الدعاية الروسية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا

دور وسائل الإعلام الروسية في نشر الرسائل الدعائية باللغة العربية
كييف / أوكرانيا بالعربية / منذ بداية الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا، كثفت موسكو جهودها لتوسيع نفوذها في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من خلال تعزيز أنشطتها الدعائية باللغة العربية. وتلعب وسائل الإعلام الحكومية دورًا رئيسيًا في هذا الإطار، لا سيما قناتا "آر تي العربية" و"سبوتنيك العربية". وقد ارتفع تواتر منشورات النسخة العربية من "آر تي" على وسائل التواصل الاجتماعي بنسبة 30-35٪، فيما زادت منشورات "سبوتنيك" بنسبة 80٪.
تشمل الأهداف الرئيسية للدعاية الروسية في المنطقة نشر المشاعر المعادية للغرب، وتعزيز الصورة الإيجابية لروسيا، وتبرير السياسة الخارجية العدوانية للكرملين. كما يعمل المؤثرون على تصوير الغزو الروسي في عام 2022 على أنه حرب ضد "الهيمنة الغربية" ومحاولة لإقامة عالم متعدد الأقطاب أكثر عدالة.
تنشط وسائل الإعلام الحكومية الروسية، بما في ذلك قناتا الدعاية الدولية "آر تي" و"سبوتنيك"، في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
منذ 24 فبراير 2022، أصبحت النسخة العربية من قناة "آر تي" واحدة من بين ثلاث قنوات تلفزيونية الأكثر شعبية في ست دول عربية: مصر، المغرب، السعودية، الأردن، الإمارات والعراق. ووفقًا لمركز الامتياز للاتصالات الاستراتيجية التابع لحلف الناتو، اكتسبت قناة "آر تي العربية" منذ ذلك الحين 10 ملايين مستخدم جديد. تهدف بعض أنشطة وسائل الإعلام الحكومية الروسية إلى نشر نظريات المؤامرة بين جماهير المنطقة. فقد كانت ثلاثة من بين أكثر ستة منشورات عربية رواجًا على منصة "إكس" بين 3 و12 مارس 2022 تتعلق بنظريات المؤامرة حول المختبرات البيولوجية الأمريكية السرية في أوكرانيا، وهي ادعاءات روجت لها وزارة الدفاع الروسية.
بثت "آر تي" تصريحات مضللة وكاذبة للجيش الروسي، زاعمة أن روسيا في حالة حرب مع الولايات المتحدة في أوكرانيا، وأن الروس والعرب لديهم "أعداء مشتركون". كما اختلق مروجو الدعاية الروسية روايات عن شركات غربية يُزعم أنها تجري تجارب على الروس في مختبرات بماريوبول، ونشروا معلومات تدعي أن 70% من القوات المسلحة الأوكرانية هم مرتزقة أجانب. وقد صوّر مراسلو "آر تي العربية" احتلال الأراضي الأوكرانية على أنه "تحرير"، كما مجّدوا القوات المسلحة الروسية.
لجأت وكالة "سبوتنيك العربية" أيضًا إلى التلاعب وانتهاك المعايير الصحفية والترويج لنظريات المؤامرة، بما في ذلك نشر معلومات كاذبة عن فرار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى بولندا في بداية الغزو الروسي الشامل، وادعاء أن روسيا، على عكس الدول الغربية، تسعى لتجنب اندلاع حرب عالمية ثالثة.
تبذل وسائل الإعلام الروسية جهودًا نشطة للاندماج في الفضاء الإعلامي الإقليمي وإنشاء شبكة تعاون. فعلى سبيل المثال، في عام 2024، وقّعت قناة "آر تي" مذكرة تعاون مع قناة الاتحاد الإماراتية، وقناة صدى البلد المصرية، ووكالة الأنباء الأردنية "بترا"، وموقع الوطن البحريني. وبالإضافة إلى ذلك، يسعى ممثلو وسائل الإعلام الروسية إلى بناء علاقات شخصية مع المسؤولين من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لا سيما من خلال دعوتهم لزيارة غرف الأخبار في القناة أثناء زياراتهم الرسمية إلى روسيا.
كما تنتج قناة "آر تي" بنشاط أفلامًا وثائقية خاصة بها، بما في ذلك سلسلة أفلام بعنوان "جسور إلى الشرق"، التي تركز على تاريخ العلاقات بين روسيا الاتحادية والدول العربية منذ عهد الاتحاد السوفيتي وحتى يومنا هذا. تهدف "جسور إلى الشرق" إلى تحسين صورة روسيا لدى الجمهور العربي وتعزيز الروابط الإيجابية مع المجتمع الروسي.
المصدر: أوكرانيا بالعربية