وقال بوروشينكو، وفق البيان الصادر عن الرئاسة الأوكرانية: "أن موقف أوكرانيا لن يتغير، فيما يتعلق بدعم سيادة ووحدة أراضي أذربيجان، ضمن الحدود المعترف بها دوليا".
واتفق الجانبان على تحقيق التنسيق في حل مسألة "ناغورني كاراباخ" أي "قره باغ" ضمن إطار المنظمات الدولية.
وأعرب الرئيسان عن قلقهما إزاء تصاعد التوتر في إقليم "قره باغ"، مشيرين إلى أهمية حل الوضع بطرق سلمية استنادا إلى القوانين الدولية.
وتناول الزعيمان تعزيز العلاقات الثنائية، وعقد اجتماع بمستوى الرؤساء في العاصمة الأذرية باكو، دون تحديد موعده.
وأعلن الجيش الأذربيجاني، في بيان له السبت الماضي، استعادته بعض المواقع الاستراتيجية الواقعة تحت الاحتلال الأرميني، عقب الاشتباكات، مع القوات الأرمينية، فيما قال الرئيس الأرميني سيرغي سركيسيان، إن 18 جندياً من جيش بلاده قُتلوا، بينما أُصيب 35 آخرون، جراء الاشتباكات نفسها.
وأعلنت وزارة الدفاع الأذربيجانية، الأحد، وقف "الهجمات المضادة" على القوات الأرمينية من جانب واحد (بعد يوم من التصعيد العسكري على الجبهة بين البلدين)، مشيرةً أن القرار جاء بعد دعوات ملحة وجّهتها مؤسسات دولية.
وكانت الوزارة أعلنت، في بيان لها الإثنين، مقتل "نحو 170 عنصرًا من الجيش الأرميني"، وتدمير 12 مركبة مدرعة له، في تجدد للاشتباكات المستمرة بين جيشي البلدين منذ عدة أيام على خط الجبهة بينهما.
هذا وتجدر الاشارة الى أن وزارة الخارجية الأوكرانية، قد أعلنت في أيار/مايو من العام 2015 الماضي عن عدم أعترافها بما يسمى انتخابات برلمانية في إقليم "قرة باغ الأذربيجاني المحتل من قبل أرمينيا"، مضيفة أن تلك الانتخابات غير شرعية
وللاشارة فقد بدأت جذور الصراع في الحقبة السوفيتية في عشرينات القرن الماضي حين قام جوزيف ستالين بتطبيق سياسته في التفريق بين الإثنيات وإشعال نار العداء بينها وتفتيت قواها، فقد تعمدت السلطة السوفيتية في عام 1923 ضم الأقلية الأرمينية (سكان كاراباخ) داخل حدود أذربيجان، وبحدود إدارية تُرسم لتجعل كل ما يحيط بها أذربيجانيا رغم رغبة السكان في التبعية الأرمنية، وفى المقابل تظل الأقلية الأذربيجانية في إقليم "ناختشيفان" معزولة داخل جمهورية أرمينيا. بالإضافة إلى أن السلطة السوفيتية منحت "كاراباخ" صلاحية الحكم الذاتي داخل جمهورية أذربيجان، وهو ما كان أشبه بقنبلة موقوتة.
ظل هذا الوضع مجمداً فظلت السياسات القمعية السوفيتية وإرهاب الحديد والنار إلى أن تراخت القبضة السوفيتية في عهد جورباتشوف. وفى فبراير 1988 تجرأ المجلس السوفيتي الكاراباخي، وطلب من موسكو انضمام "ناغورني كاراباخ" إلى أرمينيا. وبالطبع اعترض القادة الأذريون لدى سلطة موسكو. وسرعان ما تشابك الأذر مع الأرمن في "كاراباخ"، لتتحول الاشتباكات بسرعة فائقة إلى حرب أهلية تركت قتلى وجرحى ولاجئين على كلا الجانبين.
وفى ديسمبر 1989 ازداد الموقف تعقداً بإعلان المجلس السوفيتي الأرمني توحيد إقليم "ناجورنو كاراباخ" مع جمهورية أرمينيا.
وبعد تفكك الاتحاد السوفيتي في ديسمبر 1991 أعلن الانفصاليون في إقليم "كاراباخ" في مطلع 1992 الاستقلال عن أذربيجان، ورفض الانضمام إلى أرمينيا. ومدت أرمينيا مقاتلي "كاراباخ" بالسلاح والرجال، بل توغلت قواتها داخل أذربيجان، كما احتلت الشريط الأرضي الفاصل جغرافياً لقرة باغ عن أرمينيا (ويسمى رواق لاچين) وكذلك أراضي 6 مقاطعات أخرى شرق وجنوب قرة باغ واحتلت 20% من إجمالي أراضيها في منتصف 1993. وكانت النتيجة أن فر مئات الآلاف من السكان الأذريين هرباً من القوات الأرمينية الغازية. وانتقل اللاجئون إلى معسكرات -كثير منها حول العاصمة الأذربيجانية باكو.
ساند الروس أرمينيا في هذة الحرب كثيراً مما سهل من النصر الذي حققه الأرمن، وفى مايو 1994 قبلت جميع الأطراف بما فيها أذربيجان المحتلة أراضيها، اتفاقاً لوقف إطلاق النار، والاحتكام إلى المفاوضات السلمية؛ حقناً للدماء. وكان الوسيط الرئيسي في المفاوضات هو الاتحاد الأوربي الذي فوض مجموعة من الدول برئاسة فرنسا والولايات المتحدة وروسيا للاجتماع في مينسك لبدء التفاوض. من جانبها أعلنت الميليشيات الأرمنية جمهورية ناغورني "قرة باغ" التي لم تعترف بها أي دولة إلا أن أرمينيا تعاملها كجزء منها.
المصدر: أوكرانيا بالعربية، وكالات بتصرف