أوكرانيا بالعربية | أوكرانيا في مثل هذا اليوم: 12 يناير 1907 ولد العالم الأوكراني سيرغي كوروليوف صانع أول مركبة فضائية في التاريخ

ولد العالم الأوكراني السوفييتي ومهندس الصواريخ سيرهي بافلوفيتش كوروليوف في مثل هذا اليوم 12 كانون الثاني/ يناير من عام 1907 في مدينة جيتومير الأوكرانية والتي كانت تابعة لحكم الامبراطورية الروسية آنذاك

كييف/ أوكرانيا بالعربية/ ولد العالم الأوكراني السوفييتي ومهندس الصواريخ سيرهي بافلوفيتش كوروليوف في مثل هذا اليوم 12 كانون الثاني/ يناير من عام 1907 في مدينة جيتومير الأوكرانية والتي كانت تابعة لحكم الامبراطورية الروسية آنذاك.

سيرهي  بافلوفيتش كوروليوف هو مهندس صواريخ سوفيتي، وكبير مهندسي ومصممي الصواريخ خلال سباق الفضاء بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي في الخمسينات والستينات من القرن العشرين.

وبعكس نظيره الأمريكي فيرنر فون براون، كان دور كوروليوف الريادي في البرنامج الفضائي السوفيتي محط سرية مطلقة حتى بعد مماته. خلال كامل مدة عمله في البرنامج كان يعرف فقط بالمصمم الرئيس "Chief Designer".

استطاع بفضل تصاميمه للاقمار الصناعية ولمركبات الفضاء ان يحقق للاتحاد السوفييتي الريادة في مجال استكشاف الفضاء الخارجي.

ويعتبر بحق أب الاجهزة الصاروخية الفضائية السوفيتية التي ضمنت التعادل الاستراتيجي مع الغرب وجعلت الاتحاد السوفيتي يصبح دولة صاروخية – فضائية طليعية.

بالرغم من اختصاصه كان ايضا كمصمم طيران، فإن عمل كوروليوف الريادي كانت في تكامل التصميم والتنظيم والتخطيط الاستراتيجي.

بروز النبوغ

تميز سيرغي منذ اعوام الدراسة في المدرسة بقدرات فائقة وبشغف شديد بمعدات الطيران الجديدة آنذاك. وفي عام 1921 تعرف على الطيارين في فصيلة أوديسا المائية وشارك بنشاط  في الحياة الاجتماعية للطيارين : ومارس منذ سن 16 عاما القاء المحاضرات في مجال اطلاع الناس على شئون الطيران ، وصمم في سن 17عاما الطائرة بدون محرك كا-5 التي نوقش تصميمها رسميا امام لجنة محترمة وصدرت توصية بصنعها.

التحق كوروليوف في عام 1924 بالمعهد التكنولوجي في كييف باختصاص اجهزة الطيران واتقن فيه خلال عامين المواد الهندسية العامة واصبح رياضيا في فرع الطيران الشراعي.

وفي خريف عام 1926 بدأ دراسته بموسكو  وذاع صيته بكونه من مصممي الطائرات الشباب الموهوبين وقائد طائرة شراعية محنكا. لكنه ابدى ولعا  بالتحليقات في الستراتوسفير وبمبادئ الحركة النفاثة. وفي سبتمبر/ايلول عام 1931 سعى كوروليوف مع رفاقه الى تأسيس منظمة اجتماعية في موسكو بأسم مجموعة دراسة الحركة النفاثة.

وفي ابريل/نيسان عام 1932 اصبحت هذه المجموعة في الواقع مختبرا علميا –تصميميا تابعا للدولة يقوم بتصميم وصنع الاجهزة الطائرة النفاثة ، وتم فيه صنع وإطلاق اولى الصواريخ الباليستية ذات الوقود السائل. وفي عام 1933 تأسس معهد البحوث العلمية النفاثة برئاسة إيفان كليمينوف. وعين كوروليوف نائبا له. 

لكن الخلافات مع المسئولين في المعهد حول آفاق تطوير المعدات الصاروخية  ارغمت كوروليوف على الانتقال لممارسة العمل الهندسي الابداعي. وفي عام 1936 تسنى له حين كان رئيسا لقسم الاجهزة الطائرة الصاروخية ان يجري تجارب على الصواريخ المجنحة : الصاروخ المضاد للجو – 217 ذو المحرك الصاروخي العامل بالبارود والصاروخ البعيد المدى – 212 ذو المحرك الصاروخي العامل بالوقود السائل.

الاعتقال والعمل في مكاتب التصميم السرية

أصبح كوروليوف ضحية للارهاب الستاليني العظيم خلال عملية التطهير الكبرى التي قام بها ستالين سنة 1938، تم سجنه ظلما في سجن سيبيريا.

في عام 1938 اعتقل سيرغي كوروليوف  في سياق اعمال القمع الستاليني  بتهمة المشاركة في منظمة تروتسكية وحكم عليه بالسجن لمدة 10 أعوام في معتقلات العمل، وفي عام 1939 نقل الى منطقة كوليما الواقعة في شمال شرق روسيا السوفييتية حيث يوجد منجم الذهب مالدياك ومارس هناك ما يسمى ب" الاعمال العامة". وفي خريف عام 1940 نقل الى مكان اعتقال جديد هو السجن الخاص بموسكو (حيث كان يحتجز ويعمل علماء ومصممون شهيرون في تنفيذ المشاريع) وعمل تحت اشراف مصمم الطائرات اندريه توبوليف الذي سجن ايضا، وشارك بنشاط في صنع قاذفتي القنابل بي – 2 وتو - 2  وبادر في الوقت نفسه الى صنع الطوربيد الجوي الموجه والصيغة الجديدة للطائرة الاعتراضية الصاروخية.

وكان هذا السبب الذي دعا الى نقله في عام 1942 للعمل في مكتب للتصاميم مغلق كالسجن في مصنع الطائرات في قازان حيث جرى العمل في صنع المحركات النفاثة من الانواع الجديدة بهدف استخدامها في صناعة  الطيران.

وبعد إطلاق سراحه أصبح كبير مصممي الصواريخ والشخصية الرئيسية في البرنامج السوفيتي صاروخ باليستي عابر للقارات.

رُشح بعدها لقيادة برنامج الفضاء السوفيتي الذي نجح في عدة مشاريع مبكرة أهمها: سبوتنيك وبرنامج فوستوك.

تصميم وصنع الصواريخ الباليستية

في 13 مايو/أيار عام 1946 صدر قرار بأن تؤسس في الاتحاد السوفيتي فروع لتصميم وصنع الاسلحة الصاروخية ذات المحركات الصاروخية العاملة بالوقود السائل، ونص هذا القرار على توحيد كافة مجموعات  المهندسين السوفيت  لدراسة السلاح الصاروخي الالماني فاو – 2 والتي عملت  منذ عام 1945 في ألمانيا ، لتكون ضمن المعهد الموحد للبحوث العلمية "نوردهاوزن" الذي عين الجنرال ليف غايدوكوف مديرا له بينما عين كوروليوف في منصب المدير العام للشئون الهندسية – التقنية. وقام بدراسة الصاروخ الالماني فاو – 2 كما صمم صاروخا باليستيا اكثر تطورا يصل مداه الى 600 كيلومتر.
وسرعان ما عاد جميع الخبراء السوفيت الى الاتحاد السوفيتي للأنضمام الى معاهد البحث العلمي ومكاتب التصميم والتجارب. وفي أغسطس/آب عام 1946 عين كوروليوف في منصب كبير مصممي الصواريخ الباليستية البعيدة المدى ورئيس قسم تصميمها وصنعها.
كانت المهمة الاولى التي وضعتها الحكومة امام كوروليوف بصفته كبير المصممين وكذلك امام جميع المؤسسات التي لها علاقة بالاسلحة الصاروخية هي صنع صاروخ مماثل للصاروخ فاو – 2 من المواد المحلية. وفي عام 1947 صدر أمر حول صنع صواريخ باليستية جديدة ذات مدى تحليق ابعد من فاو - 2 ويصل مداها  حتى 3000 كيلومتر.

وفي عام 1948 بدأ كوروليوف التجارب على الصاروخ ر – 1( مماثل للصاروخ فاو-2) وفي عام 1950 نجح في ضمه الى  ترسانة السلاح. وكان هذا الصاروخ يتميز عن الالماني بأنه ذو ضمانية عالية. وفي الوقت نفسه عمل كوروليوف في تصميم الصاروخ الباليستي الجديد  ر-2 الذي يبلغ مداه 600 كيلومتر.  علما ان الصاورخ  ر – 2  مزود بخزان وقود معلق مما يجعله مريحا اكثر لدى الاستخدام والشئ الرئيسي ان الجزء الرأسي القتالي للصاروخ ينفصل عنه في اثناء التحليق. 

كما ان المحرك الصاروخي قد تم تطويره كثيرا لحد الكمال، اما منظومة التحكم الاوتوماتيكي فكانت تتميز بدقة عالية في اصابة الهدف. ووضع الصاروخ ر – 2 قيد الخدمة في عام 1951 اي بعد مرور عام فقط  على وضع الصاروخ ر – 1 فيها.

كما بدأت تحت اشراف كوروليوف ابحاث تصميمية وتجريبية واسعة النطاق لصنع صواريخ باليستية جديدة نوعيا.
وصمم وصنع كورولويف الصاروخ الاستراتيجي ر – 11 م ذي الرأس النووي الذي وضع في الخدمة القتالية في عام 1957 ، ويمكن نقله بعد تزويده بالوقود فوق "شاسي دبابة" منصة متحركة، حيث تم تحديث هذا الصاروخ كثيرا وجرى تكييفه لكي يتم تسليح الغواصات به بصفته ر 11 ف م .
علاوة على ذلك صمم كوروليوف الصاروخ المجنح العابر للقارات ذا المرحلتين . وتم صنع اول صاروخ عابر للقارات ر – 7 بالرغم من جميع المشاكل في التصميم خلال فترة قصيرة قياسية ووضع قيد الخدمة في القوات عام 1960 .

اكتشاف الفضاء

سعي سيرغي كوروليوف لدى تصميم وصنع الصواريخ الباليتسية القتالية الى تحقيق ما هو اكبر، اي غزو الفضاء الكوني والتحليقات الفضائية للأنسان وبدأ لهذا الغرض منذ عام 1949 سوية مع العلماء في اكاديمية العلوم السوفيتية باجراء بحوث بصدد استخدام الصاروخ المعدل "ر – 1أ" عن طريق اطلاقه رأسيا وبانتظام الى ارتفاع حتى 100 كيلومتر ومن ثم بواسطة اطلاق الصواريخ الاقوى من طراز "ر – 2 ور – 5 " الى ارتفاع 200 و500 كيلومتر على التوالي. وكان الهدف من اجراء هذه التحليقات  هو دراسة بارامترات الفضاء الكوني القريب  واشعاعات الشمس والمجرات والمجال المغناطيسي للأرض وسلوك الحيوانات المتطورة  في ظروف الفضاء( انعدام الوزن وفرط الاجهاد والاهتزازات الشديدة والاجهادات السمعية ) وكذلك  اعداد الوسائل لأدامة الحياة واعادة الحيوانات الى الارض من الفضاء – وقد جرى اطلاق حوالي سبعين صاروخا لهذا الغرض.

في عام 1955 وقبل وقت طويل من اجراء التجارب على تحليق الصاروخ ر – 7 قدم  كوروليوف وعدد من العلماء الاخرين اقتراحا الى الحكومة حول اطلاق قمر صناعي تابع للأرض بواسطة الصاروخ ر – 7 .  وقد ايدت الحكومة هذه المبادرة .

وفي 4 اكتوبر /تشرين الاول  عام 1957 اطلق  كوروليوف إلى الفضاء القريب من الأرض أول قمر صناعي في تاريخ البشرية، وفي 12 نيسان/ أبريل عام 1961 اصاب كوروليوف الرأي العام العالمي بالدهشة مجددا بصنعه أول سفينة فضائية مأهولة "فوستوك" ونفذ اول تحليق لأنسان في العالم إلى الفضاء المحيط بالارض رائد الفضاء السوفيتي يوري غاغارين.

وفي فجر العصر الفضائي تحدث كوروليوف أيضا عن صنع محطة فضائية طويلة الأمد، وكان النموذج الأولي لها هو السفينة

الفضائية " سويوز" الجديدة مبدئيا والاكثر تطورا  من سابقاتها.وكانت هذه السفينة تحتوي على قسم المعيشة حيث كان رواد الفضاء يستطيعون البقاء فترة طويلة فيها بدون بزات فضائية ويجرون البحوث العلمية. وفي سياق التحليق يتم ايضا الالتحام الاوتوماتيكي  بين سفينتين من طراز " سويوز" على المدار وانتقال رواد الفضاء من سفينة الى اخرى عبر الفضاء المكشوف بعد ارتداء البزات الفضائية.  ومما يؤسف له ان كوروليوف لم يعش طويلا لحين تحقيق افكاره في السفن الفضائية " سويوز".

في المقابل رَدت الولايات المتحدة على النجاحات الفضائية للإتحاد السوفيتي في مجال التحليقات المأهولة ورغبة منها في استعادة مكانتها في المجال التقني بأن أعدت برنامجا خياليا من حيث  الاهداف والنطاق باسم "ابولو" يتضمن صنع مجمع فضائي قمري يضمن هبوط  رائدي فضاء على سطح القمر، وبدأ كوروليوف بقرار من الحكومة وردا على هذا التحدي ومن اجل المحافظة على وضع الريادة في المنجزات الفضائية الرئيسية بأعداد مشروع المجمع القمري "ن 1 – ل 3 " . لكن هذا القرار اتخذ في وقت لاحق ومتأخر جدا قياسا الى القرار الصادر في الولايات المتحدة.

صنع الاقمار الصناعية الجديدة

جرى العمل في وقت واحد مع التطور العاصف للملاحة الفضائية المأهولة في صنع اقمار صناعية للأغراض العلمية والاقتصادية والعسكرية، ففي عام 1958 تم صنع  القمر الصناعي الجيوفيزيائي وإطلاقه إلى الفضاء ومن ثم اطلق قمران صناعيان من طراز

" اليكترون" من أجل دراسة الاحزمة الاشعاعية للأرض. وفي عام 1959 صنعت وأطلقت ثلاثة أجهزة فضائية اوتوماتكية الى القمر، وقام الأول والثاني بإيصال شعار الاتحاد السوفيتي إلى القمر. أما الثالث فأطلق من اجل تصوير الجانب المعاكس (غير المرئي) من سطح القمر.

وبدأ كوروليوف لاحقا بصنع جهاز فضائي اكثر تطورا من أجل الهبوط برفق على سطح القمر والتقاط الصور الفوتوغرافية للتضاريس القمرية وبثها إلى الأرض( المشروع ي – 6).
علاوة على ذلك ومنذ فترة صنع السفينة الفضائية " فوستوك" بدأ كوروليوف اعتمادا على تصميمها  بصنع اول قمر صناعي – للأستطلاع الفوتوغرافي من طراز " زينيت" لحساب وزارة الدفاع.وقد صنع نوعان من هذا الطراز أحدهما للاستطلاع التفصيلي والآخر للاستطلاع  العام وبدأ استخدامهما في فترة 1962 – 1963 .

كما بدأ كوروليوف بتطوير اتجاه هام آخر في استخدام الاقمار الصناعية. فصنع اول قمر صناعي سوفيتي للأتصال والبث التلفزيوني " مولنيا" يقوم بوظائفه في مدار اهليلجي عال.

توفي بشكل مفاجيء في موسكو بتاريخ 14 كانون الثاني/ يناير 1966، حيث كف قلب كوروليوف عن الخفقان نتيجة عمل جراحي تاركاً خططاً للتنافس مع الولايات المتحدة في الهبوط على سطح القمر.

 كان هذا الحدث التاريخي خطوة نحو تحقيق الحلم الكبير للمصمم الأوكراني الأسطوري سيرهي كوروليوف، وبداية عصر جديد في استكشاف الفضاء.

وبنتيجة ذلك تراجعت وتائر تطور جميع البرامج الفضائية، وكما اظهر التطور اللاحق للملاحة الفضائية فأنه لم تظهر شخصية مثيلة له من حيث الوزن لا في الاتحاد السوفييتي ولا في الولايات المتحدة.

دفن سيرغي كوروليوف عند جدار الكرملين قي موسكو وهي مقبرة الشخصيات العظيمة في الاتحاد السوفييتي السابق

المصدر: أوكرانيا بالعربية

مشاركة هذا المنشور:
الأخبار الرئيسية
دبلوماسية
تعزيز العلاقات الأوكرانية السعودية: تسليم أوراق اعتماد السفير الجديد
تعزيز الحوار بين أوكرانيا والمملكة العربية السعودية
سياسة
عملية إنقاذ أوكرانية ناجحة: عودة 31 مواطنًا إلى وطنهم بعد إجلائهم من سوريا
تحت إشراف زيلينسكي: أوكرانيا تنفذ عملية إنقاذ من سوريا
سياسة
كاللاس: الدعاية الروسية تهدد الديمقراطية العالمية
روسيا تستخدم المعلومات المضللة لتبرير عدوانها على أوكرانيا
أخبار أخرى في هذا الباب
أوكرانيا في مثل هذا اليوم
أوكرانيا بالعربية | أوكرانيا في مثل هذا اليوم: 30 ديسمبر 1954 وفاة كوزما ديريفيانكو بطل أوكرانيا الذي وقع على وثيقة استسلام اليابان
أوكرانيا في مثل هذا اليوم
أوكرانيا بالعربية | أوكرانيا في مثل هذا اليوم: 27 ديسمبر 1991 الجزائر تعلن أعترافها باستقلال أوكرانيا
أوكرانيا في مثل هذا اليوم
أوكرانيا في مثل هذا اليوم | أوكرانيا في مثل هذا اليوم: 27 ديسمبر 1991، تأسيس هيئة مكافحة التجسس التابعة لجهاز الأمن الأوكراني "إس بي أو"
تابعونا عبر فيسبوك
تابعونا عبر تويتر
© Ukraine in Arabic, 2018. All Rights Reserved.