أردوغان: قريباً السلام سيحل بأوكرانيا

عكس خطاب أردوغان رغبة تركية متجددة في لعب دور الوسيط الدولي، مستندة إلى تجربتها السابقة في اتفاق ممر الحبوب وتبادل الأسرى.
كييف/أوكرانيا بالعربية/ أعرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن قناعته بأن الحرب الروسية الشاملة ضد أوكرانيا تقترب من نهايتها، مؤكداً أن بلاده ستعود لتلعب دور الوسيط المحوري في عملية السلام، وستستضيف مجددًا مفاوضات حاسمة تجمع بين كييف وموسكو، بمشاركة الولايات المتحدة وتركيا.
وفي تصريح أدلى به عقب اجتماع حكومي في المجمع الرئاسي، شدد أردوغان على أن أنقرة تتمسك بموقف "محايد ونشط" منذ اندلاع الحرب، وأشار إلى أن بلاده "آمنت بالسلام منذ اللحظة الأولى". وقال: "كما أُقيمت طاولة مفاوضات في إسطنبول، ستُقام طاولة سلام في تركيا أيضًا في المستقبل المنظور، وستنتهي هذه الحرب الدموية".
دعوة للقاء القادة: أردوغان يطرح اجتماعًا رباعيًا
أوضح الزعيم التركي أن بلاده طرحت عدة مرات مبادرة عقد لقاء مباشر بين رؤساء أوكرانيا وروسيا، بمشاركة الولايات المتحدة وتركيا، في محاولة لكسر الجمود السياسي وتقديم تسوية توقف شلال الدماء. وأكد قائلاً: "نعتقد أن هذه الحرب يجب أن تنتهي الآن".
ويُذكر أن العاصمة الاقتصادية إسطنبول احتضنت في 23 يوليو/تموز جولة ثالثة من المحادثات المباشرة بين الوفدين الأوكراني والروسي، حيث اتُفق خلالها على مواصلة عمليات تبادل الأسرى، رغم غياب تقدم جوهري على صعيد الحل السياسي.
كما أعلن أردوغان، في 25 يوليو/تموز، عن نيّته تكثيف الجهود الدبلوماسية وتنظيم لقاء شخصي بين الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في إسطنبول، في خطوة أثارت جدلًا واسعًا داخل الأوساط الغربية.
يعكس خطاب أردوغان رغبة تركية متجددة في لعب دور الوسيط الدولي، مستندة إلى تجربتها السابقة في اتفاق ممر الحبوب وتبادل الأسرى. لكن توقيت هذه التصريحات يتزامن مع جهود كييف الحثيثة لبناء تحالفات أوسع في الغرب، ما يطرح تساؤلات حول واقعية الطرح التركي ومقبوليته لدى الشركاء الأوروبيين.
وفيما تسعى أنقرة لتعزيز مكانتها كقوة توازن إقليمي، ترى أوكرانيا أن أي مفاوضات سلام لا يمكن أن تقتصر على تركيا والولايات المتحدة فقط، بل يجب أن تشمل أيضًا قادة الاتحاد الأوروبي، لضمان تمثيل شامل لمصالح المجتمع الدولي، خصوصًا في ظل التصريحات الروسية المتكررة عن شروط تعتبرها كييف غير مقبولة، وعلى رأسها التنازل عن الأراضي المحتلة مؤقتًا.
من جانبها، واصلت روسيا خطابها المتشدد، حيث صرّح وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف لصحيفة "مجيار نمزيت" المجرية أن بلاده "تقاتل بدون حلفاء لأول مرة في تاريخها"، مكررًا سردية "الدفاع عن روسيا" ومتجنبًا تقديم أي تنازل واقعي من شأنه تمهيد الطريق لحوار بنّاء.
على الرغم من نوايا أنقرة المُعلنة، إلا أن الطريق إلى مفاوضات حقيقية يبدو معقدًا دون توافق دولي على الإطار والمشاركين والشروط المسبقة. وتُدرك كييف جيدًا أن أي اتفاق يجب أن يمر أولاً عبر تعزيز الموقف الأوكراني ميدانيًا، ثم عبر مفاوضات مدعومة من المجتمع الغربي بأسره، وليس فقط من قنوات ثنائية أو ثلاثية.
المصدر: أوكرانيا بالعربية
