روسيا تهاجم المواقع التراثية والثقافية في أوكرانيا
وزير الثقافة الأوكراني: روسيا تشن حرباً على ثقافتنا وذاكرتنا ومستقبلنا
كييف/ أوكرانيا بالعربية/ صرح وزير الثقافة والاتصالات الاستراتيجية ميكولا توتشيتسكي في 10 حزيران/ يونيو بأنه يجب على المحاكم الدولية أن تحقق بالأضرار التي لحقت بكاتدرائية القديسة صوفيا في كييف نتيجةً للهجمات الروسية.
وقال: "في هذه الليلة، ضرب العدو مجددًا جوهر هويتنا. تضررت كاتدرائية القديسة صوفيا في كييف - وهي ضريحٌ صامدٌ لقرون ويرمز إلى ميلاد دولتنا. تسببت موجة الانفجار في تدمير كورنيش المحراب الرئيسي للنصب التذكاري ذي الأهمية الوطنية. هذا المعبد الذي يعود تاريخه إلى القرن الحادي عشر هو روح أوكرانيا بأكملها".
وأضاف: "تتطلب هذه القضية دعايةً واسعةً وتدخلاً من المجتمع الدولي لوقف الهجمات الإرهابية واسعة النطاق على المدن الأوكرانية! سيتم توثيق جميع أعمال روسيا الاتحادية الرامية إلى تدمير التراث الثقافي الأوكراني أو الإضرار به في السجلات الرسمية ذات الصلة، وسيتم رفعها إلى الهيئات القضائية الدولية".
وأشار إلى أن الوفد الأوكراني سيلفت انتباه المجتمع الدولي بشكل خاص إلى هذه الجريمة خلال الدورة السابعة والأربعين للجنة التراث العالمي في باريس في تموز/ يوليو القادم.
كما أكد الوزير أن موقع التراث الثقافي "كاتدرائية القديسة صوفيا والمباني الرهبانية المجاورة لها ودير كييف-بيشيرسكا لافرا" يتمتع بثلاثة تصنيفات دولية فهو موقع تراث عالمي لليونسكو (منذ عام 1990)، وموقع تراث عالمي معرض للخطر (منذ عام 2023)، ومدرج في القائمة الدولية للممتلكات الثقافية الخاضعة للحماية المعززة (منذ عام 2023). كما تُطبق عليه آلية الحماية المعززة للممتلكات الثقافية المنصوص عليها في البروتوكول الثاني لاتفاقية لاهاي لحماية الممتلكات الثقافية في حالة النزاع المسلح لعام 1954.
وأضاف: "وفقًا لاتفاقية اليونسكو، تتعهد الأطراف بعدم اللجوء إلى أي إجراءات متعمدة من شأنها أن تُلحق ضررًا مباشرًا أو غير مباشر بالتراث الثقافي والطبيعي... الواقع على أراضي دول أخرى - أطراف في هذه الاتفاقية. وروسيا طرف في هذه الاتفاقية، وهي مُلزمة بالامتثال لأحكامها. وتنص اتفاقية لاهاي وبروتوكولاتها على الحصانة الدولية لمواقع التراث الثقافي".
وشدد على أن الهجوم المسلح على كاتدرائية القديسة صوفيا ينتهك اتفاقيتين دوليتين في آن واحد - اتفاقية حماية التراث الثقافي والطبيعي العالمي واتفاقية لاهاي المذكورة آنفًا.
وعلى خلفية الأضرار التي لحقت بواجهة كاتدرائية القديسة صوفيا جراء الهجوم الروسي على كييف دعا مجلس الكنائس والمنظمات الدينية لعموم أوكرانيا العالم إلى وقف وحشية روسيا.
وأعلنت دائرة الدولة الأوكرانية للسياسة العرقية وحرية الضمير أن الهجوم على كاتدرائية القديسة صوفيا في كييف، وهي معلم تاريخي يعود للقرن الحادي عشر ومُدرج على قائمة اليونسكو للتراث العالمي، يُعدّ عملاً تخريبياً روسياً وجريمةً بحق الثقافة العالمية.
كما دعت وزارة الخارجية الأوكرانية اليونسكو والمجتمع الدولي إلى الرد على إرهاب روسيا الاتحادية، الذي لا يهدد الشعب الأوكراني فحسب، بل يهدد أيضاً التراث الأكثر قيمةً وأهميةً ثقافيةً عالمية.
وصرح الرئيس فولوديمير زيلينسكي بأن "التهديد بتدمير كاتدرائية القديسة صوفيا في كييف أمرٌ مرفوضٌ تماماً، ولكن ليس بالنسبة لروسيا، لأن الكوارث هي علة وجود الروس، ويجب التصدي لها".
وأشار الوزير إلى الأضرار الجسيمة التي لحقت باستوديو أوديسا السينمائي، أحد أقدم مراكز التصوير السينمائي في أوروبا.
وقال: "يواصل المعتدي إبادة أوديسا وشعبها وتراثها الثقافي. كما تضرر استوديو أوديسا السينمائي، مهد السينما الأوكرانية".
وذكر أن مواقع التصوير ومرافق الإنتاج، وخزائن الملابس، والمستودعات التي تحتوي على أدوات التصوير، والزخارف التاريخية ووسائل النقل المتخصصة تضررت بشكل كبير نتيجة الإصابات المباشرة.
ولخص الوزير الوضع قائلاً: "روسيا لا تحارب مدننا فحسب، بل تشن حرباً على ثقافتنا وذاكرتنا ومستقبلنا".
المصدر: أوكرانيا بالعربية