تركيا تُعلن توافقًا مبدئيًا بين أوكرانيا وروسيا على عقد لقاء زيلينسكي وبوتين

تُشير تصريحات وزير الخارجية التركي هاكان فيدان إلى تحوّل ملموس في طبيعة الخطاب الدبلوماسي بين أوكرانيا وروسيا، إذ أعرب الطرفان، بحسب أنقرة، عن توافق مبدئي على ضرورة عقد لقاء مباشر بين الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
كييف/ أوكرانيا بالعربية / أعلن وزير الخارجية التركي هاكان فيدان عن وجود توافق مبدئي بين أوكرانيا وروسيا بشأن ضرورة عقد لقاء مباشر بين الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ونظيره الروسي فلاديمير بوتين. جاء ذلك خلال مقابلة أجراها فيدان مع قناة "NTV" التركية، يوم ال 23 تموز/يوليو، بالتزامن مع استضافة إسطنبول لجولة جديدة من المفاوضات بين الوفدين الأوكراني والروسي.
وأكد فيدان أن "الطرفين يُبدون رغبة متزايدة في إيجاد أرضية مشتركة، وهناك شعور متنامٍ بإمكانية التوصل إلى حل وسط إذا ما استمرت المحادثات في الاتجاه ذاته". ولفت الوزير التركي إلى أن بلاده، بوصفها وسيطًا نشطًا، تعمل حاليًا على الدفع نحو عقد لقاء بين الزعيمين، مشيرًا إلى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يعتزم مناقشة هذه المسألة مع قادة كل من الولايات المتحدة وروسيا خلال الأسبوع الجاري.
وتأتي هذه التصريحات في ظل مساعٍ تركية متواصلة لتعزيز دورها كوسيط موثوق في الحرب الروسية على أوكرانيا، لا سيما بعد أن لعبت أنقرة دورًا محوريًا في اتفاق الحبوب عبر البحر الأسود، وكذلك في عمليات تبادل الأسرى في مراحل سابقة.
من جهتها، لم تُصدر أوكرانيا بعد موقفًا رسميًا واضحًا من مقترح اللقاء، غير أن كييف كانت قد أكدت مرارًا أن أي مفاوضات سلام لا يمكن أن تتم إلا على أساس الاحترام الكامل لسيادة أوكرانيا، وانسحاب القوات الروسية من الأراضي المحتلة، ومحاسبة مرتكبي جرائم الحرب، بما في ذلك الترحيل القسري للأطفال وتدمير البنية التحتية المدنية.
ويُنظر إلى هذه الأنباء على أنها محاولة تركية جديدة لإعادة إطلاق المسار التفاوضي المتعثر منذ فترة طويلة، في وقت تُواصل فيه القوات الروسية تصعيد هجماتها الصاروخية على مدن أوكرانية، وتُواجه موسكو عزلة متزايدة على الساحة الدولية بعد صدور مذكرات توقيف من المحكمة الجنائية الدولية بحق بوتين ومسؤولين آخرين على خلفية ارتكاب جرائم حرب.
وفي سياقٍ متصل، تطرح أوساط أوكرانية ودولية تساؤلات جدّية حول مدى جدّية روسيا في الدخول بمفاوضات نزيهة، خاصة في ظل مواصلة الكرملين توسيع رقعة الاحتلال والتضليل بشأن القضايا الإنسانية، مثل ترحيل الأطفال وتغيير هويتهم قسرًا.
وبينما تُحاول أنقرة استغلال التوقيت والفراغ الدبلوماسي لتحريك المياه الراكدة، فإن أوكرانيا، بدعم من شركائها الغربيين، تُشدد على أن أي مفاوضات لا تستند إلى المبادئ الأساسية للقانون الدولي، تُعدّ مناورات سياسية تهدف إلى كسب الوقت لا أكثر.
المصدر: أوكرانيا بالعربية
