وكالة الطاقة الدولية: روسيا لن تستأنف تكرير النفط قبل منتصف 2026

خبراء الوكالة يحذرون من تبعات هجمات الطائرات المسيّرة والعقوبات على إنتاج الوقود الروسي ويعدّون سيناريوًّا مقلقًا حتى حزيران/يونيو 2026

كييف/أوكرانيا بالعربية/ أظهر تقرير لوكالة الطاقة الدولية نشر في 14 أكتوبر/تشرين الأول 2025 أن عواقب الضربات المتكررة التي تستهدف مصافي النفط الروسية، بالإضافة إلى حزمة عقوباتٍ جديدة وقواعد سوقية للحدّ من واردات المنتجات المكررة من روسيا، ستُبقي قدرة موسكو على تكرير النفط مُقيّدة حتى منتصف عام 2026 على الأقل.

وأشار التقرير إلى أن عواملَ متعددة — بينها هجمات الطائرات المسيّرة التي ألحقت أضرارًا بمصافي ومخازن ووسائط اللوجستيات النفطية، إلى جانب تبعات العقوبات وقيود سعرية — أدّت إلى تراجعٍ ملموس في تحويل النفط الخام إلى منتجات نفطية نهائية (كالبنزين والديزل). ورغم ارتفاع إنتاج النفط الخام الروسي إلى نحو 9.21 مليون برميل يوميًا في سبتمبر/أيلول (زيادة 180 ألف برميل يوميًا عن أغسطس/آب)، فإن الإمكانيات التحويلية لروسيا انخفضت؛ إذ خفّضت الهجمات من إنتاج الوقود بنحو 500 ألف برميل يوميًا، بحسب تقديرات الوكالة.

وتوقّع خبراء الوكالة أن مستوى إنتاج الوقود في روسيا سيبقى عند حدود 4.95–4.99 مليون برميل يوميًا حتى حزيران/يونيو 2026 في أفضل السيناريوهات، مع احتمال ارتفاع تدريجي لاحق إلى نحو 5.4 مليون برميل يوميًا إذا تيسّرت شروط الإصلاح وعودة المنشآت المتضررة إلى الخدمة، وهو ما يعتمد على مقتضيات فنية وقانونية وسياسية عدة.

وأوضح التقرير أن التعافي الفعلي في طاقة التكرير الروسية يواجه ثلاث عراقيل رئيسية:

الأضرار المادية المتكررة التي تُصيب مصافي التكرير ومحطات التخزين والأنابيب نتيجة ضربات الطائرات المسيّرة والهجمات الدقيقة.

القيود والعقوبات الدولية التي تُعقّد استيراد معدات الإصلاح والقطع التبادلية المتقدمة، وتحدّ من قدرة الشركات الروسية على الوصول إلى شبكات التوريد العالمية.

قواعد سوقية جديدة في أوروبا (وسقف السعر على النفط الروسي) تقوّض قدرة روسيا على تصدير المنتجات المكررة إلى أسواقها التقليدية، ما يضغط على الجدوى الاقتصادية لإصلاح كامل سريع للقدرات المتضررة.

وكان التقرير قد عدّد آثارًا ملموسة على الداخل الروسي، بينها نقص محلي في بعض المنتجات البترولية وارتفاع أسعار النقل والطاقة، ما يُفاقم الضغوط الاجتماعية والاقتصادية في مناطق عدة داخل روسيا.

وفي سياق متصل، ركّز محلّلون دوليون على أن الهجمات على البنية التحتية النفطية الروسية تُتيح لأوكرانيا وشركائها فرصةً لزيادة الضغط الاقتصادي على موسكو. وذكرت تصريحات سابقة لديفيد بترايوس، المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، أن النجاحات في استهداف المصافي وموارد الطاقة الروسية قد تفتح "نافذة حقيقية" للإضرار بالقدرة العسكرية واللوجستية لموسكو إذا استمرّت تلك الضربات وتزامنت مع إجراءات اقتصادية وسياسية من المجتمع الدولي.

خلاصة التقرير: التوقع الحالي لوكالة الطاقة الدولية يُشير إلى أن عودة طاقة تكرير روسيا إلى مستوياتها السابقة ليست متوقعة قبل منتصف 2026، وأن استمرار الضغوط — العسكرية منها والاقتصادية — سيُبقي على ضغوط في أسواق المنتجات المكررة محليًا وإقليميًا حتى زوال أسباب التعطّل أو تيسّر الوصول إلى قطع الغيار والاستثمارات اللازمة.

المصدر: أوكرانيا بالعربية

Share post:
Read also
سياسة
عريضة تطالب بسحب الجنسية من رئيس بلدية أوديسا تجمع 25 ألف توقيع خلال 24 ساعة
تروخانوف: لم أحمل الجنسية الروسية قط
سياسة
رئيس أوكرانيا يكلف قائد الجيش بالنظر في إنشاء إدارة عسكرية لمدينة أوديسا
السلطة الأوكرانية تبحث تطبيق الإدارة العسكرية في مدينة أوديسا
سياسة
فولوديمير فيسينكو: رهان روسيا على حرب الاستنزاف قد فشل
أكد الخبير السياسي فولوديمير فيسينكو أن رهان الكرملين على حرب الاستنزاف ضد أوكرانيا لم يحقق نتائجه، مشيرًا إلى أن الاقتصاد الروسي بدأ ينهار وأن الضربات الأوكرانية على البنية التحتية النفطية في روسيا تُحدث أثرًا ملموسًا.
سياسة
ترامب يكشف تفاصيل اجتماع الساعات الخمس بين مبعوثه الخاص وبوتين
الرئيس الأمريكي يُعرب عن دهشته من طول اللقاء غير المتوقع بين مبعوثه ستيف ويتكوف والرئيس الروسي
Main news
Articles
“The short memory of the Russian bear”
Europe
Russia Violates the Geneva Conventions. Executions and Torture of Ukrainian Prisoners of War
Ukraine
MAIN POSITIONS OF INFORMATION RESPONSE EXPLAINING COMPLEX THINGS IN SIMPLE WORDS
Look for us on Facebook
Look for us on Twitter

© Ukraine in Arabic, 2018. All Rights Reserved.