إمام مسجد سيفيرودونيتسك: المسلمون الذين سيموتون دفاعاً عن أوكرانيا شهداء
كييف/ أوكرانيا بالعربية/ قال رئيس الإدارة العسكرية الإقليمية في لوهانسك سيرهي هايداي بأن الجيش الروسي دمّر مدينة سيفيرودونيتسك بنسبة 90 %، وعم الخراب المدينة.
وطال الدمار مسجد "بسم الله" وحوله إلى أنقاض، وكان في هذا المبنى الذي تبلغ مساحته 426 مترًا مربعًا مصلى، وقاعة للنساء، ومكتبة، وغرفة لراحة الإمام.
وتحدث رجل الدين العسكري في القوات المسلحة الأوكرانية، رئيس الجالية المسلمة في في مدينة سيفيرودونتسك، التي احتلتها روسيا في حزيران/ يونيو من هذا العام، وإمام مسجدها تيمور بيريدزي في مقابلة مع "أخبار القرم" عن نشأة المجتمع المسلم في المدينة، وعن موقف سكانها تجاه قديروف، وعن واجب مسلمي أوكرانيا في حماية وطنهم الأم.
- تيمور خوجة، أخبرني من فضلك، متى تم إنشاء المركز الإسلامي وكم عدد المسلمين الذين يعيشون في المدينة؟
تأسس مجتمعنا في عام 2009، وهو جزء من الإدارة الدينية لمسلمي أوكرانيا "أمة"، وكان ينشط هناك نحو 150 من رعايا مسجد سيفيرودونتسك ، وانتقل نحو 2000 مسلم إلى المنطقة بعد عدوان روسيا الاتحادية في 2014-2015.
وفي عام 2016، اشترينا غرفة استأجرناها لمدة خمس سنوات قبل ذلك، وفي عام 2020، في أيلول/ سبتمبر، تم الافتتاح الرسمي للمركز الإسلامي، والذي حضره مفتي أوكرانيا آنذاك سعيد إسماعيلوف.
- هل بقي أناس في المدينة بعد بداية العدوان واسع النطاق؟
بدأ سكان سيفيرودونتسك بمغادرتها منذ بداية الحرب، وبقي عدد قليل من الناس في المدينة.
- تعرض مسجد في سيفيرودونتسك لقصف صاروخي أدى إلى مقتل أشخاص. أخبرني عنهم من فضلك.
جراء القصف الصاروخي قتل نحو 20 شخصا على أراضي المركز الإسلامي، وكان هؤلاء من السكان محليين الذي أرادوا التزود بالماء من البئر التي حفرناها، كما احتمى أهالي المنازل المجاورة من القصف في مبنى المركز.
كانوا من غير المسلمين، لكن كان بإمكانهم دائمًا القدوم إلينا للحصول على الماء، ولم نحرم أي شخص من استخدام القبو في الطابق السفلي كملجأ. الحقيقة هي أن بنايتنا ذات هيكل قوي إلى حد ما، لذلك اختبأ الناس من القصف هنا.
- لقد شارك أتباع قاديروف في معارك الاستيلاء على سيفيرودونتسك، ما رأيك فيهم؟
أما بالنسبة لأتباع قاديروف، فهم لا يعنون بالنسبة لي أي شيء، ولا أستطيع أن أدعوهم إخواني في الدين، لقد كانوا يعلمون أن هناك مسجدًا في سيفيرودونتسك. ولا يوجد ما يجمع بين قاديروف وشعبه وبيننا نحن مسلمي أوكرانيا، إنهم لا يفهمون الإسلام، وليس لديهم قيم الإسلام. وحتى لو أُجبروا على القتال ضدنا، فيمكنهم الانتقال إلى جانبنا، للحفاظ على إيمانهم وكرامتهم الإنسانية.
- لماذا دعم المفتون المسلمون في روسيا الاتحادية الحرب ضد أوكرانيا؟
منذ بداية الحرب وجهنا عدة نداءات لمسلمي روسيا، وللمفتيين بعدم الانخراط في العدوان على أوكرانيا. فهذه حرب ظالمة من جانبهم، ولا يحق لهم تدمير المساجد في أوكرانيا وقتل المسلمين. ويجب على مسلمي روسيا أن يستيقظوا، فإنهم يرتكبون خطأ فادحا، وهذا يستحق عقاب الله الشديد في الدنيا والآخرة.
- كيف تفسر مشاركة المسلمين الأوكرانيين في الدفاع عن أوكرانيا؟
- رأي إدارتنا الدينية لمسلمي أوكرانيا "أمة" هو أن مسلمي أوكرانيا يعيشون في هذا البلد منذ قرون، وخاصة تتار القرم. لذلك فهذه الأرض أيضًا للمسلمين، فهذا وطننا، وعائلاتنا، ومساجدنا، وأطفالنا. كيف لا ندافع عن أوكرانيا؟ و إذا لم نفعل هذا، فماذا سيقولون عنا بعد الحرب؟
نحن هنا في أوكرانيا نمارس ديننا بحرية ، ونبني المساجد، وننظم اللقاءات الحوارية مع الأوكرانيين، ولا توجد عقبات أمام ديننا، قد تكون هناك تفاصيل محددة بالطبع، لكن في أوكرانيا توجد حرية دينية.
ثانيا، نحن الطرف المدافع، ولا نسلب شيئا من أحد، وليس لدينا نية لمهاجمة أي شخص. وعلى النقيض من روسيا، أوكرانيا لم تسفك دماء المسلمين. شنت موسكو حربين ضد الشيشان، وشنت حروبًا تاريخيًا ضد مسلمي القوقاز، وقمعت شعب الباشكير والتتار، ولا منعتهم من دراسة لغتهم الأم بحرية، و تخضع المساجد في روسيا للسيطرة الكاملة لوكالات إنفاذ القانون، ولا يوجد شيء من هذا القبيل في أوكرانيا.
يلزمنا الله بحماية أوكرانيا، وهؤلاء المسلمون الذين سيموتون في هذه الحرب هم إن شاء الله شهداء.
نقلاً عن وكالة أخبار القرم.
المصدر: أوكرانيا بالعربية