الصلاة في الأسر..أوكرانيا تحترم حرية ومعتقدات الأسرى المسلمين

الشيخ سليمان خير الله: مشاركة الشيشانيين والكبرديين والداغستانيين في الحرب ضد أوكرانيا تتعارض مع المعتقدات الدينية للمسلمين
كييف/ أوكرانيا بالعربية/ قام رئيس جمعية المسلمين الأوكرانيين الشيخ سليمان خير الله (خيراللاييف)، وآدم، وهو من قدامى المحاربين في حروب الشيشان وعضو في جهاز الاستخبارات العسكرية لجمهورية إيشكيريا، بزيار إلى معسكر أسرى الحرب لإجراء مقابلات مع ممثلي الجنسيات القوقازية المحتجزين في أوكرانيا.
وكان الهدف الرئيسي من زيارتهما هو فهم دوافع الشيشانيين والكبارديين والداغستانيين الذين يوافقون على القتال في الجيش الروسي في الحرب ضد أوكرانيا، وإثبات أن هذه الأفعال تتعارض مع المعتقدات الدينية للمسلمين، والتأكيد على أن المشاكل المالية أو الرغبة في تبييض السجل الجنائي لا تُبرر المشاركة في حرب وقتل مواطني دولة أخرى.

وتجدر الإشارة إلى أن أسرى الحرب شاركوا في المقابلات طواعيةً تمامًا.
وذكّر الشيخ سليمان خير الله أسرى الحرب الروس بقول النبي محمد صلى الله عليه وسلم: " كلُّ بني آدم خَطَّاءٌ، وخيرُ الخَطَّائِينَ التوابون".
وأشار إلى أن الهدف من هذه المحادثة ليس أن نقول لهم: "أنتم سيئون"، بل تقديم الدعم لأسرى الحرب المسلمين من مسلمي أوكرانيا، لأن إيمان الجميع يزيد وينقص، ويقوى ويضعف.
وقال خير الله: "لقد عانى الكثير من المسلمين هنا، وعانت مساجد كثيرة بسبب روسيا المعادية، التي احتلت أراضيكم يومًا ما".
وأشار آدم إلى أن معظم الرجال الذين قابلهم لم يحصلوا إلا على تعليم ثانوي، ووضعهم الاجتماعي والاقتصادي منخفض المستوى، مما يسهل السيطرة عليهم. في هذا السياق، خاطب آدم أسرى الحرب، قائلاً إن "نظام بوتين وقديروف" حرمهم من التعليم العالي لأنه لم يكن بحاجة إلى الداغستانيين والشيشان والكبارديين وغيرهم.
وأضاف آدم: "بالنسبة لهم، كنا تشوركي وسنظل تشوركي" (تشوركا هو مصطلح عرقي، ووصف عنصري وازدرائي مهين لممثلي شعوب القوقاز أو آسيا الوسطى وهو أحد مصطلحات خطاب الكراهية، وهو مفهوم اجتماعي ثقافي في التمثيلات النمطية، يُصوَّر المهاجرون الذين يتحدثون الروسية بشكل سيء ولا يتصرفون وفقًا للمفاهيم المحلية)، مشيرًا إلى أن أي شخص شريف لن يتطوع للحرب، مستشهدًا بالقروض ونقص المال كمبررات.
وفي حديثه مع أسرى الحرب المسلمين من جمهوريات القوقاز، أشار آدم إلى أن النظام الروسي لن يتراجع، وسيواصل حروبه القذرة حتى هزيمته.
وبعد استعراض موجز للتاريخ، واستذكار قمع الشعوب القوقازية خلال الحقبتين القيصرية والسوفييتية، وسرده لمجاعة هولودومور في أوكرانيا عامي 1932-1933، أكد آدم أن "التاريخ يعيد نفسه اليوم، لأن النظام لا يزال على حاله".

وأضاف: "أولئك الذين قدموا إلى هنا محتلون. الأوكرانيون لم يأتوا إلينا؛ إنهم بحاجة إلى أرضهم؛ لا يريدون العيش في ظل نظام روسي مستعمر... إنهم شعب مجتهد، لا يتدخل، لكنهم لن يتخلوا عن أرضهم؛ إنها مسألة وقت فقط".
وأخبر آدم أسرى الحرب عن العديد من الجنود الروس الجرحى الذين أنقذ الأوكرانيون أرواحهم، وتلقوا الرعاية الطبية اللازمة.
ودعا أسرى الحرب الروس إلى العودة إلى رشدهم، وبعد إطلاق سراحهم، إلى التوبة الصادقة والسعي لعدم العودة إلى أوكرانيا. قال آدم: "الفرص ضئيلة للغاية، فخلافًا للأوكرانيين، لا يصل الأسرى الروس حتى إلى ديارهم عبر موسكو؛ بل يُعادون ويُزجّون في الهجمات "وقودا للمدافع". لذا فهم لا يُقدمون معلومات، ولا ينقلون هذه الرسالة التي أقولها لكم اليوم. حتى لا تنقلوا الحقيقة للناس".
كما أخبر أسرى الحرب عن برنامجي "أريد أن أعيش" و"أريد أن أجد" الموجودين في أوكرانيا، واللذين يُتيحان للجنود الروس إنقاذ أرواحهم، ويُتيحان لأقارب الروس المفقودين تقديم استفساراتهم وتلقي رد من الجانب الأوكراني.
وفي الختام، ناشد آدم جميع شعوب القوقاز حماية أبنائهم من هذه الحرب القذرة وغير الضرورية. وأشار إلى أنه تم تسجيل 20 ألف مفقود من القوقاز حتى الآن، وأشار إلى أن روسيا ترفض تبادل القوقازيين الأسرى في أوكرانيا.

وقال: "لا تسمحوا لأولادكم بالمشاركة في الحرب، أرسلوهم إلى أي مكان تريدونه: إلى تركيا، إلى مصر... أتفهم صعوبة الوضع المالي، لكن من الأفضل أن يموتوا جوعاً في مكان ما في تركيا بدلاً من أن يقفوا هنا اليوم، مذلولين، مطأطئي الرأس... اليوم لا تزال هناك فرصة لأولئك الذين لم يرسلوا أبنائهم ليكونوا وقوداً للمدافع... فكّروا مرة أخرى".
المصدر: أوكرانيا بالعربية
