الإيكونوميست: كانت أوكرانيا وروسيا تناقشان بالفعل اتفاق سلام حتى قام ويتكوف بتعطيل العملية
وتقول المجلة إن "الفوضى والجهل" يسيطران على إدارة ترامب، مما يتسبب في تأرجح السياسة الأمريكية تجاه روسيا من طرف إلى آخر
كييف/ أوكرانيا بالعربية/ انتهى الموعد النهائي للإنذار الذي وجهه دونالد ترامب للكرملين . ولكن بدلاً من العقوبات الموعودة على موسكو، أعلن البيت الأبيض عن لقاء بين زعيمي الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا في ألاسكا. وجاء هذا نتيجةً لأجواء "الفوضى والجهل" السائدة في إدارة ترامب، وفقًا لما ذكرته صحيفة الإيكونوميست .
يرى كاتب المقال أن قمة ألاسكا، بدلًا من العقوبات القاسية، تُعدّ انتصارًا واضحًا لبوتين. ومع ذلك، أشار الصحفي إلى أن عملية السلام قد تطوّرت على الأرجح.
علمت صحيفة الإيكونوميست أن بوتين اقترح وقفًا محدودًا لإطلاق النار جوًا وبحرًا قبل القمة. وتشير مصادر إلى إمكانية تحقيق تقدم أكبر عند التوصل إلى مجموعة أوسع من الاتفاقات التي تحدد الشكل النهائي لتجميد الصراع. ومع ذلك، لا تزال هناك اختلافات كبيرة بين مواقف أوكرانيا وروسيا وأمريكا، بالإضافة إلى شكوك حول نوايا بوتين الحقيقية، وفقًا للصحيفة.
ويشير الصحفيون إلى أن هناك حاليا عدة وثائق مختلفة تتضمن مقترحات لاتفاقية السلام، وهو ما يسبب بعض الارتباك عندما يتم تسريب أجزاء مختلفة من هذه المقترحات المنفصلة إلى الصحافة.
وفقًا لصحيفة الإيكونوميست، قبل زيارة ستيف ويتكوف إلى موسكو، كانت أوكرانيا وروسيا تتبادلان مسودات وثائق يوميًا. وتضمنت إحداها، من بين بنود أخرى، وقفًا للأعمال العدائية على خط التماس الحالي دون الاعتراف بالسيادة الروسية على الأراضي المحتلة، مع بعض القيود المتبادلة على حجم القوات المسلحة. وقد استثنت هذه الوثيقة عضوية أوكرانيا في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، لكنها تركت باب العضوية في الاتحاد الأوروبي مفتوحًا لها.
لكن محادثات ويتكوف مع بوتين قلبت هذه المقترحات رأسًا على عقب. ووفقًا لصحيفة الإيكونوميست، خلال اجتماع استمر ثلاث ساعات مع الديكتاتور الروسي، اقترح المبعوث الأمريكي إعادة دمج روسيا في الاقتصاد العالمي، بما في ذلك رفع العقوبات وإنهاء القيود المفروضة على تجارة الهيدروكربون. في المقابل، أفادت التقارير أن بوتين عرض وقف الأعمال العدائية بشرط انسحاب أوكرانيا طواعيةً إلى الحدود الإدارية لمنطقتي دونيتسك ولوغانسك.
وكما يشير كاتب المقال، من غير الواضح حاليًا ما إذا كان ويتكوف قد نسّق مقترحاته مع الأوكرانيين، أو حتى مع جميع الشخصيات الرئيسية في البيت الأبيض. ووصف مصدر مطلع تحدث معه مؤلف المنشور العملية بأنها "مُضلّلة".
كما يشير كاتب المقال، هناك صراع داخلي مستمر داخل إدارة ترامب بين مجموعة ويتكوف المزعومة تأييدها لروسيا ومجموعة كيث كيلوغ المزعومة تأييدها لأوكرانيا. ونتيجةً لذلك، فإن سياسة إدارة ترامب بشأن الحرب في أوكرانيا لا تُحددها الحقائق العسكرية فحسب، بل أيضًا "الفوضى والجهل وصراعات الأنا" في البيت الأبيض، وفقًا لما ذكرته صحيفة الإيكونوميست.
بينما انصت ترامب في البداية إلى المجموعة الموالية لروسيا، مال مؤخرًا نحو المجموعة الموالية لأوكرانيا. وصرح مصدر أوكراني للصحفيين بأن المقترحات الأمريكية الأخيرة تبدو مزيجًا من رؤى كلا المعسكرين للوضع.
المصدر: أوكرانيا بالعربية
