الاتحاد الأوروبي يدعو دول مجموعة السبع لدعم سقف سعري جديد للنفط الروسي
أعلنت المفوضية الأوروبية عن رغبتها في تنسيق آلية جديدة لتحديد سعر النفط الروسي ضمن الحزمة 18 من العقوبات، داعية دول مجموعة السبع للانضمام.
كييف/أوكرانيا بالعربية / أعلنت المفوضية الأوروبية، اليوم 22 تموز/يوليو، عن رغبتها في توسيع التنسيق مع دول مجموعة السبع بشأن آلية جديدة وديناميكية لفرض سقف سعري على النفط الروسي، تم تضمينه في الحزمة الثامنة عشرة من العقوبات الأوروبية ضد روسيا. جاء ذلك على لسان المتحدث التجاري باسم المفوضية الأوروبية أولاف جيل، خلال إحاطة إعلامية في العاصمة البلجيكية بروكسل، نقلها مراسل قناة FREEDOM التلفزيونية.
وقال جيل:"نحن نعتزم مناقشة آلية السقف السعري الجديدة مع شركائنا في مجموعة السبع. لقد بدأنا هذا النقاش بالفعل أثناء صياغة التعديلات، وهدفنا هو التوصل إلى اتفاق مشترك بشأن مستويات السقف الجديدة. نأمل أن تنضم بقية الدول الأعضاء إلى هذه الآلية بمجرد اعتمادها رسميًا."
وفي هذا السياق، أعلنت المملكة المتحدة الجمعة الماضية عن نيتها الانضمام إلى النظام الجديد لتحديد سقف الأسعار، مما يُعزز من الجهود الرامية إلى خفض عائدات الكرملين من صادرات الطاقة التي تُستخدم في تمويل عدوانه العسكري على أوكرانيا.
الصمت الأوروبي بشأن فرض رسوم أمريكية ثانوية على مشتري النفط الروسي
وعند سؤاله عن موقف الاتحاد الأوروبي من المبادرة الأمريكية الجديدة التي أعلن عنها وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسانت، والمتعلقة بفرض رسوم جمركية ثانوية على الدول التي لا تزال تستورد النفط الروسي، امتنع جيل عن تأكيد الدعم الأوروبي المباشر للمقترح.
وقال في هذا الصدد: "الولايات المتحدة تحدثت عن هذه الإجراءات، لكنها لم تبدأ بتنفيذها بعد. وبالتالي، لن نخوض في التفاصيل في الوقت الراهن."
وكان بيسانت قد صرّح مؤخرًا بأن الولايات المتحدة تتوقع انضمام الاتحاد الأوروبي إلى هذه المبادرة، التي تهدف إلى معاقبة الدول التي تُبقي قنوات التصدير الروسية مفتوحة رغم العقوبات، وذلك عبر فرض رسوم جمركية عقابية ثانوية.
تحليل: من سقف السعر إلى العقوبات الثانوية – تشديد الخناق على آلة الحرب الروسية
يمثل السقف السعري الجديد الذي تقترحه المفوضية الأوروبية مرحلة متقدمة من القيود الاقتصادية الغربية على روسيا، تهدف إلى منع موسكو من إعادة توجيه صادراتها النفطية إلى أسواق بديلة عبر التلاعب بالأسعار والوسطاء.
لكن ما زال هناك خلاف تكتيكي واضح بين واشنطن وبروكسل بشأن درجة التشدد التي يجب أن تُمارَس على الدول غير المشاركة في العقوبات، خاصة تلك التي تستفيد من النفط الروسي بأسعار مخفضة، مثل الهند والصين وتركيا.
في حين تميل واشنطن إلى نهج العقوبات الثانوية والضغوط الاقتصادية المباشرة على تلك الدول، يُفضّل الاتحاد الأوروبي، في الوقت الحالي، الحفاظ على آليات التنسيق داخل مجموعة السبع وتوسيع قاعدة الدعم الطوعي، دون اللجوء إلى المواجهة الاقتصادية.
رسالة أوكرانيا: لا بد من اتخاذ خطوات ملموسة لكبح تدفق الأموال إلى الكرملين
من وجهة نظر أوكرانية، فإن أي محاولة لتعزيز آلية السقف السعري يجب أن تُقترن بإجراءات رقابية صارمة وتنفيذ فعّال، بما في ذلك توسيع نطاق العقوبات لتشمل الوسطاء والجهات التي تُسهل عمليات النقل والشراء.
ففي ظل استمرار العدوان الروسي على الأراضي الأوكرانية، تظل عائدات الطاقة حجر الزاوية في تمويل آلة القتل والدمار الروسية. وكل يوم يُسمح فيه لروسيا ببيع نفطها بحرية هو يوم تتجدد فيه المأساة على الأرض الأوكرانية.
وعليه، تدعو أوكرانيا شركاءها في الاتحاد الأوروبي ومجموعة السبع إلى توحيد الصفوف، وتوسيع آليات الضغط الاقتصادي، وإغلاق جميع الثغرات التي تسمح للكرملين بالالتفاف على العقوبات.
الحياد لم يعد خيارًا، والسكوت عن المشترين السريين للنفط الروسي يعني مشاركتهم غير المباشرة في العدوان.
المصدر: أوكرانيا بالعربية