أمة تعشق المجرمين والسفاحين والأنظمة الديكتاتورية.. هل فعلا أصبحنا كذلك؟ .. بقلم د. محمد فرج الله
كييف/ أوكرانيا بالعربية/ لسنوات طويلة شغلتني فكرة كيف تعمر الأنظمة الديكتاتورية الدموية الفاشية لعقود طويلة في بلدننا العربية - وهنا لا أقصد الجميع ولكن للأسف السوادك الأعظم - .. فلماذا تصمد هذه الأنظمة في دولنا العربية رغم فسادها وفشلها وعجزها وإجرامها ودمويتها وانحطاطها ووووو …
وظل الأمر شبه لغز بالنسبة لي لحين اندلاع الحرب بالغزو الروسي ضد أوكرانيا فكانت الصدمة وهي أن السواد الأعظم من شعوبنا العربية تطبل للمجرم بوتين الذي لا يقاسمهم شيء في عقيدتهم ولا دينهم ولا التاريخ ولا لا بل سحق المسلمين في الشيشان وداغستان و و ..
والمصيبة يؤيدونه ضد من؟ ضد أوكرانيا البلد المسالم الذي لم يضر الشعوب العربية بشيء أبدا أبدا .. ومع أن هذا السواد الأعظم لم يزُر من قبل لا أوكرانيا ولا روسيا تراه يرقص ويفرح للجرائم الروسية بحق المواطنين الأوكران العزل وبحق الأطفال والمدنيين والمجاز ووووو
لا بل أن بعضهم يبتهل لله بالدعاء أن ينصر بوتين ؟؟ !! .. ألهذه الدرجة وصل بنها الانحطاط؟ هل نحن لهذه الدرجة متعطشين للدماء؟ والقتل والإجرام؟ هل هذا من طبعنا وأخلاقنا وديننا ؟
وفي التقرير الذي نشرته وكالة بي بي سي يفسر هذه الظاهرة تحت عنوان "الشارع العربي .. يدعم بوتين لأنه يحب الاقوياء" أو بما معناه !!!!
وتصبح الأمور واضحة إذ أن جنرالاتنا في بلدننا العربية علموا هذه الحقيقة من قبل، وعلموا أن هذه الأمة تعشق البستار العسكري حتى الذي يدعس عليها ويستعبدها وووو .. المهم القوة .. مع الأسف، مع الأسف.
أما آن لنا أن نستيقظ ونرى بأن الأوطان لا تبنى بأيدي المجرمين؟ ألم نتعلم أي شيء من تاريخ الحربين العالميين الاولى والثانية؟ ألم نتعلم بأن القوي هو الذي يبني وطنه ويرفع شعبه ولا يستعبدهم ولا يتعدى على الآخرين؟
ألم يعلمنا ديننا الحنيف بأنه : "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت" ؟؟!!!
ملاحظة: أستثني الشرفاء من شعوبنا العربية الذين قالوا كلمة حق في هذه الحرب، ولم يدعموا المجرمين بكلمة، ولكني هنا أتحدث عن أؤلئك الذين لا ناقة لهم ولا جمل بهذه الحرب ويقفون مع المجرم القاتل، وتراهم ختى لا يجيدون القراءة والكتابة ..
المصدر: أوكرانيا بالعربية