خارجية أوكرانيا: روسيا تسعى إلى احتكار النصر في الحرب العالمية الثانية

وزارة الخارجية: استعراض بوتين في 9 مايو يمجد روسيا الفاشية الحديثة
كييف/ أوكرانيا بالعربية/ نشرت وزارة الخارجية الأوكرانية يوم الخميس 8 أيار/ مايو بيانا بمناسبة الذكرى الثمانين للانتصار على النازية في الحرب العالمية الثانية 1939-1945أدانت فيه محاولات روسيا الاستيلاء على النصر المشترك للحلفاء.
وجاء في البيان: "لقد أودت تلك الحرب الدموية بحياة ملايين البشر، وحطمت مصائر ملايين، ودمرت ملايين العائلات. وبدا أن عواقبها الوخيمة كان ينبغي أن تصبح درسًا يُعتمد عليه للأجيال القادمة، وعهدًا بما نقوله كل عام في هذه الأيام: لن يتكرر هذا أبدًا!".
وأشارت إلى أن "جيل المنتصرين، الذي بفضله عاد السلام إلى الكوكب، كان واثقاً من أن أحفاده سوف يعيشون في عالم سلمي وآمن".
وأكدت وزارة الخارجية أن "جميع شعوب الاتحاد السوفييتي السابق، والدول المتحالفة في التحالف المناهض لهتلر، ساهمت في التغلب على النازية من أجل مستقبل سعيد وسلمي للأجيال القادمة". وشددت في الوقت نفسه على أن روسيا الاتحادية تسعى إلى "الاستيلاء على النصر الذي حققه الحلفاء على النازية".
وتابع البيان: "يزعم الكرملين أن روسيا كانت ستنتصر في الحرب العالمية الثانية بمفردها، دون حلفاء أو دول أخرى، ويسعى إلى احتكار انتصار الحلفاء المشترك على هتلر. وكأن روسيا وحدها لعبت دورًا حاسمًا في هذا الأمر، وتكبدت أكبر الخسائر. في الواقع، لم تكن روسيا هي من تكبدت أكبر الخسائر البشرية والمادية في تلك الحرب، بل الدول والأمم التي وجدت نفسها بينها وبين ألمانيا، وفي مقدمتها أوكرانيا".
وأشارت وزارة الخارجية أيضًا إلى أن "تحرير أوروبا من النازية لم يجلب الحرية للعديد من الشعوب الأوروبية، لأنه بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، احتل النظام الستاليني أوروبا الشرقية والوسطى. لقد ارتكب النظام السوفييتي جرائم عديدة: قمع الهوية الوطنية، والقمع، ونفي الناس إلى سيبيريا بتهم ملفقة، وانتهاكات حقوق الإنسان، وحرية الضمير، والقيود على الحريات الأساسية الأخرى. ينبغي إدانة كل هذه الجرائم بشكل صحيح".
وأضافت: "وعلى النقيض من أوكرانيا والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا ودول أخرى في العالم، التي تبذل كل جهد ممكن من أجل السلام، فإن روسيا الحديثة لم تفشل في استخلاص الدروس من الماضي فحسب، بل اختارت عبارة "يمكننا تكرار هذا" شعارًا لها، واختارت العسكرة والإمبريالية الجديدة أيديولوجية لها".
وشددت على أن الكرملين " من خلال التأكيد على دوره الاستثنائي في الانتصار على النازية، يعمل على تحويل الانتباه عن جرائمه في الماضي وفي الحرب العدوانية الحالية ضد أوكرانيا".
ووفقًا للبيان: "غدًا، التاسع من مايو، ستُقيم روسيا، كعادتها، استعراضًا عسكريًا لم يُكرّم لسنوات عديدة متتالية ذكرى ضحايا الحرب العالمية الثانية بقدر ما كان يُخدم الأغراض الدعائية. حتى إعلان وقف إطلاق النار لثلاثة أيام يُظهر أن موسكو تُقدّر الاستعراضات والدعاية الحربية، أكثر من الحفاظ على الأرواح البشرية واستعادة السلام".
وشددت الخارجية الأوكرانية في بيانها: "الوغد الروسي الذي سيستضيف هذا العرض ليس له أي علاقة بالانتصار على النازية. وهو مجرم حرب وقد صدرت بحقه مذكرة اعتقال من قبل المحكمة الجنائية الدولية. والجنود الروس الذين سوف يسيرون أمامه ليسوا محررين من النازية أيضًا. إنهم محتلون، ومجرمو حرب، ولصوص، ومغتصبون، وقتلة.
في واقع الأمر، لن يمجد استعراض بوتين في التاسع من أيار/مايو الانتصار الماضي على ألمانيا النازية، بل روسيا الفاشية الحديثة".
ودعت المجتمع الدولي إلى منع روسيا من تدمير النظام العالمي الذي يقوم على احترام القانون الدولي والذي تم تأسيسه بفضل النصر المشترك على النازية في الحرب العالمية الثانية.
وطالبت الشركاء بتوحيد جهودهم لزيادة الضغط على الدولة المعتدية، الأمر الذي ينبغي أن يجبر روسيا على وقف الحرب العدوانية ضد أوكرانيا واستعادة السلام الشامل والعادل والمستدام لأوكرانيا وكل أوروبا على أساس احترام القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة ووثيقة هلسنكي الختامية.
المصدر: أوكرانيا بالعربية