أوكرانيا بالعربية | أوكرانيا في مثل هذا اليوم: 18 فبراير 2011 الموساد الإسرائيلي يختطف المهندس الفلسطيني ضرار أبو سيسي
كييف/ أوكرانيا بالعربية/ وردت أنباء اختطاف المهندس الفلسطيني ضرار أبو سيسي في مثل هذا اليوم 18 شباط/ فبراير 2011، خلال رحلة قطار خاركوف - كييف، من قبل مجموعة "لم تعرف هويتها" ثم تبين لاحقا بانه اختطف على يد قوات أمنية إسرائيلية والتي نقلته إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة واتهمت زوجته فيرا أبو سيسي الموساد الإسرائيلي بانه كان يقف وراء الجريمة.
حيث أبلغت إدارة محطة قطارات مدينة خاركوف الجالية الفلسطينية بعد الاتصال بمسؤول القطار وموظفة العربة السادسة التي كان يستقلها أبو سيسي أن مجهولين "اختطفوا" أبو سيسي في الساعة الواحدة من ليلة 19 شباط/فبراير 2011، بعد ساعتين من انطلاق القطار، وأثناء وقوفه في محطة مدينة بلتافا على الأغلب.
لكن مسؤول القطار وموظفة العربة غيروا شهاداتهم لاحقا، عندما اتصلت بهم شرطة العاصمة، وأكدوا أن كل شيء كان على ما يرام، وأنه لم يختطف أحد من العربة أو القطار.
وكان أبو سيسي يشغل منصب مدير تشغيل محطة توليد الكهرباء في مدينة غزة، ثم غادر قطاع غزة لزيارة أهل زوجته في أوكرانيا في 18 كانون الثاني/ يناير 2011، حيث تقدم بأوراقه للحصول على الإقامة الدائمة (الجنسية) في أوكرانيا.
وأضاف أحد أحمد شرف انسبائه بانه "يوم الجمعة 18 شباط/ فبراير 2011، سافر المهندس أبو سيسي إلى العاصمة الأوكرانية كييف التي تبعد عن مدينته 450 كيلو مترًا، ليستقبل أخاه الذي جاءه من بولندا ولم يره منذ 12 عامًا، وفي منتصف الطريق أقدمت مجموعة مجهولة على اختطافه".
وكشف شرف عن تسريبات أمنية حصلت عليها العائلة من خلال بعض المعارف هناك أن "المهندس تم اختطافه فعليًا من قبل "مجموعة مجهولة"، مناشدًا الحكومة الأوكرانية بسرعة الكشف عن مصيره.
والمهندس أبو سيسي فلسطيني، متزوج من سيدة أوكرانية، ويسكنان غزة، ولهما من الأبناء ستة، يدرسون في المراحل المدرسية المختلفة.
ونظمت وقفة تضامنية من قبل جمعية الأسرى والمحررين "واعد" أمام مبنى الصليب الأحمر بغزة، ناشد أقارب وذوو المسئول الفلسطيني بالكشف عن مصير ابنهم وتحديد الجهة المسئولة عن اختطافه.
وطالبوا بضرورة التحرك الفوري والعاجل لمعرفة مكان ابنهم، المجهول حتى اللحظة، داعين السلطات الأوكرانية للعمل على كشف مصيره وإعادته إلى وطنه، عادين اختطافه انتهاكًا للقانون الدولي الإنساني وكافة الأعراف والمواثيق الدولية.
وحمل ذوو أبو سيسي وأقاربه وبعض أصدقائه خلال الوقفة التضامنية لافتات تطالب المجتمع الدولي والصليب الأحمر للتدخل السريع والكشف عن مصير المختطف.
من جهتها، استنكرت نقابة المهندسين-محافظات غزة جريمــة اختطاف أبو سيسي، عادة أن هذا الاختطاف يعد خرقا فاضحا لحقوق الإنسان ومساسا بكرامته وحقه في التنقل والسفر.
ودعت النقابة في بيان لها الحكومة الأوكرانية للاضطلاع بمسؤوليتها تجاه كشف غموض اختفاءه وتأمين سلامته وعودته لأهله وطنه فلسطين، والقيام بدورها في حماية زوارها والحفاظ على أمنهم.
وطالبت أصحاب الضمائر الحية وأحرار العالم والنقابات المهنية ومؤسسات المجتمع المدني في فلسطين وأوروبا والعالم أجمع وبخاصة في أوكرانيا للعمل على كشف مصير أبو سيسي وتأمين سلامته ووضع حد لهذه القرصنة المستنكرة والمرفوضة والتي تتم على أرضٍ أوروبية بحق شخصية فلسطينية اعتبارية.
وأكدت نقابة المهندسين أنها ستتخذ كافة الإجراءات الرسمية والشعبية والقانونية باتجاه كشف مصيره وملاحقة المسئولين عن اختفائه وتأمين عودته بسلام لوطنه.
مؤتمر صحفي
وبتاريخ 23 شباط/ فبراير 2011 عقد مؤتمر صحفي في مقر وكالة "أونيان" الأوكرانية للأنباء حول قضية اختطاف أبو سيسي في أوكرانيا، وهو مدير محطة توليد الطاقة الكهربائية في قطاع غزة الفلسطيني.
شاركت بالمؤتمر زوجة المختطف الأوكرانية فيرونيكا أبو سيسي وأخوه يوسف أبو سيسي، الذي قدم خصيصا من هولندا لرؤية أخيه بعد انقطاع عنه وعن أهله مدة 15 عاما.
وخلال المؤتمر استعرضت جانبا من شخصية وسلوكيات زوجها، فأكدت أنه كان مثالا للطالب المجد عندما كان طالبا، وللزوج البار على مدار 15 عاما قضتها معه، وللموظف المخلص لوظيفته ومجتمعه الفلسطيني.
وقالت إن قدوم زوجها إلى أوكرانيا كان يهدف إلى إجراء معاملات الحصول على الإقامة الدائمة وتسجيل آخر أطفالهما الستة.
وبصوت عكس ارتباكها وحزنها العميقين جددت فيرونيكا التعبير عن صدمتها، قائلة إنها كانت يوميا تتوقع فقدان زوجها في قطاع غزة بسبب فظاعة العدوان الإسرائيلي، لكنها لم تتوقع أن تفقده في بلدها أوكرانيا، الذي وصفته بالآمن. معبرة عن استياءها مما وصفته "التفاعل الضعيف" و"غير المهتم" بقضيتها عندما طرحتها في عدة مؤسسات حكومية.
وأضافت أنها لم تكن تتخيل أن تقابل قضيتها بشكل من أشكال "عدم المبالاة" مشيرة إلى أنه تم مرارا رفض قبول طلباتها البحث عن زوجها المختطف.
وردا على سؤال لمركز "الرائد" الإعلامي حول أسباب الاختطاف والجهة التي يمكن أن تقف وراءه عادت فيرونيكا لتؤكد مجددا أنها لا تستبعد أن يكون جهاز المخابرات الإسرائيلي "الموساد" ضالع باختطاف زوجها.
وعزت اتهاماتها لكون كل فلسطيني مستهدف إسرائيليا، ولأن زوجها يشغل منصب مدير محطة توليد الطاقة الكهربائية في غزة، وأحد أبرز من أعادوا تهيئتها بعد الحرب الأخيرة على القطاع نهاية العام 2008.
أوكرانيا تنفي ضلوعها بالجريمة
وفي مطلع آذار/ مارس 2011 أعلن فولوديمير روكيتسكي نائب رئيس جهاز الأمن القومي الأوكراني (اس بي أو) أن الجهاز لم يقم بمشاركة جهاز المخابرات الإسرائيلي "الموساد" لاختطاف المهندس ضرار أو سيسي.
وأكد أن "الموساد" لم يطلب من الجهاز الأوكراني إذن أو مساعدته لاختطاف أبو سيسي، وأن هذه المساعدة يمنعها القانون الأوكراني.
واستدعت في اليوم نفسه وزارة الخارجية الأوكرانية السفير الإسرائيلي لتوضيح لكشف ملابسات الاختطاف رسميا، دون الإعلان عن نتائج الاستدعاء.
ورغم تأكيد جهاز الأمن الأوكراني واستدعاء السفير الإسرائيلي إلا أن أسرة أبو سيسي يشككون بعدم تعاون الجانب الأوكراني مع الموساد لاختطاف ضرار، لما يرونه تعتيما متعمدا على قضيته، حتى في وسائل الإعلام المحلية.
فقد أعلنت زوجته فيرونيكا أبو سيسي أنها ستشكو جهاز الأمن في بلادها إلى المحكمة الأوروبية، متهمة إياه بالتواطؤ ومساعدة الموساد لتنفيذ عملية الاختطاف.
وقال يوسف أبو سيسي، وهو أخ ضرار، إنه كمواطن يحمل الجنسية الأوروبية سيتحرك لشكوى جهاز الأمن في جميع المؤسسات الحقوقية الأوروبي المعنية.
وأكد يوسف أنه سيحذر المسؤولين والمشاركين الأوروبيين في بطولة كأس الأمم الأوروبية "يورو 2012"، لأن الجانب الأمني في أوكرانيا ضعيف، وهذا سيكون خطرا على ملايين الأجانب فيها آنذاك - على حد قوله.
للجزيرة نت قال فياتشيسلاف شفيد المحلل السياسي والمستشار السابق للرئيس الأوكراني فيما يتعلق بالأمن القومي إن اختطاف الموساد شخصا في أوكرانيا انتهاك وإهانة للسيادة الأوكرانية، خاصة إذا كان بدون علم الأخيرة كما أكد جهاز الأمن، وهذا صفعة للعلاقات المتميزة بين أوكرانيا وإسرائيل كدولتين صديقتين.
وأضاف: "إن للموساد تاريخا من النشاط في غير الأراضي الإسرائيلية دون علم سلطاتها، كان من آخرها اغتيال محمود المبحوح في دبي، وحادثة اختطاف ضرار يجب ألا تمر دون محاسبة، وبغض النظر على أسبابها.
المصدر: أوكرانيا بالعربية، الجزيرة نت، وكالات