تميم : لقد لقد قررنا عدم ارسال ابنائنا الى الدول الاسلامية ليتلقوا علوم دينهم في أوكرانيا
كييف/أوكرانيا بالعربية/شهدت العاصمة الاوكرانية كييف مؤتمرا دوليا يناقش واقع التربية الاسلامية في المجتمعات الاوروبية العلمانية برعاية الادارة الدينية لمسلمي أوكرانيا و بمشاركة و تنظيم وزارة الثقافة للفيديرالية النمساوية و جامعة فينا .
و قد شارك في هذا المؤتمر ممثلين عن حوالي اثنى عشر دولة من بينها دول فضاء الاتحاد السوفييتي السابق و الفيديرالية النمساوية و دبلوماسيين عن دول الشرق الاوسط و آخرين ذوي شأن و اهمية في مجال العلاقات الدينية و الثقافية .
افتتح المؤتمر أعماله في يوم الجمعة الموافق 5 تشرين الاول/أكتوبر الجاري بكلمة فضيلة المفتي الشيخ أحمد تميم الذي رحب بالحضور و المشاركين و معرجا على أهمية هذا المؤتمر و الموضوع الذي يناقشه، و من ثم أعطيت الكلمة لسعادة سفير النمسا لدى اوكرانيا السيد وولف ديتريخ الذي تحدث عن الدين الاسلامي و دوره في المجتمع النمساوي و اشار الى ان الاسلام في النمسا يعود بجذورة الى عام 1912 حيث اعترف به رسميا في الامبراطورية المجرية-النمساوية .
ثم تليت كلمة النائب الاول لوزير الثقافة الاوكراني السيد يوري بوغوتسكي و الذي ورد فيها بان الحكومة الاوكرانية تعتز بالتنوع الثقافي و الحضاري لقومياتها كما أكد على اهمية العمل الذي يقوم به مسلموا أوكرانيا في المجتمع الاوكراني لتترك اثارها الايجابية .
اما البروفيسور عدنان اصلان عميد معهد العلوم الاسلامية في جامعة فينا فقد تحدث عن الاهمية البالغة للتربية الاسلامية للاجيال المسلمة الناشئة في المجتمعات العلمانية و بالذات في المجتمعات الاوروبية . و اشار البروفيسور كذلك الى ان الحكومة النمساوية تسعى الى اندماج ابناء الجالية المسلمة في المجتمع النمساوي مع حفاظهم على هويتهم الثقافية و الحضارية.
اما ممثل جامعة درغامانوفا الوطنية الاوكرانية السيد فيتالي خروميتس فقد القى كلمته حول العقبات التي تواجه التربية الاسلامية في أوكرانيا.
ثم القى فضيلة المفتي الشيخ أحمد تميم كلمة في نهاية حفل الافتتاح مركزا على أهمية تلقي العلوم الاسلامية على ايدي المسلمين انفسهم و مؤكدا كذلك على ان الكتب المتحدثة عن الاسلام يجب طباعتها لمؤلفين مسلمين فالفكر الخاطئ حول الاسلام في المجتمعات الغربية و بالذات في دول الاتحاد السوفييتي ادى الى تخوف من الاسلام لدى ابناء المجتمع الاوروبي . و اضاف فضيلته الى ان المكتبات الاوكرانية تعج بالكتب الاسلامية لمؤلفي الحقبة السوفييتية فقد قال " لقد قامت الادارة الدينية لمسلمي أوكرانيا بتفحص احد مكتبات العاصمة الاوكرانية كييف فوجد بها قرابة 160 كتابا متحدثا عن الاسلام ، حيث هي من مؤلفات الحقبة الشيوعية و لمؤلفين غير مسلمين" .
و تحدث كذلك عن ان ابناء الجالية الاسلامية في أوكرانيا لابد من تلقيهم لعلوم دينهم في أوكرانيا و ليس في أي دولة عربية او اسلامية فقد قال :"لقد قررنا عدم ارسال ابنائنا الى الدول الاسلامية و انما قمنا بانشاء الجامعة الاسلامية في أوكرانيا و دعوة المتخصصين ليحاضروا في هذه الجامعة و بذلك يتخرج الأئمة في الظروف الاوكرانية الاوروبية مشبعين بطريقة تفكير المجتمع المحيط ليكونوا جسرا للتواصل بين الشرق و الغرب".
و في الجزء الثاني من المؤتمر انقسم المشاركين الى مجموعتين مناقشين المشاكل و الصعوبات التي يواجهونها مسلمي اوروبا حيث كانت هنالك مجموعة تمثل دولة الفضاء السوفييتي السابق و مجموعة أخرى تمثل الدولة الاوروبية الغربية.
و على مدار اليومين التالين قام المشاركين بمناقشة و ايجاد الحلول للعقبات القائمة ، و في اليوم الاخير صدر عن المؤتمر قرار عام بتوافق جميع المشاركين .
بعد هذا العمل الجاد توجه المشاركين لزيارة المتحف الوطني للعمارة الشعبية او الثقافة الاوكرانية ليتعرفوا عن قرب على الحضارة الاوكرانية.
المصدر : أوكرانيا بالعربية
