أوكرانيا بالعربية | صحف عربية: شهر "الأفراح الوهمية" في سوريا انتهى.. وإيران الغائب الأكبر عن اتفاق غير معلن بين روسيا والغرب
كييف/أوكرانيا بالعربية/أبرزت الصحف العربية بنسختيها الورقية والإلكترونية الصادرة صباح اليوم الاربعاء 08 شباط/فبراير الجاري، اهتمام الكتاب الصحفيين بموقف متشابك تواجهه طهران في المنطقة، وخصوصاً في سوريا، في ضوء "المنافسة" التي تواجهها علي الأرض مع موسكو، وكذلك مع تحذيرات الرئيس الأمريكي الأخيرة لإيران.
"تنافس سلبي"
يقول نور نعمة في صحيفة الديار اللبنانية: "السباق في سوريا محتدم بين روسيا وإيران والدولتان كلتاهما تسعى جاهدة لأن تكون لها اليد العليا في إدارة النزاع السوري وإرساء الحلول وتقاسم النفوذ على الأراضي السورية".
ويشير نعمة إلي أنه رغم وجود "علاقة تاريخية وتعاون وتنسيق في أغلب القضايا" بين موسكو وطهران، إلا أنه "في أواخر أشهر الصراع الدائر في حلب، طفى إلى السطح تنافس سلبي بين الدولتين، إذ تريد موسكو الحفاظ على الهدنة قدر المستطاع والدخول في مفاوضات مع المعارضة، وآخرها كان مؤتمر أستانا في حين لا تريد طهران الهدنة، لأن استمرار الاقتتال يسمح لها بتنفيذ مخططها الرامي إلى تغيير ديموغرافي في بعض المناطق السورية وبالتالي كبح أي محاولة أخرى للمعارضة بالتمرد وبتهديد مصالحها في سوريا".
ويعقد علي نون في المستقبل اللبنانية مقارنة بين موقف روسيا وأمريكا حيال إيران، إذ يقول إن "هامش المناورة بين الموقفَين الأمريكي والروسي حيال إيران، لا يبدو واسعاً ولا رحباً ولا قابلاً للرتق: الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يصف إيران بـ 'الدولة الإرهابية رقم واحد' في العالم، في حين أنّ قيادة الكرملين لا توافق على هذا التوصيف فحسب، بل ترى أن إيران 'جزء من الحرب الدائرة ضد الإرهاب'".
يقول نون إن الروس "دخلوا على الخط في محاولة للعب دور الحكم أو الوسيط بين الطرفين (الأمريكي والإيراني)... وأغلب الظن أنّ الدخول الروسي على الخط يتم بناء على طلب إيراني وليس أي شيء آخر، و'شرط' قبوله من قبل موسكو على ما يبدو، هو أن تخفض طهران (أكثر!) سقف مواقفها، وألا تنخرط في لعبة الرد بالمثل على كل موقف أمريكي إزاءها".
أما عبدالمنعم علي العيسي في الوطن السورية فيرى أن "هناك العديد من المؤشرات على وجود اتفاق روسي- غربي- تركي غير معلن فيما يخص التسوية السورية إلا أن ذلك الاتفاق يحوي على الأرجح بين جنباته رسماً لإطار العلاقة مع إيران، أما آلياته فهي تفترض ذهاب الأطراف لملاقاة بعضهم البعض فيما يخص الأزمة السورية".
يقول العيسي: "هناك مصلحة روسية في بقاء إيران قوة إقليمية كبرى وهي قادرة على ممارسة دورها الذي تمارسه الآن إلا أن ذلك لا ينفي حقيقة راسخة هي أن كل خطوة تقارب روسية مع أنقرة من شأنها أن تكون خطوة تباعد مع طهران" في ضوء "وجود تناقض شبه تام فيما بين الدور الإقليمي لإيران ونظيره التركي".
ويري العيسي أن "الإشكالية التي يعانيها الدور الروسي نابعة من صعوبة المواقف التي يحاول الموازنة فيما بينها، فهو من الواجب عليه أخذ المعطيات التي أفرزتها الحرب السورية بعين الاعتبار ومن الواجب عليه أيضاً إرضاء الغرب وكذلك احتواء المرامي التركية أو تطويعها لا التصادم معها بقدر المستطاع إذا ما أرادت- وهي على الأرجح تريد- السير في الطريق الموصل إلى حلول مقبولة للأزمة السورية تحظى بموافقة الأغلبية بشقيها الداخلي والخارجي".
ويقول علي الأمين في العرب اللندنية إن هناك ما يشبه "مرحلة عض أصابع" بين واشنطن وطهران، حيث يري أن المشهد يتجه إلي التصعيد بينهما في ظل علاقة فيها "تنافس وتنافر على صعيد الخليج وفي الشرق الأوسط عموماً".
"مرحلة جديدة"
يشير طارق الحميد في صحيفة الشرق الأوسط اللندنية إلى "مرحلة جديدة بالأزمة السورية" أهم ملامحها أن "شهر 'الأفراح الوهمية' بسوريا انتهى، ولذا فنحن الآن أمام إعادة تموضع روسية متوقعة، وعقدة إيرانية جديدة تضاف لعقدة طهران مع مرحلة الرئيس ترامب".
ويري الحميد أن "حل الأزمة السورية غير ممكن دون الرياض وواشنطن، ولا يمكن أن يتحقق بانفراد روسي-أمريكي، ولو كانت إيران راضية".
يقول الحميد إن "الروس يحاولون العودة للمنتصف بسوريا، والتي تعني أنهم ليسوا ورقة بيد إيران، ولا بشار الأسد، وهذا طبيعي حيث يخدمون مصالحهم، ومن أهم مصالح الروس الآن عدم الاصطدام بترامب. وكل ذلك يعني أننا أمام تباين روسي-إيراني، وتشتيت للدور التركي".
ويختتم الأمين مقاله بالقول: "يضع ترامب واشنطن على سكة إعادة الهيبة، وإثبات أنّ الولايات المتحدة هي من يقرر في المنطقة، وهذا توجه يكتسب قوته أيضا من ظاهرة العداء غير المسبوق لإيران مع معظم الحكومات العربية، ويتزامن مع إدراك أمريكي أنّ طهران استنزفت اقتصادياً في حروب المنطقة".
يقول عبدالله ناصر العتيبي في الحياة اللندنية إن "اجتماع أستانة كان فاتحة الحلول، وبقي أن يصنع محبو سورية وأصدقاؤها أدوات ضغط فاعلة تجبر الروس على فرض حكومة سورية جديدة مقبولة شعبياً، وتولّي رعايتها وتأمين حضورها محلياً وأممياً ومحاربة أعدائها في الداخل حتى القضاء عليهم وإعادة السلم من جديد بغطاء رعوي دولي".
لكنه يرى أن "أمريكا ستعود بعد أشهر قليلة وربما أسابيع لمناكفة روسيا في المنطقة والالتفاف من جديد حول القوى الإقليمية لتأمين خروج روسي ذي طابع سوفياتي، ثم ستدير ظهرها من جديد للمنطقة وتبحث عن صراعات أخرى جديدة في العالم من أجل إدارتها وصرف أرباحها في العمق الأمريكي".
ويقول مصطفي المقداد في الثورة السورية إنه "لن يكون بمقدور آل سعود ولا غيرهم لعب ذات الدور العدواني الذي لعبوه على امتداد سنوات العدوان السابقة، فليقولوا ما يريدون وليطلقوا تصريحاتهم الفارغة، فما يريده السوريون وحدهم هو ما سيحصل قريباً وقريباً جداً".