التلغراف: أمريكا تبتعد عن دعم أوكرانيا عسكريًا.. وعبء الحرب ينتقل إلى أوروبا

وزير دفاع إدارة ترامب: التسوية السلمية هي "الحل الأفضل" لجميع الأطراف
كييف/أوكرانيا بالعربية/ كشفت صحيفة التلغراف البريطانية أن الولايات المتحدة بدأت عمليًا الانسحاب من ساحة الدعم العسكري لأوكرانيا، تاركةً القارة الأوروبية أمام مسؤولية متزايدة لمواجهة الحرب المستمرة ضد روسيا. يأتي ذلك وسط تحوّل واضح في موقف الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة دونالد ترامب، التي تُعبّر عن رؤية مختلفة جذريًا تجاه الحرب مقارنةً بإدارة بايدن السابقة.
وخلال جلسة استماع عقدت في الكونغرس حول ميزانية الدفاع لعام 2026، صرّح وزير الدفاع في إدارة ترامب، بيت هيغسيث، أن القيادة الحالية ترى أن "التسوية السلمية التفاوضية" هي الحل الأمثل الذي يخدم جميع الأطراف، بما في ذلك واشنطن.
وأضاف هيغسيث: "من غير المعقول أن يستمر هذا الصراع بلا نهاية. إنه يستنزف الموارد الأمريكية، ويجب على أوروبا الآن أن تأخذ زمام المبادرة."
74 مليار دولار... ثم انسحاب
وقدّمت الولايات المتحدة، منذ بدء الغزو الروسي في فبراير 2022، ما يقارب 74 مليار دولار كمساعدات عسكرية لكييف، تضمنت أنظمة باتريوت، وصواريخ هيمارس، وملايين القذائف. إلا أن هذا التدفق الهائل للأسلحة بدأ يتوقف تدريجيًا، في ظل تحوّل سياسي داخلي يرى أن الحرب لم تعد في صلب المصالح الاستراتيجية الأمريكية.
خيارات أوكرانيا الثلاثة
وفقًا للصحيفة البريطانية، فإن أمام القيادة الأوكرانية الآن ثلاثة مسارات محتملة لتعويض تراجع الدعم الأمريكي:
1️⃣ الاعتماد على الإمدادات المباشرة من دول الاتحاد الأوروبي،
2️⃣ شراء الأسلحة الأمريكية بتمويل أوروبي،
3️⃣ تعزيز وتوسيع القدرات الدفاعية المحلية، بدعم مالي وتقني من الشركاء الأوروبيين.
ويُشير التقرير إلى أن الصناعة الدفاعية الأوكرانية تغطي حاليًا نحو 50٪ من احتياجات الجيش، بل إنها تتفوق على بعض دول الاتحاد الأوروبي في إنتاج أنواع محددة من الطائرات المسيّرة والمدفعية. لكن المشكلة لا تزال قائمة في الذخائر، وقطع الغيار، ونقص الأفراد على الجبهة.
أوروبا تموّل الحرب… من حيث لا تدري
وفي مفارقة واضحة، تواصل الدول الأوروبية، رغم دعمها السياسي والعسكري لأوكرانيا، شراء النفط والغاز واليورانيوم من روسيا بقيمة تتجاوز 20 مليار يورو سنويًا، بحسب التلغراف. وهو ما يعتبره مراقبون تمويلاً غير مباشر لآلة بوتين الحربية التي تستنزف المدن الأوكرانية.
دعم "طالما اقتضت الحاجة".. بات بلا مضمون؟
في ظل هذا التناقض، تتزايد الشكوك حول مصداقية الوعود الأوروبية بـ "دعم أوكرانيا طالما اقتضت الحاجة". ويبدو أن التخلي الأمريكي عن دور القيادة في هذا الملف قد يُجبر أوروبا على تحمل العبء الأكبر سياسيًا وماليًا وعسكريًا، في وقت لم تتفق فيه دول الاتحاد بعد على إستراتيجية موحدة طويلة الأمد للحرب.
المصدر: أوكرانيا بالعربية