توسك: بوتين يحاول هزّ أوروبا من الداخل عبر حرب هجينة خفية

رئيس الوزراء البولندي يحذر من أن الحرب الروسية لم تعد خارج حدود أوروبا بل تجري داخل مجتمعاتها
كييف/أوكرانيا بالعربية/ قال رئيس الوزراء البولندي، دونالد توسك، إن الحرب الهجينة التي يشنها الديكتاتور الروسي فلاديمير بوتين ضد الغرب لا تقتصر على الجبهات العسكرية أو السياسية، بل تجري داخل المجتمعات الأوروبية نفسها. جاء ذلك في مقابلة أجراها مع صحيفة "غازيتا فيبورتشا" البولندية، وفقًا لما نقلته شبكة "فريدوم".
وأوضح توسك أن الكرملين يستخدم مجموعة واسعة من الوسائل لتقويض استقرار الاتحاد الأوروبي، مشيرًا إلى أن "بوتين يمتلك الأدوات اللازمة لتدمير الاتحاد الأوروبي من الداخل". وأكد أن الحرب الروسية ضد الغرب أصبحت أكثر تعقيدًا وسرية مما كانت عليه في السابق.
وأضاف رئيس الوزراء البولندي:
"لقد ناشدتُ شركاءنا الغربيين مرارًا وتكرارًا بشأن هذه القضية. قبل بضع سنوات، كان من الصعب جدًا التواصل معهم. ولحسن الحظ، فهم يدركون الآن أن تقييمنا بأن روسيا تحارب الغرب بأكمله كان دقيقًا. في مثل هذه الحالات، يُطلق رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان صرخة على الفور بأن توسك يريد الحرب. لكن الحقيقة أن هذه الحرب جارية بالفعل".
وأشار توسك إلى أن مظاهر الحرب الروسية الهجينة في بولندا تشمل الحرائق المتعمدة، وضربات الطائرات المسيّرة، وتزايد الهجمات الإلكترونية العدوانية التي تُسجّل ضد البنية التحتية الحيوية.
وأضاف أن "الهجمات الأخيرة على الأنظمة الرقمية البولندية تحمل مؤشرات واضحة على التخريب، وهذه الحالات ستزداد في جميع أنحاء أوروبا"، مؤكّدًا أن "الحرب التي أعلنها بوتين على الغرب تجري اليوم داخل مجتمعاتنا، وها هي تظهر هنا بأبهى صورها".
واعتبر توسك أن موسكو تسعى من خلال هذه الحرب إلى تفكيك الاتحاد الأوروبي كمنظمة، وتدمير أوروبا ككيان ثقافي وحضاري، محذرًا من أن الرد الأوروبي يجب أن يكون موحدًا وحازمًا، يقوم على التضامن والدفاع عن القيم الديمقراطية.
يُذكر أن الاتحاد الأوروبي كان قد شدّد مؤخرًا قواعد منح التأشيرات للمواطنين الروس، ومنع إصدار تأشيرات الدخول المتعددة، بهدف تشديد إجراءات التفتيش وتقليص المخاطر الأمنية المرتبطة بالحرب الروسية ضد أوكرانيا.
المصدر: أوكرانيا بالعربية
