المجلس العربي ومجلس تتار القرم يبحثان الموقف الأوكراني تجاه الحرب في غزة

كييف/ أوكرانيا بالعربية/ استقبل قادة مجلس شعب تتار القرم وفدا من المجلس العربي في أوكرانيا لبحث الموقف الأوكراني تجاه الحرب في غزة وتبعياته وانعكاساته على الموقف العربي تجاه الحرب في أوكرانيا خصوصا وعلى مستقبل العلاقات العربية الأوكرانية عموما.

جرى الاجتماع في مقر مجلس تتار القرم بحضور زعيم شعب تتار القرم بطل أوكرانيا مفوض الرئيس الأوكراني لشؤون شعب تتار القرم السيد مصطفى جميلوف ورئيس مجلس تتار القرم الـسياسي والنائب الأوكراني السابق رفعت تشوباروف إلى جانب نخبة من الأعضاء الموقرين . 

وشارك بالوفد العربي د. محمد فرج الله، الأمين العام للمجلس العربي في أوكرانيا، والسادة الأعضاء الممثلين عن المنظمات الاجتماعية العربية د. نعمان بشارات والمهندس خالد إبراهيم أحمد وكذلك د. يحيى الشيخ وآخرين من السادة الموقرين.

أعرب أعضاء الوفد العربي عن عظيم شكرهم وامتنانهم لقادة شعب تتار القرم على إتاحة الفرصة وعلى عقد هذا الاجتماع الهام، مشيدين بالدور البناء لرجال السياسة المسلمين من شعب تتار القرم في الدولة الأوكرانية والذي يرقى لتاريخ نضال شعبهم .

وأطلع أعضاء الوفد العربي ممثلي شعب تتار القرم على الانعكاسات الخطيرة التي نجمت عن تصريحات الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي تجاه الحرب في قطاع غزة الفلسطيني المحاصر، وما تبعتها من بيانات أخرى من مختلف مؤسسات الدولة الأوكرانية والتي كانت منحازة كليا للطرف الإسرائيلي.

وأكد الأمين العام للمجلس العربي د. محمد فرج الله لقادة شعب تتار القرم بأن النسيج العربي كان ولا يزال وسيظل مكوناً وطنيا ومخلصا لوطنه الثاني أوكرانيا. فقد شارك أبناء النسيج العربي في أوكرانيا منذ اليوم الاول للعدوان الروسي بدعم الشعب والجيش الأوكراني على شتى الصعد ووثقت مئات المشاركات العربية في حملات الدعم الإنساني والتبرع المالي والدعم الإعلامي والعسكري لأوكرانيا شعبا وجيشا وحكومة، ومن باب الحرص الشديد على مستقبل أوكرانيا لتكون دوما في خندق الحق والعدالة وتجنب الانزلاق في صراعات تضر بها، كان لا بد من هذا اللقاء لتبين الحقائق.

كما أوضح الأمين العام للمجلس بأن الأوساط العربية تلقت تصريحات الرئيس الأوكراني تجاه الحرب في غزة بصدمة بالغة وتم وصفها في دوائر القرار العربي بـ"المتسرعة واللاحكيمة"، حيث تركت أثرا سلبيا خطيرا على الشعوب العربية والإسلامية، وتم استغلالها من قبل العدو الروسي لتضليل المجتمعات العربية ومحاولة الاصطياد في الماء العكر، وركزت البروباغندا الروسية على تصريحات زيلينسكي بشكل كبير جدا في محاولة لإقناع المواطن العربي والإسلامي بأن أوكرانيا تقف في خندق الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني، الأمر الذي يتنافى مع الحقيقة. 

لكنها من وجهة نظر المجلس العربي ومحلليه الخبراء تعتبر أخطاء في السياسة الخارجية لأوكرانيا وسيكون لها تبعيات خطيرة على العلاقات الأوكرانية العربية الإسلامية إن لم يتم تدارك الأمر، فقد برزت أولى الانعكاسات بخسارة أوكرانيا شعبيتها في الأوساط العربية الإعلامية والاجتماعية، واستغل بوتين هذا الموقف لإدراجه ضمن مفهوم إزدواجية المعايير لدى الغرب لمحاولة العودة وبقوة من جديد للشرق الأوسط.

كما وكان من الانعكاسات تغيب عدد من الدول العربية ودول العالم الجنوبي عن مؤتمر مالطا والذي انعقد نهاية أكتوبر الماضي لحشد الدعم السياسي والدبلوماسي لصيغة السلام الأوكرانية، فبعدما كانت قضية أوكرانيا في صميم اهتمام هذه الدول في قمة جدة، ها هي تتغيب عنها، إذ تتعارض التصريحات الأوكرانية الداعمة لإسرائيل مع جوهر صيغة السلام الأوكرانية الداعية لإنهاء الاحتلال.

كما ودعا المجلس العربي الساسة المحترمين بضرورة العمل على تدارك الموقف عبر إصدار بيانات رسمية جديدة ومواقف تؤكد إدانة أوكرانيا للمجازر التي تُرتكب يوميا بحق الشعب الفلسطيني الأعزل وبحق الأطفال الأبرياء الذين يقتلون بآلة الحرب الإسرائيلية، وضرورة انحياز أوكرانيا للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية وأن يكون موقفها واضحا في التعاطف مع المدنيين الفلسطينيين. 

كما وأطلع وفد المجلس العربي الحضور على نبذة من الظلم التاريخي الذي وقع على الشعب الفلسطيني منذ 106 أعوام، وشدد أنه كان من المفترض على أوكرانيا التأني قبل إصدار أي بيانات حول هذا الصراع الذي يعود بجذوره لبداية القرن الماضي. 

وقدم وفد المجلس العربي مذكرة تتضمن أهم النقاط في هذا السياق مدعومة من القانون الدولي، ليتم رفعها للرئيس الأوكراني لتوضيح الحقائق وتدارك الموقف والتنسيق مع مؤسسات الدولة الأوكرانية في محاولة لتفادي وقوع القيادة الأوكرانية بأي خطأ مشابه مستقبلا.

بدورهم أعرب قادة شعب تتار القرم عن تفهمهم للألم الفلسطيني وقدموا توضيحات لأسباب ربما تكون قد دفعت القيادة الأوكرانية لهذا الموقف، إلا أنهم في الوقت ذاته أكدوا على موقفهم الرافض للعنف بحق المدنيين وأنهم يؤيدون مساعي الشعب الفلسطيني بتحقيق حلمه عبر قيام دولته المستقلة وفق قرارات الشرعية الدولية.

فقد أشار كلا من جميلوف وتشوبارف إلى أن شعب تتار القرم من الشعوب التي عانت الظلم والاضطهاد طيلة القرن الماضي من قبل النظام السوفييتي وأن شعب تتار القرم دوما منتصرا للحقيقة وللمظلومين ولا يقبل أبدا الالتباس في المواقف المبدئية، معربين عن استعدادهم للتعاون فيما يخدم الحقيقة وتطوير العلاقات العربية الأوكرانية والإسلامية.

هذا وتجدر الإشارة إلى أن هذا اللقاء الهام يأتي ضمن مساعي المجلس العربي أوكرانيا في العمل مع المؤسسات الحكومية والأهلية في أوكرانيا لتوضيح المواقف العربية ولتنسيق أفضل من أجل مستقبل علاقات أمتن بين الشعوب العربية والشعب الأوكراني ولإبراز أهمية ووطنية النسيج العربي.

 

Поделиться публикацией:
Читайте так же
صحف عالمية
تحليل الإندبندنت: غزة وأوكرانيا قد تحطمان آمال بايدن في الفوز بالسباق الرئاسي
سياسة
مجدلاني: الغرب يتعامل بازدواجية مع أوكرانيا وغزة
دبلوماسية
د. فرج الله يطلع السفير الفلسطيني على الجهود المبذولة لايصال الحقيقة للمجتمع الأوكراني
د. فرج الله يطلع السفير الفلسطيني على الجهود المبذولة لايصال الحقيقة للمجتمع الأوكراني
آراء ومقالات
‏إلى أليكسي فولوفيتش..حسين الراوي
Главные новости
Политика
МУС выдал ордер на арест Нетаньяху
Ближний восток
ЮНИСЕФ: Более 200 детей погибли в Ливане за последние два месяца
Разное
Иран отказался от закупок систем ПВО в России
Ищите нас на Twitter

© Ukraine in Arabic, 2018. All Rights Reserved.