أوكرانيا بالعربية | أوكرانيا في مثل هذا اليوم: 20 فبراير 2014 الميدان يودّع أبطال المئة السماوية
كييف/ أوكرانيا بالعربية/ تحيي أوكرانيا في العشرين من شباط/ فبراير سنوياً ذكرى أبطال " المئة السماوية"، حيث تُقام في البلاد مئات الأحداث التذكارية في مختلف المناطق تكريماً لأبطال "ثورة الكرامة".
وهي ذكرى لإحدى أسوأ صفحات التاريخ الأوكراني، ذكرى الاشتباكات العنيفة بين المتظاهرين وقوات الأمن في الفترة من 18 إلى 20 شباط/ فبراير 2014، والتي بلغت ذروتها في إطلاق النار على النشطاء غير المسلحين في الميدان الأوروبي، في شارع "انستيتوسكايا"وسط العاصمة الأوكرانية كييف.
وتوفي نتيجة لهذه الأحداث ما يزيد عن مئة شخص، وأصيب أكثر من ألف شخص بإصابات مختلفة، وفُقد عشرات الأشخاص.
وتلتها رحلة فرار الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش من البلاد، واحتلال شبه جزيرة القرم من قبل روسيا، والصراع المستمر مع الانفصاليين شرقي أوكرانيا.
بدأت الإحتجاجات في وسط كييف في تشرين الثاني/ نوفمبر 2013 ضد تعليق الحكومة الأوكرانية لتوقيع اتفاقية شراكة بين أوكرانيا والاتحاد الأوروبي، واستمرت لعدة أشهر.
فرضت الحكومة قوانين لتشديد العقوبات على انتهاك قواعد التجمعات، وعقد فيكتور يانوكوفيتش محادثات مع المعارضة، ووعد بتشكيل حكومة ائتلافية.
ازداد الوضع سوءًا في صباح 18 شباط/ فبراير 2014، حيث شن المتظاهرون هجومًا من الميدان إلى البرلمان الأوكراني، ووصفه المنظمون بأنه "هجوم سلمي"، والذي تصاعد إلى معارك حقيقية بين نشطاء الـ"ميدان" من جهة، وقوات الأمن وما يسمى بجماعات الـ"تيتوشكي"(شبيحة، بلطجية) المؤيدة للحكومة من الجهة الأخرى.
سار الآلاف من المتظاهرين على طول شارع "انستيتوسكايا "، وتمكنوا من كسر أطواق الشرطة والخروج إلى شارع "هروشيفسكي"، حيث يوجد مبنى الحكومة الأوكرانية والبرلمان.
واندلعت المواجهات في كافة الشوارع القريبة، وتمكنت قوات الأمن والـ "تيتوشكي" من إبعاد المتظاهرين ، ثم استولت على المتاريس في بداية شارع "هروشيفسكي"، كما حدثت مواجهة في متنزه "ماريانسكي" .
واستخدم الـ"تيتوشك" المقنعين الهروات لضرب المتظاهرين، وعندها بدأ المتظاهرون برمي الزجاجات الحارقة على مكتب حزب "الأقاليم" في شارع "ليبسكايا"، فاندلع حريق في المكتب، وقضى أحد موظفيه حرقاً.
وتمكنت قوى الأمن، مع حلول المساء، من إجبار المتظاهرين إلى التراجع من منطقة المباني الحكومية إلى الميدان، واخترقت المتاريس الموضوعة على شارع "انستيتوسكايا "، وبدأ الهجوم الذي أطلقت عليه السلطات اسم عملية مكافحة الإرهاب.
احترقت المتاريس، وامتد الحريق إلى خيم الميدان ومبنى النقابات، الذي استخدمه المحتجون كمستشفى ميداني.
ولقي 18 ناشطاً حتفهم نتيجة للمواجهات في 18 شباط/ فبراير، وأصيب 500 آخرون.
استمرت المواجهات طوال ليلة 19 شباط/ فبراير 2014، وفي الصباح ، وصلت التعزيزات من المناطق إلى المحتجين، وتمكّنوا من استعادة مواقعهم حول محيط الساحة.
ذهب زعماء المعارضة مرة أخرى للتفاوض مع الرئيس المخلوع فيكتور يانوكوفيتش بعد الهجوم، وصرّحوا بعد الإجتماع أنه لن يكون هناك مزيد من الاعتداءات على ميدان ، حيث اتفق الطرفان على هدنة.
وفقا للأرقام الرسمية ، قُتل في ليلة 18-19 شباط/ فبراير ، 17 من الـ"ميدان" ، وأصيب أكثر من 200 شخص. كما أبلغ نشطاء جمعية "يفروميدان SOS" عن عشرات الأشخاص المفقودين الذين لم يستطع أقاربهم أو أصدقاؤهم الاتصال بهم في الفترة من 18 إلى 19 شباط/ فبراير بعد اشتباكات مع قوات الأمن.
في ليلة 20 شباط/ فبراير، كان الوضع في ميدان هادئًا بشكل عام ، ولكن في الصباح استؤنفت الاشتباكات من جهة شارع "إينستيتوسكايا".
بعدها بدأت قوات "بيركوت" وقوى الأمن الداخلي بالإنسحاب من الميدان، وانتهز المتظاهرون هذه الفرصة للتقدم في شارع "انستيتوسكايا"، وبدأ الناشطون بالصعود في الشارع، وتعرضوا لإطلاق النار، وسقط العشرات منهم.
وفي هذه الأثناء تم إخماد الخريق في مبنى النقابات، واستمر وصول الحافلات التي تقل النشطاء من مختلف المناطق، واستمر سقوط الضحايا.
في نفس اليوم، وصل وفد من الاتحاد الأوروبي إلى كييف لإقامة مفاوضات وإنهاء المواجهة.
تحدث وزراء خارجية ألمانيا وفرنسا وبولندا مع زعماء المعارضة والرئيس فيكتور يانوكوفيتش طوال اليوم.
وبينما كانت المفاوضات جارية ، تم تسجيل عشرات الوفيات، ووفقا للأرقام الرسمية، قتل 48 ناشطا في ذلك اليوم.
في الصباح كانت هناك معلومات تفيد بأن فيكتور يانوكوفيتش كان على استعداد للإعلان عن انتخابات رئاسية مبكرة.
في هذا اليوم، غادر جزء كبير من قوات الأمن وسحبت الآليات من حي المباني الحكومية.
عند الظهر، وقّع الرئيس وزعماء المعارضة، بحضور وفد الاتحاد الأوروبي، اتفاقية لحل الأزمة، والتي شملت العودة إلى دستور 2004، والانتخابات الرئاسية المبكرة، والتحقيق في أحداث الميدان.
في المساء، ودّع "الميدان" الضحايا، وأطلق عليهم اسم "المئة السماوية".
قابل الناس زعماء المعارضة بتهاليل عدم الرضى، وتمت مقاطعة خطاب فيتالي كليتشكو من قبل زعيم إحدى مجموعات المحتجين فلاديمير باراسيوك ، الذي قال إنه إذا لم يستقل يانوكوفيتش، فسيشن النشطاء هجومًا مسلحًا، ودعم آلاف المشاركين هذا الطرح، وأعلن تنظيم "القطاع الأيمن" بأنه لن يلقي أسلحته وأنه مستعد لتحمل مسؤولية تطور الأحداث.
على خلفية الاحتجاجات، طار فيكتور يانوكوفيتش في المساء، برفقة الحراس، إلى خاركوف، ومن هناك هرب عبر شبه جزيرة القرم إلى روسيا.
وفقًا لتقديرات مختلفة، في الفترة من 18 إلى 20 فبراير 2014، قتل من 78 إلى 83 ناشطًا في الميدان ومحيطه. كان أصغرهم ، نزار فويتوفيتش- 17 عامًا ،و أكبرهم إيفان ناكونشني - 83 عامًا.
بعد 20 شباط/ فبراير، توفي أكثر من 20 محتجا متأثرين بجراحهم.
المصدر: أوكرانيا بالعربية