أوكرانيا بالعربية | أوكرانيا في مثل هذا اليوم: 18 مارس 2014 بوتين يوقع على معاهدة احتلال القرم وسط رفض أوكراني ودولي
كييف/ أوكرانيا بالعربية/ شهدت العاصمة الروسية موسكو في مثل هذا اليوم 18 آذار/مارس 2014 توقيع معاهدة تاريخية تقضي باحتلال شبه جزيرة القرم وسيفوستوبول وضمها الى أراضي روسيا الفيديرالية، حيث وقع المعاهدة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس برلمان القرم فلاديمير قسطنطينوف ورئيس وزراء القرم سيرغي أكسيونوف وعمدة سيفوستوبول أليكسي تشالي، وذلك في استغلال للأزمة التي حلت بأوكرانيا عقب ثورة الميدان.
ووفق قاوانين روسيا فانهها تنص على ضرورة توجه الرئيس الروسي بعد توقيع هذه الاتفاقية إلى المحكمة الدستورية في روسيا الاتحادية بطلب تقييم مدى توافق الاتفاقية مع الدستور الروسي. ولكن على خلفية العبث القانوني الروسي والاحتلال الواضح لاراضي أوكرانيا اصبح جليا بان قواعد اللعبة رتبت مسبقا، حيث وافقت المحكمة الدستورية على الاتفاقية وتمت إحالتها إلى مجلس الدوما إضافة إلى مشروع قانون دستوري حدد اسم الكيان الإداري الروسي الجديد ووضعه وحدوده والأحكام الانتقالية. وفي حال مصادقة مجلسي البرلمان الروسي على هاتين الوثيقتين وتوقيع الرئيس عليهما ستعدل المادة الـ 65 من الدستور، التي تضم قائمة بكيانات روسيا الاتحادية، ليضاف إليها اسم الكيان الجديد.
وقد وجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خطابا بهذا الخصوص حيث اعلن أن ما اسمه "الاستفتاء" في القرم جرى بتوافق تام مع الإجراءات الديمقراطية وأحكام القانون الدولي، على حد وصفه.
وجاءت تصريحات بوتين في كلمة ألقاها أمام نواب مجلس الدوما، وأعضاء مجلس الاتحاد في البرلمان الروسي، ورؤساء الأقاليم وممثلي الرأي العام بمناسبة قبول جمهورية القرم ضمن روسيا الاتحادية وتشكيل وحدات إدارية جديدة في البلاد. وذكر بوتين أن أكثر من 82% من الناخبين شاركوا في الاستفتاء، مشيرا إلى أن ما يزيد عن 96% منهم صوتوا لصالح عودة القرم إلى حضن الدولة الروسية، الامر الذي يتنافى مع الحقيقة.
وفي موضوع تسليم شبه جزيرة القرم لإدارة أوكرانيا عام 1954 قال بوتين إن القرار بتسليمها تم اتخاذه في حينه بمبادرة نيكيتا خروشوف، الرئيس السوفييتي آنذاك، وذلك لأسباب "يعود البحث فيها للمؤرخين". وبهذا الخصوص أشار بوتين إلى أن عملية التسليم كانت مخالفة للأحكام الدستورية المعمول بها"، إذ كان ذلك بمثابة "اتفاق شخصي". وذكر بوتين أن قرار التسليم أثار أسئلة لدى سكان شبه الجزيرة، لكن ذلك حدث "في ظروف دولة شمولية لم يسأل المواطنين فيها أحد رأيهم، إنما تم وضعهم أمام الأمر الواقع".
في الوقت نفسه شدد بوتين على أن قرار التسليم كان شكليا فقط، لأن تسليم الأراضي تم داخل دولة كبيرة واحدة ولم يكن يتصور أحد انفصال روسيا وأوكرانيا عن بعضهما. واستطرد الرئيس الروسي قائلا: "لكن ذلك حصل، وما بدا أمرا خياليا صار واقعا، فالاتحاد السوفييتي تفكك. وكانت الأحداث تتطور بوتيرة سريعة إلى درجة أن قلة فقط من المواطنين كانوا يدركون مدى درامية الأحداث وتداعياتها".
وكان برلمان جمهورية القرم قد توجه الى موسكو في وقت مبكر من اليوم ذاته بطلب قبول القرم في قوام روسيا الاتحادية بصفة وحدة إدارية. كما أصدر البرلمان في اجتماعه الامس الاثنين قرارا "حول استقلال القرم". وجاء في القرار أنه استنادا إلى نتائج الاستفتاء، الذي أظهر أن شعوب القرم تؤيد الانضمام الى روسيا والخروج من قوام أوكرانيا، يعلن البرلمان جمهورية القرم دولة مستقلة ذات سيادة، بينما تتمتع مدينة سيفاستوبول بوضع خاص في قوامها.
نبذة تاريخية
في 26 نيسان/ أبريل 1954 وافق مجلس السوفيات الأعلى على المرسوم الصادر عن الرئاسة وإجراء تغييرات مناسبة للمادة 22 و 23 من دستور الاتحاد السوفياتي، حيث ترأس الاجتماع مالينكوف ووقع رئيس هيئة رئاسة السوفيات الأعلى فوروشيلوف على مرسوم 19 شباط/فبراير وقوانينه في 26 نيسان/إبريل من عام 1954.
وعندما نالت أوكرانيا إستقلالها عام 1991 ظل القرم جزءاً من الاراضي والسيادة الأوكرانية، ليحظى بحكم ذاتي ضمن الجمهورية.
وعقب ثورة الكرامية الأوكرانية (ثورة الميدان) والتي اندلعت عام 2013 وأطاحت بالرئيس السابق فيكتور يانوكوفيتش عام 2014 وحكومته، تم استغلال هذا الأمر من قبل روسيا، حيث أقدم مسلحون أسلحة روسية وبزات عسكرية روسية على احتلال منشآت ذات أهمية في القرم، أهمها مبنى البرلمان القرمي ومطارين هامين بتاريخ 27 شباط/ فبراير عام 2014م.
وفي 1 آذار/مارس 2014، وافق مجلس الاتحاد الروسي بالإجماع على طلب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بارسال قوات روسية إلى أوكرانيا تم من خلالها احتلال القرم بشكل كامل.
وفي مساء الأثنين 3 آذار/ مارس 2014 قام الجيش الروسي باعطاء مهلة للقوات الأوكرانية في القرم حتى الساعة 05:00 بتوقيت كييف للاستسلام، وإلا واجهت الهجوم عليها، في خطوة متقدمة لفرض سيطرة القوات الروسية على القرم.
وفي يوم الاحد 16 آذار/ مارس 2014 أجري ما أسمي بـ"الاستفتاء" الذي أعلنه البرلمان القرمي المُنحل من قبل البرلمان الأوكراني، بالرغم من تهديده لسيادة أوكرانيا وتواجد القوات الروسية في القرم، وبالرغم من اعلان تتار القرم مقاطعتهم له، علاوة على اعلان الولايات المتحدة الامريكية والاتحاد الاوروبي رفضهم الاعتراف بنتائجه، ليتم بعده أحتلال القرم حيث أعلنت روسيا وبشكل رسمي فرض سلطاتها عليه.
وبعدها أعلن بوتين أنه خطط لعملية ضم شبه جزيرة القرم إلى روسيا فور سقوط نظام الرئيس المخلوع يانوكوفيتش الموالى لموسكو فى 22 فبراير 2014، حسب مقاطع من مقابلة نشرتها قنوات "تلفزية روسية في إطار الإعلان عن فيلم وثائقي بعنوان : "القرم العودة إلى الوطن الأم
وأضاف: "كان ذلك في ليل 22-23 شباط/فبراير 2014 وانتهينا الساعة السابعة صباحاً. ولدى مغادرتي قلت لزملائي: نحن مرغمون للبدء بعمل يهدف إلى إعادة شبه جزيرة القرم إلى الأراضي الروسية
وبعد أربعة أيام، في 27 شباط/ فبراير 2014، احتل مسلحون مبنى البرلمان الإقليمي في القرم واستدعي النواب على عجل للتصويت على إجراء استفتاء، وفي اليوم التالي نددت أوكرانيا باجتياح روسي ووصل ألفا رجل إلى القرم حيث سيطروا على المواقع الإستراتيجية
المصدر: أوكرانيا بالعربية