أوكرانيا في مثل هذا اليوم: 29 يناير 1918 معركة كروتي البطولية ضد الغزاة الروس
كييف/ أوكرانيا بالعربية/ بدأت معركة صد هجوم الجيش الأحمر البلشفي بالقرب من قرية كروتي، في مثل هذا اليوم 29 كانون الثاني/ يناير عام 1918 ، والتي دافعت بها القوات الأوكرانية - المشكلة حديثا - ببطولة مما أخر العدو لمدة أربعة أيام من الوصول إلى العاصمة كييف، والذي منح المجلس المركزي الأوكراني الوقت الكافي لإبرام معاهدة "بريست- ليتوانيا" للسلام، الأمر الذي يعني الاعتراف الدولي باستقلال أوكرانيا.
في عام 1917 تم إعلان تأسيس المجلس المركزي الأوكراني (البرلمان) الذي أسس جمهورية أوكرانيا الشعبية فيما بعد.
بدأت الأزمة عندما أرسلت الحكومة البلشفية الشيوعية إنذارًا إلى المجلس المركزي الأوكراني، طالبت فيه بالسماح بتنقل القوات البلشفية من جبهة الدون، وكذلك رفض تشكيل الجبهة الأوكرانية.
لكن الأوكرانيون رفضوا الانصياع لهذه المطالب واتهموا الروس بالتحريض على الكراهية، فأعلنت الحكومة السوفيتية في 7 كانون الثاني/ يناير 1918 عدوانًا مفتوحًا على جمهورية أوكرانيا الشعبية.
وفي منتصف كانون الثاني/ يناير 1918 سيطر الجيش الأحمر على أراضي الضفة اليسرى من أوكرانيا بأكملها تقريبًا وتقدم نحو كييف. في ظل هذه الظروف، في 22 كانون الثاني/يناير 1918، أعلن المجلس المركزي الأوكراني العام الرابع استقلال الجمهورية الشعبية الأوكرانية.
بعد الاستيلاء على بولتافا، تقدم الجيش الثوري الأول باتجاه الغرب على طول السكك الحديدية، وتقدم الجيش الثوري الثاني من غوميل إلى باخماتش، في المكان الذي يتحد فيه خطا السكك الحديدية.
بدأت الوحدة القتالية الأوكرانية في مدرسة الشباب العسكرية الأوكرانية الأولى وهي الوحدة الأكثر قدرة في منطقة تشيرنيهف إلى جانب الوحدات العسكرية الأخرى بالدفاع ببطولة عن محطة السكك الحديدية في باخماتش من 25 ولغاية 27 كانون الثاني/ يناير 1918، إلا أنهم اضطروا إلى التراجع تحت خطر الوقوع في الحصار، نحو محطة "كروتي" حيث بدأوا بتعزيز قوتهم.
وفي 28 كانون الثاني/ يناير 1918، التقى الجيشان السوفيتيان في باخماتش، واتحدا بقيادة ميخائيل مورافيوف، وبدأ الجيش السوفييتي - الروسي الموحد بالتحرك باتجاه كييف.
وفي اليوم التالي تم إيقاف هجومه في محطة كروتي من قبل الوحدات المعززة من طلاب مدرسة بوهدان خميلنيتسكي العسكرية في كييف، والمتطوعون من طلاب الجامعات "جامعة القديس فولوديمير، والجامعة الوطنية الأوكرانية، وجامعة كيريل وميفودي" الذين تتراوح أعمارهم من 18 إلى 20 عاماً، والذين لا يملك معظمهم الخبرة القتالية، كما انضم اليهم نحو 80 متطوعاً من طلاب المدارس الثانوية.
في 29 كانون الثاني/ يناير 1918 ، تم تسليح ما يصل إلى 520 جنديًا وشابًا وطالبًا أوكرانياً في محطة السكك الحديدية في كروتي، وكان لديهم 16 بندقية آلية ومدفع واحد، لكن عدد الروس فاق عددهم بعشر مرات، وكان لديهم مركبات مدرعة ومدفعية.
وبسبب الموقع المواتي، تمكن الأوكرانيون ببطولة من إلحاق خسائر كبيرة بالروس وتصدوا لهم إلى حلول الظلام، بعد ذلك، تراجع المقاتلون الأوكرانيون، تحت ضغط العدو الروسي، وبشكل منظم إلى المرتفعات وتوجهوا نحو كييف، بعد أن تمكنوا من تدمير خطوط السكك الحديدية.
لكن فرقة طلابية واحدة مشكلة من 27 تلميذًا ضلت طريقها في الظلام وعادت إلى مركز كروتي، الذي كان قد احتله البلاشفة، فتم القبض عليهم، وتعرضوا للتعذيب ثم أعدموا.
قُتل ما بين 70 و 100 شخص من الأوكرانيين بالقرب من كروتي. اليوم، أسماء 20 منهم معروفة.
وبلغت خسائر القوات البلشفية 300 جندي.
وفي وقت لاحق، تم دفن جميع أبطال كروتي تقريبا في قبر "أسكولدوفا" في كييف.
وللإشارة فان محطة السكك الحديدة "كروتي" تقع في المنقطة الإدارية "نيجينسكا" التابعة لمقاطعة تشيرنيهيفسكا شمالي أوكرانيا.
وتخليدًا للبطولات القوات الأوكرانية صدر في 7 شباط/ فبراير 2019 فيلم سينمائي يستند للحقائق التاريخية حول المعركة في الذكرى الـ100 لمعركة كروتي.
المصدر: أوكرانيا بالعربية