يرماك : روسيا فقدت أخيرًا مكانتها كوسيط بين أرمينيا وأذربيجان

روسيا تفقد مكانتها كوسيط بين أرمينيا وأذربيجان في تحوّل جيوسياسي يضعف نفوذ موسكو في القوقاز
كييف/أوكرانيا بالعربية / أكد رئيس مكتب الرئيس الأوكراني، أندريه يرماك، أن روسيا فقدت نهائيًا موقعها كوسيط بين أرمينيا و أذربيجان، بعدما كانت تلعب دور الحكم في النزاع الطويل بين البلدين حول إقليم ناغورني كاراباخ. التصريحات التي نقلها موقع "فريدوم" تعكس واقعًا سياسيًا جديدًا في منطقة القوقاز، يتّسم بتراجع حاد في النفوذ الروسي وتنامي التوجه نحو أوروبا.
وأوضح يرماك أن موسكو لم تعد تُعتبر شريكًا موثوقًا من قبل يريفان أو باكو، بل باتت تُنظر إليها كـ"تهديد مشترك"، في ظل تزايد مؤشرات القطيعة السياسية والأمنية من طرف الجانبين.
من جهته، علّق رئيس المركز الأوكراني لمكافحة التضليل الإعلامي، أندريه كوفالينكو، على التطورات قائلًا إن "روسيا أصبحت في الوقت ذاته عدوًا لأرمينيا وأذربيجان"، بعد أن فشلت في الحفاظ على نفوذها التقليدي في المنطقة، والذي كان قائمًا على إدارة التناقضات بين الجانبين وضمان استمرار التوازن من خلال التدخل في ملف كاراباخ.
وأضاف كوفالينكو: "لقد فقدت موسكو قدرتها على التأثير في مجريات السياسة الخارجية بالقوقاز. فرّ الجيش الروسي من كاراباخ، ولم تعد لديها الموارد الكافية للعب دور الضامن أو الردع، ما جعل البلدين يتحرران من هيمنتها المتوارثة منذ الحقبة السوفييتية".
في مؤشر واضح على هذا التحوّل، صادق البرلمان الأرمني مؤخرًا على قانون الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، في خطوة تعتبر الأكبر من نوعها في مسار فكّ ارتباط أرمينيا عن الكتلة الروسية.
الخطوة تمثل أيضًا تصعيدًا ضمنيًّا ضد مواقف الكرملين، خاصة في ظل التوترات المتصاعدة بين روسيا وأوكرانيا، وتراجع مصداقية موسكو على الساحة الدولية.
وتشير هذه التغيرات إلى بداية مرحلة جديدة في إقليم القوقاز، تقوم على إعادة تموضع استراتيجي لدول المنطقة بعيدًا عن المحور الروسي، واقتراب متزايد من المنظومات الأوروبية والديمقراطية الغربية.
المصدر: أوكرانيا بالعربية