روسيا وأوكرانيا تعقدان محادثات مباشرة في أبوظبي
مصادر تكشف عن لقاء غير معلن بين قيادتي الاستخبارات الأوكرانية والروسية بحضور أمريكي لمناقشة النسخة المحدثة من خطة السلام
كييف/أوكرانيا بالعربية/ كشفت وكالة "أكسيوس" الأمريكية، نقلًا عن مصدر مطلع، أن وفدًا أوكرانيًا برئاسة رئيس هيئة الاستخبارات العسكرية كيريل بودانوف عقد محادثات مباشرة في أبوظبي مع ممثلين عن الجانب الروسي، إلى جانب لقاءات موازية مع مسؤولين أمريكيين.
ووفقًا للمصدر، كان الاجتماع بين قيادتي الاستخبارات العسكرية الأوكرانية والروسية مُخططًا له في البداية لمناقشة "موضوع مختلف"، إلا أن الزيارة المفاجئة لوزير الجيش الأمريكي دان دريسكول إلى أبوظبي غيّرت جدول المحادثات، لتتركز على مناقشة خطة السلام المحدثة التي أعدتها واشنطن وكييف.
وقال السكرتير الصحفي لدريسكول، جيف تولبرت: "تسير المحادثات على ما يُرام، وما زلنا متفائلين. الوزير دريسكول يعمل عن قرب مع البيت الأبيض والهيئات الحكومية الأمريكية خلال هذه المباحثات".
تعديلات جوهرية على خطة السلام
ذكرت "أكسيوس" أن النسخة الأولية من خطة السلام، التي أعدها كيريل دميترييف وستيفن ويتكوف، تضمنت شروطًا قاسية على أوكرانيا، مثل:
الاستسلام الكامل لدونباس،
رفض عضوية الناتو،
تحديد سقف للقوات الأوكرانية،
حظر نشر قوات أجنبية في البلاد،
و"عودة روسيا إلى الاقتصاد العالمي" مقابل رفع العقوبات.
لكن بعد محادثات جنيف التي جرت بين الوفدين الأمريكي والأوكراني، تم تقليص الخطة من 28 إلى 19 نقطة، وحُذفت البنود التي تفرض قيودًا على الجيش الأوكراني أو تحظر انضمامه إلى الناتو، كما اختفت التنازلات الإقليمية، في حين عُززت بنود الضمانات الأمنية لأوكرانيا.
ووفقًا لمسؤولين أوكرانيين تحدثوا لـ"أكسيوس"، فإن فولوديمير زيلينسكي يعتزم مناقشة القضايا الإقليمية شخصيًا مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال لقائهما المرتقب.
مواقف دولية متباينة
في الوقت ذاته، أعلن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر استعداد بلاده لإرسال قوة لحفظ السلام إلى أوكرانيا، فيما أشار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى أن هذه القوة قد تضم أيضًا ممثلين عن تركيا.
أما الكرملين، فصرّح بأنه لم يطلع بعد على النسخة المحدثة من الوثيقة، فيما وصف المتحدث باسم بوتين، دميتري بيسكوف، خطة ترامب الأصلية بأنها "أساس جيد للمفاوضات".
وفي المقابل، نشرت صحيفة "التلغراف" البريطانية نسخة من خطة الاتحاد الأوروبي المكونة من 24 نقطة، والتي تُعتبر بديلاً عن الاقتراح الأمريكي الأكثر تشددًا.
أشارت تقارير غربية إلى أن النسخة المعدلة أزالت بند العفو عن روسيا عن جرائم الحرب، كما تخلت عن فكرة استخدام الاحتياطات الروسية المجمدة بالكامل لإعادة إعمار أوكرانيا، إذ تقرر أن تُخصّص 50% من أرباح الأصول المجمدة للجانب الأمريكي.
وفي تصريحات لاحقة، أكد وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو أن خطة السلام الجديدة أُعدّت بناءً على مقترحات روسية سابقة، مع مراعاة المواقف الحالية لأوكرانيا.
وفي الوقت نفسه، تحدث المستشار الروحي للرئيس الأمريكي مارك بيرنز عن تفاصيل خطة السلام المكونة من 28 نقطة وموقف الرئيس دونالد ترامب منها، مؤكدًا أن الإدارة الأمريكية تسعى إلى تسوية شاملة تُنهي الحرب دون تقويض سيادة أوكرانيا.
المصدر: أوكرانيا بالعربية
