شعوب أوكرانيا الأصلية..من هم تتار القرم؟
كييف/ أوكرانيا بالعربية/ الأصدقاء والمتابعين الكرام، في مقالنا هذا نود تعريفكم بنبذة حول أحد الشعوب الأصيلة في أوكرانيا – وهو شعب تتار القرم، وعن خصوصياته وتاريخه وتقاليده وديانته ونشأته
- الأصل والنشأة
يعود تشكل التاريخ العرقي لشعب تتار القرم في شبه جزيرة القرم الأوكرانية الى آلاف السنين. فقد كان التافريون، والسيميريون، والسكيثيون، والسارماتيون، والآلان، والهيلينيون، والقوط، والهون، والخزر، والبيشنغ، والكيبشاك، والإيطاليون والعديد من الشعوب الآخرى أسلافًا مباشرين لتتار القرم المعاصرين. حيث قدموا جميعا مساهمتهم الجينية الهامة ووضعوا الأساس للأمة المستقبلية، التي أسست بالفعل دولتها المستقلة في القرن الخامس عشر.
- التنوع العرقي
على الرغم من الطبيعة المتجانسة لأمة تتار القرم، فهي مقسمة اليوم إلى ثلاث مجموعات عرقية رئيسية: الجبال والسفوح – مجموعة "أورتا يولاك"، وفي السهوب – مجموعة "نوجاي"، والساحل الجنوبي – مجموعة "يالي بويلو". ويختلف ممثلو هذه المجموعات الثلاث فيما بينهم في أشكالهم، وسمات لهجاتهم، وبعض السمات في عاداتهم. حيث يعتبر العامل المهم هو موطن كل مجموعة من المجموعات العرقية الثلاث.
- الديانة
يعتنق تتار القرم الإسلام، وبالذات المذهب السني، وتحتل المعتقدات والممارسات الدينية مكانًا مهمًا في حياة تتار القرم وتؤثر على العديد من جوانب ثقافتهم وأسلوب حياتهم. وتشمل الأعياد الدينية الرئيسية لتتار القرم: شهر رمضان المبارك وعيد الفطر السعيد وعيد الأضحى المبارك.
لقد ساهم شعب تتار القرم حقًا بشكل كبير في تطوير الإسلام في شبه جزيرتهم الأصلية. حيث تم بناء العديد من المساجد وافتتحت العديد من المدارس الدينية على أراضي شبه جزيرة القرم.
- مأساة التهجير
كما هو الحال لكل أمة فهناك صفحات سوداء في تاريخها، فقد عانى شعب تتار القرم مأساة التهجير القسري في ظل الحكم الستاليني بالاتحاد السوفييتي السابق، حين أجبرت السلطات السوفييتية تتار القرم مغادرة منازلهم ثلاث مرات، ولم تكن هذه هي المرة الأولى.
ففي عام 1783، عندما ضمت الإمبراطورية الروسية خانية القرم بعد حروب القرم، اضطر جزء كبير من تتار القرم لترك وطنهم الأصلي إلى أراضي الإمبراطورية العثمانية. وللمرة الثانية، نجا تتار القرم من الترحيل الذي تم تنظيمه من قبل السلطات السوفيتية عام 1944. ثم، في 18 مايو والأيام القليلة التي تلته، حيث تم ترحيل أكثر من 191 ألف مواطن تتاري إلى آسيا الوسطى وبعض المناطق الشمالية الشرقية من روسيا. ثم عادوا إلى ديارهم باستقلال أوكرانيا، وفي المرة الثالثة أُجبر تتار القرم مرة أخرى على مغادرة أراضيهم نتيجة للاحتلال الروسي لشبه جزيرة القرم في عام 2014. ويستمر هذا الترحيل الهجين والتغير الديمغرافي حتى يومنا هذا.
- اللغة
تشكلت لغة تتار القرم في القرنين الرابع عشر والسابع عشر على أساس لغات الكيبتشاك في شبه جزيرة القرم. وهي تنتمي إلى اللغات التركية وتنتمي إلى عائلة اللغات الألطية. ومع وصول الإسلام إلى شبه جزيرة القرم، ظلت لغة تتار القرم تحتوي على نص عربي لمدة سبعة قرون تقريبًا، وقد تم استخدامه حتى عام 1928. وحاليًا، تم إدراج لغة تتار القرم ضمن قائمة اليونسكو للغات المهددة بالانقراض. في الآونة الأخيرة، ظهرت لغة تتار القرم في ترجمة جوجل.
ثقافة المطبخ
يعكس مطبخ شعب تتار القرم تاريخ وتقاليد عريقة، ولكل طبق معنى خاص به وطعم فريد. حيث ان آداب المائدة لتتار القرم متجذرة في التقاليد الشعبية. كما ويشتهر مطبخ تتار القرم بأطباق لذيذة وغير عادية مثل: شيبيركس، يانتيك، شوربا، دولما، سارما، فولتو، شوبان، كباب، بقلاوة، خرابي، بيكميز، لاكشا سيوزميسي، تتار آش، جيشكا، خاشيخ آش، بيلياف وغيرها.
- شخصيات بارزة
في الواقع، تتار القرم هم شعب له تاريخ وثقافة عمرها قرون. من بينهم العديد من الشخصيات البارزة التي قدمت مساهمة كبيرة في مختلف مجالات الحياة، بما في ذلك السياسة والثقافة والفن والرياضة: بكير شوبان زاده، إنفر إسماعيلوف، إسماعيل غاسبرينسكي، أميت خان سلطان، مصطفى جميليف، جمالة، أختم سيتابلاييف و آحرون. لقد فعل هؤلاء الأشخاص الكثير لنشر شعبهم في جميع أنحاء العالم.
لذلك، فإننا نرى أن تتار القرم، باعتبارهم السكان الأصليين لأوكرانيا، هم جزء لا يتجزأ من الأمة السياسية الأوكرانية والمجتمع العالمي، مما يقدم مساهمة كبيرة في تطوير الثقافة والتعليم والروحانية. في منشوراتنا القادمة، سنخبرك بحقائق مثيرة للاهتمام حول حياة السكان الأصليين في أوكرانيا.
المصدر: أوكرانيا بالعربية