صحيفة التلغراف: لقد خان ترامب أوكرانيا والغرب، والنظام العالمي لعام 1945 قد دُمر أخيرًا
إذا أُجبرت أوكرانيا حقاً على تقديم التنازلات وتم رفع العقوبات عن روسيا، فسوف يرى كل دكتاتور على هذا الكوكب أن العدوان أصبح الآن مكافأً
كييف/ أوكرانيا بالعربية/ ربما تناقش الولايات المتحدة الامريكية وروسيا تفاصيل الأراضي التي لا يزال على أوكرانيا التخلي عنها ليتركها المعتدي وشأنها ، أو على الأقل ليعدها بالسلام. من جانب الولايات المتحدة الأمريكية، يُعد هذا خيانةً واضحةً لأوكرانيا وللعالم الديمقراطي بأكمله، مما يجعل كوكبنا مكانًا بالغ الخطورة. وقد عبّر الكاتب دانيال هانان عن هذا الرأي في صحيفة التلغراف .
ويؤكد أن إنجازات ترامب الدبلوماسية الأخيرة تُعدّ "هزيمةً مُباشرةً" ليس لأوكرانيا فحسب، بل أيضًا للقيم الديمقراطية الغربية عمومًا، التي جلبت منافع جمة للبشرية على مدى الثمانين عامًا الماضية. والآن، يدخل العالم عصرًا جديدًا.
يكتب حنان: "العدوان يُكافأ. الحدود تُغيّر بالقوة. ديكتاتورية هشة هزمت تحالفًا غربيًا يبلغ اقتصاده الإجمالي أربعين ضعف اقتصادها".
وبحسب الصحفي، فإن الكرملين هو الذي اقترح ألاسكا كمكان للمفاوضات مع ترامب: لإظهار أن بوتين ضيف مرحب به في الولايات المتحدة الأمريكية، وأن كل الاهتمام منصب عليه.
على الرغم من أن تفاصيل الاتفاقيات الأولية بين الكرملين والبيت الأبيض لا تزال مخفية حتى يومنا هذا، فقد تسربت الخطوط العريضة العامة إلى الصحافة: لن تحتفظ روسيا بالأراضي الأوكرانية المحتلة بالفعل فحسب، بل ستحصل أيضًا على تلك التي لم تتمكن من الاستيلاء عليها؛ بالإضافة إلى ذلك، سيتم رفع العقوبات المفروضة على روسيا، وستخسر أوكرانيا المساعدات العسكرية الأمريكية.
"تشكل هذه التنازلات انتصارا هائلا لروسيا، بغض النظر عما يتم اتخاذه بشأن تطلعات أوكرانيا للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، أو الاعتراف الرسمي بالسيادة الروسية على شبه جزيرة القرم، أو المكان الدقيق الذي سيتم فيه تجميد الحدود"، كما كتب الكاتب.
ويرى هانان أن اتفاق السلام هذا يمثل هزيمة استراتيجية للغرب، مذكرا بأن أوروبا تدعم أوكرانيا ليس من باب التعاطف البسيط، بل لأن روسيا انتهكت بشكل صارخ مبادئ التعايش بين الدول في العالم الحديث، المكتوبة بدماء الحروب العالمية.
عندما يحصل بوتين على معظم غنائمه، سيفهم كل ديكتاتور أحمق في العالم هذا. حلف الناتو، أقوى تحالف في العالم، لن يحمي أيًا من أصدقائه. انتهى النظام القديم. شيء بارد ومظلم قادم لا محالة، كما يختتم الصحفي.
المصدر: أوكرانيا بالعربية
