أوكرانيا بالعربية | الأسعد في مؤتمر صحفي: لن تتكرر نكبة الشعب الفلسطيني لعام 1948 و لن نترك أرضنا مهما كبرت التضحيات
كييف/أوكرانيا بالعربية/قام سعادة سفير دولة فلسطين لدى أوكرانيا د. محمد الاسعد، اليوم الاربعاء 21 تشرين الثاني/نوفمبر بعقد مؤتمر صحفي في العاصمة الاوكرانية كييف حضره قرابة الاربعين صحفي و مراسل و مالا يقل عن سبعة قنوات تلفزيونية أوكرانية و دوليه.
دعى الاسعد لهذا المؤتمر ليوضح للمواطن الاوكراني الموقف الرسمي الفلسطيني من العدوان الاسرائيلي المسعور و اللامبرر من الجانب الاسرائيلي الذي تعود على هذه الاعمال و الذي ضرب بعرض الحائط كل مساعي السلام في المنطقة.
و بعد ان افتتح سعادته المؤتمر و ترحم على شهداء العدوان الصامدين على ارض فلسطين و تمنياته بالشفاء العاجل للجرحى، ندد سعادته و بشدة بهذا العدوان الهمجي و الاجرامي على الشعب الفلسطيني مؤكدا على خطاب الرئيس الفلسطيني بان العدوان على قطاع غزة هو عدوان على الشعب الفلسطيني بأسره.
و بعد ان تلى سعادة السفير نص البيان (المرفق أدناه) كانت هنالك العديد من الاسئلة و المداخلات أكد الاسعد في الاجابة عليها بأنه لن تكون هنالك نكبة ثانية و لن تعاد مأساة الشعب الفلسطيني لعام 1948 و ان الشعب الفلسطيني لن يترك أرضه و لن يهاجر عنها مهما كبرت المآساة.
و أشار سعادته بمادة مصورة عن حجم الاجرام الاسرائيلي التي خلفتها آله الدمار التي لا تستهدف المقاتلين الفلسطينيين (على حسب زعم العدو) بل تقتل الاطفال قبل الرجال و تقصف المدارس قبل البيوت المدنية و تستهدف النساء قبل الشيوخ ....
و عرج الاسعد في خطابه بان الحرب ليست فقط في قطاع غزة فالعدوان قائم في الضفة الغربية كذلك عبر الاعتقالات المستمرة و المداهمات للبيوت و المساجد و الكنائس و استمرار العدو و مستوطنيه في حرق المنشآت الفلسطينية في الضفة الثائرة في نصرة القطاع الفلسطيني .
و طالب الاسعد المجتمع الدولي بالتدخل العاجل للضغط على اسرائيل بايقاف العدوان و ارغام اسرائيل على تطبيق قرارات الشرعية الدولية و أهمها قرار الامم المتحدة 194 الذي يضمن حق عودة اللاجئين الى ديارهم و قرار حل الدولتين وانهاء الاحتلال الذي وقع عام 67 .
و طالب الاسعد كذلك أوكرانيا و العالم بالتصويت لانضمام فلسطين الى مجتمع الامم التي تحتكم الى القانون الدولي.
و في نهاية خطابه توجه الاسعد الى فخامة الرئيس الاوكراني فيكتور يانوكوفيتش بالتحرك السريع لايقاف اسرئيل عن هذا العدوان على الشعب الفلسطيني الاعزل . هذا و قد تم توزيع بيان صحفي على وكالات الانباء و الفضائيات للموقف الرسمي الفلسطيني.
و لاهمية خطاب الاسعد نورد
للقارئ الكريم نص هذا الخطاب :
بسم الله الرحمن الرحيم
السيدات والسادة
الرحمة كل الرحمة لشهداء شعبنا الفلسطيني في غزة والضفة
وامنياتنا بالشفاء العاجل لجرحانا
والتحية كل التحية لشعبنا الصامد
اشكركم لحضوركم هذا المؤتمر الصحفي تحت عنوان عدوان اسرائيل ضد الشعب الفلسطيني.
اننا ندين وبشدة هذا العدوان الغاشم، ونحمل اسرائيل المسؤولية الكاملة لهذا الإعتداء الذي يشكل انتهاكا صارخا للقانون الدولي. هذا المشهد الذي نراه اليوم والذي بدأ قبل أيام هو تكرار لمشهد سابق شاهدناه جميعا وكنا شاهدين عليه. حدث قبل اربعة اعوام وها هو يتكرر من جديد. نفس المشهد، نفس الحجة، نفس الطريقة، نفس السلاح، ونفس الدمار وذات الشهداء أنفسهم لكن بأسماء مختلفة.
يؤلمنا حقا. انه وبعد الدمار الكبير الذي حل بالقطاع قبل أربعة اعوام، وبعد القتل الشنيع الذي أودى بحياة الآلاف من ابناء شعبنا، وجرح عشرات الآلاف ودمر اكثر من ثلاثين الف منزل. وقبل أن تلتئم الجراح من ذلك العدوان، وقبل ان نستكمل عملية العلاج لجرحانا، واعادة اعمار ما تم تدميره، تعود الدائرة من جديد لتفعل فعلتها بالفلسطيني: تقتل وتدمر، حيث يستباح دمه وبيته ويحلل قتل أطفاله ونسائه، وكأننا لم نستخلص العبر والدروس من تلك المأساة لنكون شاهدين على حدوث مأساة أخرى.
وسؤالي: أكان بإمكان الإحتلال الإسرائيلي وقوته العسكرية ان يتجرأ على إعادة عدوانه على القطاع وكأن شيئا لم يحدث بعد عدوانه الأخير لولا قناعته أن فعلا لم يطرأ أي تغيير على الوضع بصورته العامة، لكن نقول لهم أن العرب اليوم ليسوا بعرب أمس.
هذا وقد وسعت قوات الإحتلال من نطاق عدوانها وشرعت في توسيع دائرة استهداف المدنيين داخل منازلهم في تعمد لقتل المدنيين،فحتى الأهداف التي تدعي قوات الإحتلال مشروعة استهدافها كمراكز الشرطة تفضي الى تدمير كبير في المنازل السكنية وتفضي الى قتل العشرات داخل منازلهم. ما يشير الى تعمد استهداف المدنيين بإستخدام قوة غير متناسبة مع الهدف المراد تحقيقه بالرغم من الهدف نفسه يشكل جريمة حرب لأن الحديث عن قصف مراكز شرطة مدنية تقوم بواجب حفظ الامن والنظام.
وتشير احصائية الحرب على غزة حتى صباح اليوم السابع من العدوان 20/11/2012 بالأضرار التي لحقت بالسكان الى ارتفاع اعداد الضحايا حيث بلغ عدد الشهداء 118 ، من بينهم 28 طفلا، 18 نساء، و17 شيوخ، والجرحى 900 من بينهم 285 طفل و255 نساء وشيوخ. وبلغ عدد الغارات الجوية اكثر من 1200 غارة جوية وعدد الصواريخ التي اطلقت على غزة ما يقارب 2000 صاروخ. واكثر من 850 منزل ومنشاة خاصة تم تدميرهم.
ايها السادة،
ان الحكومة الاسرائيلية تشن على الشعب الفلسطيني حربا بوسائل مختلفة، في مواقع مختلفة، فهناك الحصار والاستيطان وتهويد القدس، والاعتقالات، والسيطرة على الموارد الطبيعية واعتبار اعتراف الامم المتحدة بفلسطين دولة مراقبة غير عضو بأنه إرهاب دبلوماسي ضد إسرائيل، وهي تعمل بكافة الوسائل على منعه، وتهدد مسبقا بإجراءات عقابية ضد السلطة الفلسطينية. وكل ذلك يشكل تحديا سافرا للشرعية الدولية ولمرجعيات عملية السلام.
الشعب الفلسطيني بمختلف فئاته يريد ان يتحرر من الاحتلال. اما اسرائيل فإنها تهاجم من يقول انه يطلق الصواريخ. وتهاجم كذلك من يقول لنه ذاهب الى الامم المتحدة. فهي ترفض بسياستها عمليا حل الدولتين. وهذا وضع يعني ديمومة الصراع وربما انتقاله الى ابعاد أخطر. وعليه فإن المطلوب ممن يريدون حقا الحصول على تهدئة شاملة ونهاية لهذا الصراع الدامي:
- ان يفرضوا على اسرائيل تنفيذ قرارات الشرعية الدولية.
- ان يتوقفوا عن التعاطي مع إسرائيل بصفتها دولة فوق القانون.
- على المجتمع الدولي الضغط على إسرائيل لرفع حصارها الظالم والمتواصل عن القطاع.
- ونطالب المجتمع الدولي بالمساعدة على فتح جميع معابر القطاع دون تحديد او تعيين او استثناءات.
- كما ندعو المجتمع الدولي ونحثه على وجه الاسراع في توفير الاحتياجات الضرورية والطارئة للقطاع خاصة الدوائية والطبية والاغذية والمستلزمات الاساسية.
- كما اننا نتوجه الى اوكرانيا وخاصة السيد الرئيس فيكتور يانوكوفيتش بالتدخل والضغط على اسرائيل لوقف هذا العدوان على شعبنا.
- كما نهيب بكل منظمات المجتمع المدني في اوكرانيا يالقيام بمساعدة شعبنا من خلال العمل مع منظمات المجتمع الدولي لفضح سياسة اسرائيل وعدوانها ضد شعبنا.
وكما اننا نطالب:
- المجتمع الدولي وبشكل خاص الرباعية الدولية لعقد اجتماع طاريء لبحث مجريات هذا العدوان الغاشم، واتخاذ كافة الاجراءات لوقفه فورا. وفرض التهدئة على سلطات الاحتلال الاسرائيلي، وتحميل الحكومة الاسرائيلية كامل المسؤولية عن مجازرها ضد اهلنا في القطاع ومحاسبتها وفقا للقانون الدولي.
- كافة الدول بالتحرك السريع والتدخل وممارسة الضغط على الحكومة الاسرائيلية لوقف العدوان فورا ودعم التوجه الفلسطيني للجمعية العامة للامم المتحدة للحصول على دولة غير عضو لفلسطين.
وفي النهاية، ان هذا العداون الاسرائيلي ليس الاول. زحتى وان توقف العدوان وحصلت تهدئة وتوقف اطلاق الصواريخ من غزة كما تدعي اسرائيل فإن المشكلة الاساسية تبقى قائمة وهي الاحتلال الإسرائيلي غير الشرعي للأراضي الفلسطينية، وحرمان الشعب الفلسطيني من ممارسة حقه في تقرير المصير واقامة دولة مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
لذلك نحن ذاهبون الى الامم المتحدة في 29 نوفمبر من الشهر الجاري للحصول على صفة دولة غير عضو.
ان ردود الفعل الهستيرية الاسرائيلية على توجهنا هذا سببه تمسكهم بإستمرار الاحتلال والضغوط التي تمارس علينا هذه الايام من اطراف عديدة تهدف الى التراجع عن هذا الطلب الحق. ولكننا لن نتراجع، نحن ذاهبون في نوفمبر نقولها ونسأل كل من يتبنى الموقف الاسرائيلي: الستم ضد الاستيطان؟ الم تصوتوا في مجلس الامن وفي الجمعية العامة للامم المتحدة ضد قرار اسرائيل الاحادي لضم القدس؟ الم تصوت الامم المتحدة على القرار 194 الذي يضمن حق عودة اللاجئين الى ديارهم؟ الستم من ايد حل الدولتين وانهاء الاحتلال الذي وقع عام 67؟ بماذا يضركم انضمام فلسطين الى مجتمع الامم التي تحتكم الى القانون الدولي؟
الا يحق للشعب الفلسطيني ان يعيش في امن وسلام كباقي شعوب العالم؟
وشكرا
المصدر : أوكرانيا بالعربية