجعانْ
فأصبح الفرد منــا يخاف لقاء الخلانْ
و يذكر جهــرا أمام الملإ و العيـــا نْ
أن الأمير و الرئيس و الملك و الحاكم و حتى خدام الأعيانْ
عبادتهم فرض قبل عبادة الله الرحيم الرحمنْ
****
يا قوم!!! جمعتم أرزاقكم من عروق الشعب العريانْ
و بعتم أرضكم، و صادرتم الإنسانْ
و جعلتم لأنفسكم تاريخا بين الفرســانْ
لن يذكركم فيه أحد سوى بالخذلانْ
بلا زيادة و لا نقصانْ
د. نوفل حمدان
رئيس المركز العربي في زاباروجيا
مراسل وكاتب لدى صحيفة أوكرانيا بالعربية
المصدر: أوكرانيا بالعربية