زيلينسكي: روسيا عالقة في عصر العنف الوحشي وتنتهك مبادئ حقوق الإنسان بلا هوادة

وجّه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي انتقادًا لاذعًا لروسيا عقب الغارة الدموية على كييف، مؤكدًا خلال مشاركته في مؤتمر الذكرى الخمسين لاتفاقية هلسنكي أن موسكو ترفض الاستماع إلى العالم وتُمعن في تمديد الحرب، متمسكةً بذهنية تنتمي إلى قرن مضى
كييف/أوكرانيا بالعربية/ أكّد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في خطابٍ رسمي ألقاه عبر الإنترنت خلال مؤتمر إحياء الذكرى الخمسين لاتفاقية هلسنكي الختامية، أنّ روسيا ما تزال عالقة في نمطٍ تاريخي من العنف الوحشي والعداء الصريح لمبادئ حقوق الإنسان، في ظلّ تصعيد عدواني مستمرّ ضد أوكرانيا، كان آخر فصوله الغارة الجوية الواسعة التي استهدفت العاصمة كييف صباح اليوم، 31 تموز/يوليو.
وأشار الرئيس الأوكراني إلى أنّ العدوان الروسي الأخير، الذي أسفر عن مقتل ما لا يقلّ عن 15 شخصًا، بينهم طفل، وإصابة العشرات، يعكس استخفاف الكرملين بنداءات المجتمع الدولي لوقف الحرب. وقال زيلينسكي: "هذه حرب بدأتها روسيا وتُطيل أمدها عن عمد. حرب لا يريدها أحد سوى السلطة الروسية، التي لا تزال عالقة في قرون مضت، حيث كان الترحيل الجماعي، والقمع، والتجاهل المطلق للحريات والكرامة الإنسانية أمورًا اعتيادية".
وشدّد الرئيس الأوكراني على أن السلطة الروسية "مهووسة بإعادة عقارب الزمن إلى الوراء، إلى عصرٍ لم يعد له مكان في أوروبا الحديثة، حيث تُقدَّس حقوق الإنسان، وتُصان الكرامة، ويُحترم مبدأ سيادة الدول". وأردف: "ما تفعله روسيا اليوم هو تحدٍ سافر للقانون الدولي ولاتفاقيات السلام والتعاون الأوروبي، بما في ذلك مبادئ اتفاقية هلسنكي ذاتها التي تدّعي الالتزام بها".
يأتي هذا التصريح في وقتٍ يواصل فيه الجيش الروسي شنّ غارات صاروخية على مختلف مناطق أوكرانيا، بما في ذلك العاصمة كييف، التي استُهدفت بـ27 صاروخًا وطائرة مسيّرة، في هجوم يُعدّ من أعنف الهجمات على المدينة منذ أشهر. وقد تسببت الغارة في تدمير واسع للبنية التحتية المدنية، خصوصًا في أحياء سفياتوشينسكي وشيفشينكيفسكي، وسط جهود إنقاذ مستمرة للبحث عن ناجين تحت الأنقاض.
ويؤكّد زيلينسكي أن هذه الجرائم "لن تمرّ دون حساب"، مشيرًا إلى أن أوكرانيا تواصل توثيق الانتهاكات الروسية لتقديمها إلى المؤسسات الدولية، بما فيها المحكمة الجنائية الدولية. كما شدّد على أن الشعب الأوكراني لن يرضخ للترهيب الروسي، وأن دعم الحلفاء سيظلّ حجر الأساس في الصمود حتى تحرير كامل الأراضي المحتلة.
هذا وأعربت عدّة دول أوروبية ومنظمات حقوقية عن تضامنها الكامل مع أوكرانيا عقب الغارة، مؤكدة أن تصعيد موسكو يُعدّ مؤشرًا إضافيًا على رفضها للحلول السلمية، ومحاولتها فرض منطق القوة في خرق واضح للشرعية الدولية.
المصدر: أوكرانيا بالعربية
