و انتصر الكف على المخرز ... بقلم البروفيسور صلاح زقوت
كييف/أوكرانيا بالعربية/ يدخل العدوان الاسرائيلي البربري، على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة يومه السابع و هذا العدوان لا يستهدف فقط قطاع غزة بكل الشعب الفلسطيني في كافة اماكن تواجده و هو استمرار للعدوان على شعبنا الفلسطيني ، منذ 64 عاما مستخدما كل الة الدمار العسكرية الاسرائيلية جوا و برا و بحرا ، بحق الاطفال و النساء و الرجال و الشيوخ.
و قد سقط عشرات الشهداء و مئات الجرحى اغلبهم من الاطفال و النساء في جريمة حرب ضد الانسانية، و يحشد العدو الاسرائيلي احتياط جنوده ، للتهديد بحرب برية في مواجهة شعب اعزل لا يملك الا ارادة القتل و الصمود.
و اذا كان الثالوث , نتنياهو , باراك , ليبرمان , يعتقدون ان الحرب على الشعب الفلسطيني نزهة فهم مخطئون , و ما الرد الفلسطيني باطلاق الصواريخ على تل ابيب و القدس , و بئر السبع و غيرها من المدن و القرى الا اكبر دليل , على ارادة الصمود و المقاومة لدى شعبنا , و نستطيع القول , ان الكف الفلسطيني واجه المخرز الاسرائيلي , و استطاع ان يؤلمه و يفشل عدوانه , و هو الذي يطالب اليوم بوقف العمليات العسكرية.
و اذا كان الهدف الغاية الانتخابية فعلى الشعب الاسرائيلي , بعد هذا الرد ان يعرف ان هذا الثالوث لن يوصله لبر الامان , لان الامن ياتي عن طريق السلام من خلال الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني , الذي احتلت اراضيه و شرد شعبه.
و اذا كان الهدف هو اختبار الوضع العربي في فترة الربيع العربي , فقد ثبت ان بوصلة الربيع العربي هي القضية الفلسطينية, و ان الوضع العربي يختلف الان تماما عن الوضع اثناء عدوان عام 2008-2009 , و ما زيارة الوفود العربية التضامنية لقطاع غزة اثناء العدوان ابتداء من زيارة رئيس وزراء مصر , و انتهاء بزيارة وفد الجامعة العربية , بالاضافة لوزير خارجية تركيا , الا اكبر دليل على هذا الدعم , الذي نتامل ان يتحول الى دعم ملموس لفك الحصار عن قطاع غزة .
و اذا كان الهدف هو اختبار الموقف الدولي و تحديدا بعد انتخاب اوباما لدورة رئاسية ثانية فالموقف الامريكي منحاز كالعادة للطرف الاسرائيلي , و الذي يلوم الضحية دائما و يدافع عن المعتدي و يرفض اي قرار دولي , لادانة اسرائيل و يكيل بمكيالين. و هذا يستدعي ان يكون هناك موقف عربي موحد ضاغط على المجتمع الدولي, و تحديدا الولايات المتحدة الامريكية , للاقرار بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني , و انهاء الاحتلال لاقامة دولته المستقلة و عاصمتها القدس الشريف و حق العودة لللاجئين و سحب المبادرة العربية من الادراج التي طواها النسيان, بفعل الرفض الاسرائيلي المدعوم امريكيا .
و لا بد من الاستناد الى حلفائنا الدوليين , روسيا و الصين و دول افريقيا و اسيا وامريكا اللاتينية , و هنا توجد فرصة تاريخية , يوم 29من نوفمبر الحالي يوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني , للاعتراف بفلسطين دولة بصفة مراقب على طريق الاعتراف الواقعي بها كدولة على ارض الواقع , من خلال انهاء الاحتلال و اقامة الدولة المستقلة استنادا , الى قرارات الشرعية الدولية.
ان كل هذا الواقع لا يتم الا استنادا الى موقف فلسطيني موحد , مستندا الى الوحدة الميدانية , في التصدي لهذا العدوان و نطالب ان تتحول الى وحدة وطنية حقيقية , و تكون مناسبة لانهاء الانقسام و اعادة اللحمة الوطنية لشعبنا في الداخل و الشتات , من خلال تفعيل منظمة التحرير الفلسطينية على اسس ضحيحة و سليمة و تضم كافة فصائل العمل الوطني و الاسلامي الفلسطيني من خلال برنامج وطني يطلق طاقات شعبنا لمواجهة الاحتلال و الاستيطان و تهويد القدس و الجدار العازل و هذا وحده الكفيل بانهاء الاحتلال و تحقيق اهداف شعبنا في الحرية و الاستقلال و اقامة دولتنا المستقلة و عاصمتها القدس و ضمان حق العودة للاجئين.
المصدر : أوكرانيا بالعربية